أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (خاص – محمد الجنون)

* تعتبرُ البدانة “مرض العصر” الذي يصيبُ الملايين من الناس حوال العالم.

* 1.4 مليار شخصاً بالغاً يعانون من الوزن الزائد.

* اجتاحت البدانة العالم بين العام 1995 والـ2018 بشكلٍ كبير.

* تحتلُّ 5 دولٍ عربية قائمة أسمن 10 شعوبٍ حول العالم.

* إرتفاع معدل الإصابة بالبدانة في العالم العربي مؤشر خطير للمستقبل.

* تعتبر البدانة من أكثر الأمراض الصاعدة في الـ20 سنة الأخيرة مقارنةً مع الأمراض الأخرى.

* عمليات جراحة البدانة منتشرة في العالم العربي وأبرزها 3 عمليات.

* “أخبار الآن” تكشف السر عن “إجراء طبي” يعتقد الناس أنه “عملية جراحية” للبدانة.

* “أخبار الآن” تلتقي 3 أشخاص خضعوا لعمليات جراحة البدانة.. فماذا قالوا؟

إليكم التفاصيل:

يقول المثل العربي الشائع: “الوقاية خيرٌ من ألف علاج”. الأمرُ هذا صحيحٌ وواقعي بشكل كبير. فالإنسان لا يدركُ معنى هذا المثل إلاّ عندما يدخل في صراعٍ مع الأمراض الكثيرة التي تؤثر على صحته وحياته بشكلٍ سلبي. ولكن ماذا عن البدانة؟ ماذا عن هذه المشكلة الصحية التي يعاني منها الكثيرون في العالم؟

أسئلة كثيرة بشأن هذه المشكلة، التي تعتبرُ وبدون أي منازع “مرض العصر” الذي يصيب الملايين من الناس. بحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية في العام 2014، فإن أكثر من 600 مليون شخصاً حول العالم يعانون من البدانة، في حين أنّ 1.4 مليار شخصاً بالغاً يعانون من الوزن الزائد.

البدانة "تخنق" العرب.. أرقام مخيفةٌ تنذر بمستقبل أسود! (خاص)

 

ولكن.. ما هي البدانة؟

كثيرة هي التعريفات بشأنِ البدانة، ولكن ما يجب معرفته هو أنّ البدانة هي ليست الوزن الزائد فقط. فهي بحدّ ذاتها تتخذ اتجاهاً مرضياً بحتاً، إذ ترافقها العديد من الأمراض أبرزها السكري وارتفاع ضغط الدم وضيق التنفس. أمّا الوزن الزائد، فهي مشكلة ناجمة عن خلل في النظام الغذائي الذي تسيطر عليه المأكولات الغير صحية، وأبرزها المأكولات السكرية. وعليه، فإنّ مشكلة الوزن الزائد قد تتحول إلى بدانة مرضية ومفرطة إن لم يتم معالجتها من خلال اتباع حمية غذائية صحية، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية.

“البدانة تصاعدية”

ولأنّ مشكلة البدانة تحتلّ حياة الكثيرين من الأشخاص، فإنّ أبعادها خطيرة على المدى البعيد على الصحة. يقول الطبيب اللبناني حبيب عجمي، أخصائي جراحة البدانة أنّ “البدانة تتدرج تصاعدياً على النحو التالي: الوزن الطبيعي – الزيادة في الوزن – البدانة من الدرجة الأولى – البدانة من الدرجة الثانية أو البدانة المرضية”.

يشير عجمي في حديثٍ لـ“أخبار الآن” أنّ “البدانة تصنف مرضية عندما تصبح كتلة الجسم BMI تتعدى الـ40، وهي من أكثر الأمراض الصاعدة في الـ20 سنة الأخيرة مقارنة مع مرض السرطان أو أي مرضٍ آخر”. ويقول: “تؤثر البدانة على كل الأعضاء في جسم الإنسان، وهي المسبب الأول لأمراض الضغط والسكري والشرايين، وأمراض المفاصل عند الكبار، فضلاً عن الاختناق الليلي”.

