الضيعة والضيافة الدرزية

نيما صالحة

في هذا الموسم من مجهول، سنسرد قصص الدروز. من هم؟ وكيف هي حياتهم؟ كلها أسئلة عن الثقافة والتقاليد والهوية الدرزية سنكشف أجوبتها حلقة بعد أخرى. المعروف عن الدروز انهم يستخدمون حرف القاف في كلامهم بكثرة وهي واحدة من الأشياء التي تميّز لهجتهم، ويشربون الـ متّة، والاعتقاد أنهم منعزلين عن الطوائف الثانية والعالم الخارجي، بس الحقيقة أن المجتمع الدرزي متماسك جداَ من الداخل، وتجمعه روابط قوّية تكّونت من زمان بعيد. استماعاً ممتعاً.  #مجهول_أحفاد_الأطرش بحث وإعداد: حكاياتنا تقديم: نيما صالحة الإخراج الصوتي: منذر الهاشم الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

الضيعة والضيافة الدرزية

في هذا الموسم من مجهول، سنسرد قصص الدروز. من هم؟ وكيف هي حياتهم؟ كلها أسئلة عن الثقافة والتقاليد والهوية الدرزية سنكشف أجوبتها حلقة بعد أخرى.

المعروف عن الدروز أنهم يستخدمون حرف القاف في كلامهم بكثرة وهي واحدة من الأشياء التي تميّز لهجتهم، ويشربون الـ “متّة”، والاعتقاد أنهم منعزلين عن الطوائف الثانية والعالم الخارجي، بس الحقيقة أن المجتمع الدرزي متماسك جداَ من الداخل، وتجمعه روابط قوّية تكّونت من زمان بعيد.

استماعاً ممتعاً.

#مجهول_أحفاد_الأطرش

بحث وإعداد: حكاياتنا
تقديم: نيما صالحة
الإخراج الصوتي: منذر الهاشم
الهوية البصرية: سرد ديجيتال
الإشراف العام: محمد علي

نص الحلقة :

نيما مرحبا أنا نيما خقت وربيت بضيعة بجبل لبنان اسمها راس المتن، أغلبية سكانها دروز، والحياة الاجتماعية فيها مبنية على عادات وتقاليد رسخها دين التوحيد فيهم، شي كتير طبيعي إذا عم تمشي بالضيعة تلاقي بيوت بوابها مفتوحة، وتسمع كل شوي كلمة تفضل أو ميّل، الفكرة السائدة عن الدروز هي أنهم منعزلين عن الطوائف الثانية والعالم الخارجي، بس الحقيقة إنه المجتمع الدرزي متماسك من جوّا، بتجمعه روابط قوية تكونت من زمان، كمان معروف عن الدروز أنهم بيحكوا بحرف القاف وهي وحدة من الأشياء يلي بتميز لهجاتهم، وبيشربوا متة يلي هي عشبة يابسة، بينزاد عليها مي سخنة، وبتنشرب بالقرعة يعني ثمرة قرع يابسة كمان ومفرغة من جوّا، بس يمكن أكتر شي معروف عن الدروز إنهم قلال نسبياً، بلبنان في حوالي 300 ألف درزي، وحول العالم بين سوريا والأردن وفلسطين ودول بأميركا اللاتينية، بيوصل العدد للمليون تقريباً، هذا الموسم من بودكاست مجهول هو عن قصص الدروز، مين هنن؟ كيف حياتهم؟، هي أسئلة رح نكتشف أجوبتها شوي شوي مع كل حلقة، رح نخبر قصص عن الأكل والأرض والثقافة، ورح نعرفكم على ناس من قلب هالمجتمع، ومنهم جنى امرأة درزية عمرها 24 سنة، نقلت من ضيعتها على بيروت من كم شهر بس لتلحق شغلها كمرشدة اجتماعية 

جنى والزيادة إنه إي بعرف حدا درزي، إنه بعرف حتى درزي من من الجبل، هنن بيفكروا إنه مثلاً الدروز لأنهم قلال يعني، إنه كلنا منعرف بعض، أو مثلاً إنه أنا ضروري أعرف الشخص الدرزي اللي هو بيعرفه، عرفتي كيف؟ فإي إنه أنا بعرف حتى درزي كنت بعرفه بس ما بيعرف الاسم والعيلة ولا شي، وإنه هنن ما بيعرفوا مثلاً إنه حاصبيا بعيدة عن الشوف، 3 ساعات أو ساعتين بالسيارة إنه نص العالم ما بتعرف بعضها 