البدانة "تخنق" العرب.. أرقام مخيفةٌ تنذر بمستقبل أسود! (خاص)

(أخصائي جراحة البدانة الطبيب اللبناني حبيب عجمي)

بين العام 1995 والـ2018: البدانة تجتاح العالم

في حديثه، يوضح عجمي أنّ “نسب البدانة في العالم زادت 4 أضعاف بين العام 1995 و2018، بسبب التحول في النظام الغذائي العالمي نحو الأطعمة السريعة”. أمّا على صعيد العالم العربي، فإنّ “هناك 5 دولٍ عربية تأتي ضمن الدول الـ10 الأولى التي يعاني سكانها من البدانة المرضية”. يلفت عجمي إلى أنّ “الكويت تأتي على رأس القائمة حيث بلغت نسبة البدانة فيها حوالى 44%، تلتها المملكة العربية السعودية التي بلغت نسبة البدانة فيها عام 2018 حوالى 36.6%. أمّا مصر فقد حلّت في المرتبة الرابعة بحسب تصنيف أسمن 10 شعوب في العالم، حيث بلغت نسبة البدانة فيها حوالى 35.3%، بينما حلّت الأردن خامسة بنسبة 35%. أمّا الإمارات العربية المتحدة فحلّت في المرتبة السادسة، حيث بلغت نسبة البدانة فيها حوالى 34%، في حين بلغت نسبة البدانة في قطر 33.7%. وفيما خصّ لبنان فقد بلغت نسبة البدانة عند البالغين فيه الـ26%، وعند الصغار وصلت النسبة إلى 27%”. وفي هذا الصدد، يعتبر عجمي أنّ “ارتفاع نسبة البدانة في العالم العربي هو أمرٌ خطير جداً، ومؤشر إلى أزمة في المستقبل لا سيما عند الأطفال“. ويقول: “هناك الكثير من الدراسات التي طالت البلدان العربية، وكشفت أنّ العديد منها تغيب فيها ثقافة النشاط الحركي المستمر في ظلّ توجه السكان نحو الوجبات السريعة. ولذلك، فإنّ نسبة البدانة في العالم العربي تبعاً للأرقام بلغت حوالى 37% كمعدلٍ وسطي، وهو رقم مرتفع نسبياً”.  

البدانة "تخنق" العرب.. أرقام مخيفةٌ تنذر بمستقبل أسود! (خاص)

(جريدة الرياض)

 

البدانة "تخنق" العرب.. أرقام مخيفةٌ تنذر بمستقبل أسود! (خاص)

 

عمليات جراحة البدانة.. بين النجاح والفشل

يتوقف عجمي في حديثه لـ“أخبار الآن” عند العمليات التي يجريها الأطباء حول العالم لمرضى البدانة. في الوقت نفسه، يتطرق عجمي إلى عمليةٍ حديثة يجريها الكثيرون الأطباء حول العالم، لا سيما في العالم العربي، والمعروفة بـ”عملية البالون”. وفي هذا الصدد، يوضح عجمي أنّ “المعتقدات السائدة حول هذه العملية خاطئة، إذ أنها تعتبر إجراءً طبياً مؤقتاً وليست عملية جراحية”، ويقول: “يعمد عدد من الأطباء إلى وضع بالونٍ في المعدة عبر الفم، وهو إجراء مؤقت يهدف إلى انقاص الوزن لفترة محددة. ولكن كل الإحصاءات تشير إلى أن الوزن الذي يفقده الفرد جراء هذه العملية يتراوح بين 10 و17 كيلوغراماً فقط، وبعد عامٍ من تاريخها، فإنّ الشخص سيكتسب الوزن الذي خسره من جديد”.

في المقابل، يشير عجمي إلى أنّ “هناك 3 عمليات أساسية لجراحة البدانة يتم إجراؤها حول العالم وهي: تصغير المعدة – تحويل المسار- ربط المعدة”. يوضح الطبيب أنّ “كل هذه العمليات جيدة، ولكن كل واحدةٍ منها تُجرى لمرضى مختلفين، إذ لكل مريض حالة خاصة به، ولا يتم إجراؤها إلا في حال وجود مشاكل تتعلق بالضغط والسكري والاختناق”. ويقول: “إنّ عملية ربط المعدة بحلقة كانت من أكثر العمليات إجراءً قبل 15 عاماً. أمّا في وقتنا الحالي، بدأ الأطباء يعرضون عن إجراء هذه العملية”، كاشفاً أنّ “الدراسات الحديثة توصلت إلى أنّ هذه العملية تعتبر حلاً مؤقتاً، وأغلب المرضى يعمدون إلى إزالة الحلقة فيما بعد”، ويضيف: “يتم اجراء هذه العملية بشكل موضعي للمرضى الذين لديهم وزن زائد فقط، وبلغت نسبة إجرائها حول العالم حوالى 15%”.

أمّا عن عملية قص المعدة، فأكّد عجمي أنها من “أكثر العمليات شيوعاً حول العالم، والتي من خلالها يتم إزالة جزء كبير من معدة الإنسان وهي مطابقة لعملية الربط من هذه المفهوم، حيث تهدف العمليتان إلى تقليص حجم المعدة بغية تخفيف كمية الطعام التي يتناولها الفرد”.

وفيما خص عملية تحويل المسار، فيلفت عجمي إلى أنها “تهدف إلى تقليل كميات الطعام من جهة، وتخفيف قدرة الأمعاء على امتصاص الطعام في الجسم”، موضحاً أن “عمليات التحويل تشكل 35% من العمليات عالمياً، وقد يتم إجراؤها في المستقبل لمن خضع لعملية تصغير المعدة وعانى من فشلها بسبب النظام الغذائي وقلة النشاط الحركي والبدني”. ويقول: “رغم ذلك، فإنّ الجسم يدفع ضريبة لقاء عملية التحويل، إذ يصبح الإنسان بحاجة إلى تناول الفيتامينات مدى الحياة لأن جسمه يفقد قدرته الكاملة على امتصاص حاجته من المكملات الغذائية والفيتامينات”.

البدانة "تخنق" العرب.. أرقام مخيفةٌ تنذر بمستقبل أسود! (خاص)

(صحتك)

ماذا عن فشل هذه العمليات؟ في هذا الصدد، يوضح عجمي أنّ “هذه العمليات حققت نسبة نجاح عالية في العالم حيث بلغت 80%، ولكنها قد تفشل مع الوقت لدى الأشخاص الذي لا يلتزمون بنظام غذائي معتدل ويستعيضون عن وجبات الطعام بتناول المأكولات السكرية والشوكولا التي تساهم في زيادة الوزن”. ويضيف: “كي لا تفشل العملية، فإنّه على الشخص أن يعمد إلى تنظيم جدول غذائه من جهة، والقيام بالتمارين الرياضية الدائمة لتفعيل عملية الحرق لديه من جهة أخرى، لأنّ أساس البدانة هو قصور عملية الحرق في الجسم نتيجة الراحة الدائمة وغياب الحراك البدني عن النظام الحياتي”.

نصائح ضرورية

ولتفادي أزمات البدانة والوزن الزائد، يؤكد عجمي على ضرورة الابتعاد عن المأكولات السكرية بالدرجة الأولى وممارسة الرياضة. إلى جانب ذلك، يشير عجمي إلى أنّ النوم الكافي لمدة 8 ساعات يومياً يساهم في انتظام عملية الأيض في الجسم، وكذلك المضغ جيداً وتناول الطعام بشكلٍ بطيئ. أمّا الأهم من كل ذلك، فهو تناول الطعام على وجبات صغيرة مقسّمة خلال النهار، شرط أن يتوقف الإنسان عن تناول الطعام ليلاً، لأنّ ذلك يساهم في زيادة الوزن.

البدانة "تخنق" العرب.. أرقام مخيفةٌ تنذر بمستقبل أسود! (خاص)

البدانة "تخنق" العرب.. أرقام مخيفةٌ تنذر بمستقبل أسود! (خاص)

شهادات                

من عايشَ معاناة البدانة وتخلّص منها، إنما يكون قد انتقل من حياةٍ إلى أخرى بالفعل. فحياةُ الرشاقة والنحافة غالية، والوصول إلى الوزن المثالي غايةٌ يسعى كلّ شخصٍ لإدراكها.

وفي سياق الحديث عن ملف البدانة وعمليات الجراحة الهادفة لمعالجتها، التقى موقع “أخبار الآن” بعددٍ من الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحة البدانة، وجميعهم من لبنان. 3 أشخاصٍ تغيّرت حياتهم بعد عملية خسارة الوزن، وهم طه محمد، ريما نادر وفاطمة الحاج. يجمع هؤلاء على جملة واحدة: لقد تغيرت حياتنا واستعدنا ثقتنا بأنفسنا.