نيما حاصبيا والشوف كمان مناطق بلبنان معظم سكانها دروز، وفيه عادات كتير مشتركة بيناتهم بس كمان في خصوصية لكل منطقة، جايي من موقعها الجغرافي من طبيعة أهلها والتاريخ يلي مرق عليهم 

جنى عمتي بتعمل متل كانون اسمه كانون متل منقل، بيعملوه بعدن بالطين وبالتراب اللي موجودة وهيك، فهذا الكانون بحطوا فيه جمر وبيعملوا بيسخنوا الابريق تبع المتة عالحطب، مش كل الأشخاص اللي بالضيعة بعدن بيعرفوا يعملوا منه، في منهم بيعملوا ببيعوا وهيك، ليه؟ لأنه مثلاً أنتِ إذا حطيتِ المتة، بدك شي ساعتين تلاتة لتخلصي المتة، فما فيكي كل شوي تسخني الإبريق على الغاز وتشيليه وتحطيه، هذا الكانون بضل دائماً الإبريق سخن، وبيعطي طعمة كتير طيبة وهيك، عنا عند بيت جدي بس عمتي تحط الكانون والإبريق والمتة، كل الحارة بتتجمع لتشرب متة، فببطل حدا أنه بيشرب دور دور وخلص، ببطل في حدا يشرب، وهي متة عمتي معروفة، لأنه عالكانون وعالحطب هيك فإنه نحنا طالعين نشرب متة عند عمتك 

نيما جنى من حاصبيا ضيعة جنوبية، بتبعد عن بيروت 3 ساعات بالباص، بيوتها كلها صغيرة وقريبة ع بعضها، مليانة شجر زيتون وكرز، وشتل صبار وناس قلوبها بيضة، أهل حاصبيا معروفين بلبنان بزيت الزيتون يلي بيعملوه، عادةً بيعملوا مونتهم من الزيت والزيتون والكشك ودبس الرمان وببيعوا الباقي، ورغم بعد هالضيعة عن ضيع درزية تانية مجرد ما توصلوا عليها في شعور بالسلام بيمتلككم، مع أول كلمة أهلا وسهلا تفضلوا، هالإلفة موجودة بكتير ضيع درزية، يمكن قد ما البيوت قريبة من بعضها بتحسها دافية، بتحس الدار الواسع والزريعة أو الشتل قدامه عم يستقبلك بابتسامة، الدروز أساساً حياتهم بالضيع معودين عالخضار وبيوت القرميد والشتوية القاسية 

جنى كل حدا من بتعرف عليه يقلي إنه الضيافة، أو الحسن هيك الاستقبال اللي عند الدروز، منّه موجود عند باقي الأشخاص، وخصوصي يلي بعدهم يعني متعلقين بعاداتهم وتقاليدهم، يعني نحنا مثلاً إذا بيجي لعنا أي حدا من برات الضيعة، من رفقاتي أو من أشخاص جايين ياخدوا شي للمونة أو شي غراض، دائماً في هدايا زيادة دائماً في أشياء زيادة بيعطوهم ياها، دائماً في أشياء من الضيعة من الأرض بحبوا أهل الضيعة عنا، إنه يعطوها للغريب لحتى يعرف نحنا شو منعمل نحنا من أرضنا إنه شو فينا نعمل، شو فينا نعطي الأشخاص، فدائماً هذا الشي موجود، والناس فوق بتتغذى بالزيارات عند بعضها بتتغذى بأنه الواحد أنه دائماً يكون عنده علاقة مع كل عيلته، يعني أنا مثلاً بس أطلع كنت من الجامعة كنت كل أسبوع روح شوف كل عماتي وعمومتي، حتى إسا ما بطلع سبت وأحد على ضيعتي، إنه بحس في شي ناقص إذا ماشفت حدا من عمومتي وعماتي، أو إذا ما رحت عملت زيارة أو الواجبات مثلاً اللي بعدها موجودة، إنه إذا حدا عملي زيارة بدي ردله ياها، بعدها لهلق الأجيال اللي عم تطلع هلق عم تتربى على هذا الموضوع، إنه منروح لعند عمومتنا وعماتنا بالعيد مثلاً، بالعيد منبرم منعمل زيارة لأكبر حدا يعني بيت الجد منروح منعملهم زيارة بتجتمع كل العيلة، منجيب معنا شي بإيدنا خفيف منفوته على على البيت كـgest أو كهدية 

نيما عيد الأضحى يلي عم توصفه جنى، بيشبه كتير كيف منعيد بمناطق تانية متل جبل لبنان، الأكل والحلو دائماً موجودين، منبلش نسمع بنساء عم يحضروا ليعملوا كعك العيد والمعمول قبل بأسابيع من العيد نفسه، بس هذه الجمعة مش موجودة بكل المناطق، وأحياناً بتكون زيارات قصيرة منبرم فيها على كبار العيلة، أو مشي من المزار على طرقات الضيعة مع أغاني خاصة بالعيد 

جنى وهذا الشي مريح لأنه هذه الإلفة بطلت موجودة بالمناطق التانية، بطلت موجودة تحديداً مثلاً بالمدينة ما بتشوفي هذا الشي، يعني أنا هلق ساكن بالمدينة صرلي شهرين ساكنة بعدني ما بعرف جيراني مين، بينما إذا أنا بالضيعة أول يومين بسكن فيهم كل الجيران بيعرفوني مين، وكل الجيران بيعرفوا أصلي وفصلي وتفاصيلي، وكل يوم جارة بتجبلي أكل وكل يوم بتاخدلي غرض، وكل يوم بتجي بتقلي بتعزمني وتعي وهيك، هذه الإلفة والضيافة موجودة بعدها لأنه هنن متعلقين بأرضهم ومتعلقين بعاداتهم وتقاليدهم 

نيما هذه الحلقة كلها عادات وتقاليد، منها بعرفها ومنها عم بتعرف عليها معكن، عم بكتشف صور وأنماط حياة صادقة وحلوة، يمكن لو كنت بعرفها من قبل كنت اليوم أقرب للمجتمع يلي عايشة فيه، دين التوحيد عمره أكتر من ألف سنة، وهو تفرع من الإسلام وبيتشارك معه بعض القصص، الدين الدرزي بيدعي الناس تكون قريبة من بعضها، وبيشدد على التضامن بقلب المجتمع، متل ما بيرفض الزواج من أديان تانية، بغض النظر عن إذا منعتبر هالشي صح أو غلط، هو أحد العوامل يلي حافظت على التماسك بالمجتمعات الدرزية بيختلف مدى التدين والالتزام بالدين بين أفراد المجتمع، في دروز مؤمنين بدين التوحيد، بس مش مجبورين يمارسوا فرائض دينية، في أشخاص متدينين بحبوا يكونوا أقرب لدينهم ويقرأوا بكتاب الحكمة، يلي هو الكتاب المقدس عند الدروز، وفي أشخاص متدينين وملتزمين دينياً بيلبسوا زي موحد وبمارسوا طقوس دينية، متل الاجتماع على الصلاة كل ليلة جمعة 

جنى ضيغتنا يعني متدينة نوعاً ما لأنه بيوصلوا لعمر مثلاً 30، 35 40 بيلتزموا بزي الدين، وخلص يعني ببطلوا يكونوا عم يعيشوا الحياة اللي بيعيشوها الأشخاص التانيين 

نيما زي الدين عند الدروز هو لباس موحد للأشخاص الملتزمين دينياً، هو عبارة عن تياب واسعة باللون الأسود، تنورة طويلة للنساء، وشروال للرجال وغطاء للرأس باللون الأبيض، هالأشخاص بكون هدفهم يبعدوا عن الأشياء المادية بالحياة، ويكرسوا وقتهم لعبادة الله 