في حديثه لـ“أخبار الآن”، يقول طه محمد (46 عاماً) أنّه “منذ 3 سنوات تقريباً، بدأ يعاني من عوارض صحية عديدة وزيادة في الوزن نتيجة التغذية الغير منتظمة، الأمر الذي أدى إلى زيادة نسبة الدهنيات والملوحات في جسمه”. وأضاف: “لقد أصبت بمرض ارتفاع ضغط الدم، وفي إحدى الليالي كدتُ أصاب بغيوبة نتيجة الضغط المرتفع. عندها تمّ نقلي إلى المستشفى للمعالجة، وعندها تيقّنت أن مشاكل الضغط سببها الوزن الزائد”.

وقال: “بلغ وزني قبل 3 سنوات حوالى 154 كيلوغراماً. كنتُ أستحي بنفسي كثيراً، كما أنني كنت أواجه صعوباتٍ في إيجاد ملابس تليق بي. أصبحت أشعر بالضيق من نفسي، رغم أنني جرّبت الكثير من الحميات الغذائية بدون أي نتيجة. بالنسبة للعملية الجراحية، كنتُ في بادئ الأمر متردداً في إجرائها، لكنني في النهاية حسمت أمري نحوها، وقررت الخضوع لها – تصغير المعدة- بغية التخلص من البدانة وكل الأمراض التي ترافقها”. 

وأضاف طه: “خلال عامين، خسرتُ 60 كيلو من وزني، كما أن معاناتي مع ضغط الدم المرتفع انتهت. لقد تغيرت حياتي كلياً واستعدتُ ثقتي بنفسي”.

من جهتها، تصف ريما نادر (25 عاماً) تجربتها مع البدانة بـ”المريعة”، وتقول: “كانت بدانتي نتيجة مشكلة صحية أدّت إلى بلوغ وزني عتبة الـ146 كيلوغراماً. جرّبت الكثير من الحميات الغذائية، لكنّ ذلك لم يأتِ بأي نفع”. تلفت ريما في حديثها لـ“أخبار الآن” إلى أنّ “حالتها النفسية تدهورت كثيراً بسبب بدانتها المفرطة، حتى وصل بها الأمر إلى عدم خروجها من المنزل لأنها كانت ترى نفسها منبوذة في المجتمع”.

وأضافت: “في لبنان، كانت عملية جراحة البدانة غير معترف بها كعملية جراحية، بل كانت تصنف ضمن عمليات التجميل. وبعد سنوات عديدة، وباعتبار البدانة مرض العصر، أعيد النظر بأمر هذه العملية لتصبح ضمن العمليات الجراحية التي تغطيها الجهات الضامنة. وعندها، أجريت عملية تصغير المعدة، الأمر الذي أدى إلى تغيير كل حياتي. لقد خسرت الوزن الزائد وأصبحت إنساناً مختلفاً كلياً، حتى أنّ نمط حياتي تغير أيضاً وثقتي ازدادت بنفسي وأصبحتُ مرغوبة بالنسبة للكثيرين”.

بدورها، رأت فاطمة (33 عاماً) أنّ “هذه العملية هي إنجازٌ كبير بالنسبة لها على الصعيد الصحي والنفسي والجسدي”، وتقول لـ“أخبار الآن”: “لقد وصل وزني قبل عامين من الآن حوالى 90 كيلوغراماً. عندها، اتخذت قراري بإجراء العملية الجراحية – تصغير المعدة. اليوم، أصبح وزني 60 كيلوغراماً، وبتّ أشعر بارتياح كبير. لقد تخلصت من كل معاناتي ومشاكلي الصحية. لقد تغيرت حياتي فعلاً”.

وتختم فاطمة: “أنصح كل من يعاني من البدانة بإجراء هذه العملية، مع الالتفات إلى ضرورة الابتعاد عن السكريات والشوكولا، حفاظاً على الجسم من زيادة الوزن”.

للمزيد:

تناول التراب يحرق الدهون ويقي من اضطرابات البدانة

لا تقلق.. 6 خطوات ستخلصك من دهون الوجبات الدسمة أثناء الرجيم

“رجيم البروتين”: طريقك نحو خسارة الوزن من دون الشعور بالجوع

علماء يكشفون حقائق جديدة عن الخبز المفيد للصحة.. ماذا قالوا؟