جنى بيهتموا كتير بالعادات والتقاليد الدينية، يعني دائماً في زيارات على المقامات الموجودة بالضيعة، دائماً في زيارات لمشايخ من برات الضيعة بيجوا لعنا على المنطقة، دائماً في أعمال مثلاً حسنة يعني أشخاص بالأعياد بالمناسبات بساعدوا أشخاص مش قادرين أو عندهم حاجات مادية معينة، الشعور يلي بحسه الإنسان لما بكون بمحل ديني، مش موجود بمحل تاني، لأنه عم بحكي عن حالي يعني، لأنه في مثل هيك مثل هدوء وشي مثل رواق بتحسيه بالمكان الديني، لأن الكل مثلاً بكون موطي صوته، الكل رايق هيك بتحسه حتى إنه الواحد لما يقصد يكون قريب من الله، بغض النظر إذا ملتزم بدينه أو لأ هذا الشي مريح لإله، عنا حد بيتنا في خلوة دغري يعني عالطريق هي، فكل سنة بيعملوا مثل زيارة، لحتى إنه هيك يذكروا العالم بهي الخلوة اللي هي موجودة بقصتها وهيك، وبيجيبوا كتير أكل وبيجيبوا كتير حلو، مثلاً بيجوا ناس من ضيع تانية بيعملوا بشوفوا بعض ورحنا بيتنا على الطريق، فاللي طالع واللي نازل اللي طالع واللي نازل بيمرق لعنا بسلم علينا، في ناس مثلاً إنه منكون صرلنا كتير زمان مش شايفينهم، فمنشوفهم لأن هذه الزيارة يعني بتكون كل سنة وزيادة عهالموضوع، أنه بيجي ناس على ضيعتنا يعني نحنا ضيعتنا منّا سياحية منّا ما فيها الأشياء اللي ممكن الناس تقصدها غير الأشياء الدينيّة موجودة، فبيجي من كل المناطق ومن كل الضيع، يعني بصير في كتير عجقة وناس، ومثلاً ست البيت اللي هي حابة تشارك، بتعمل حلو بسيط بتجيب يعني كل حدا قادر من بيته يعمل شي يجيبه، وهيك الكل بشارك والكل عم بكون عم بشوف بعضه، ويدعي لبعضه وهيك هذه الزيارة كتير بتعنيلي 

نيما الخلوة يلي ذكرتها جنى هي أساساً عمار حجر قديم، عبارة عن أوضة فيها قعدات على الأرض، بيجتمعوا فيها الدروز عن المناسبات الدينية وكل ليلة جمعة، وبتضلها مفتوحة كل الوقت لأي زائر، الخلوة مكان للناس يختلوا مع نفسهم ومع الله، مكان متواضع حيطانه مغطاية بصلوات وآيات من الحكمة، هالمكان إله هيبة عظيمة بتخلي زواره يتواصلوا مع طاقات أكبر منهم، ويحسوا أنهم بيقدروا يسلموا همومهم لهي القوة الوحيدة، اللي بتحرك الكون، زيارة الخلوة أو المزار هي وحدة من العادات خصوصاً بليالي العشور، يلي هنن الليالي العشرة قبل عيد الأضحى، ودائماً بعد الزيارة بس الموجودين يشوفوا شخص فالل بيتمنوله زيارة مقبولة وبجاوب تقبلنا وتقبلك عادتنا طبعاً بتمتد من الأعياد للأفراح والأعراس، وحدة من العادات هي الخميرة، عبارة عن قطعة عجين بتلزقها العروس على باب بيتها الجديد، وبتكون بمثابة فال خير لحياتها الزوجية، جنى هيك عملت بعرسها من سنة، خليها تخبرنا كمان أكتر 

جنى لما بيروحوا بيعزموا للعرس نحنا بعدهم بيعزموا بالـcard مش invitation whatsapp أو شي، فبيبرموا ناس كتير لشباب أو صبايا بروحوا بيعزموا وهيك، فبس يرجعوا بيعملولهم غداء دائماً لهذه الأشخاص، وهذه طقوس يعني إجباري يكون الأشخاص عم يعملوها، والزيادة أنه قبل يعني العرس مثلاً نهار السبت من نهار الإثنين ببلش يجي عالم لعندك على البيت، الإثنين للسبت ببلشوا يجوا ناس إنه شو بدكم نساعدكم شو بدكم نجيب شو بدكم ناخد، يعني ولا مرة كان أهل العرس لحالهم، دائماً في كل الناس الجيران قرايب رفقة كلهم كلهم بيجوا من نهار الإثنين ببلشوا، شو بدنا نحضر كل حدا بيأخذ mission معينة، وكمان في منهم بيعملوا أكل قبل بكم يوم سهرة سهرة صغيرة، كانوا يعملوا سهرات مثل بالدار برا قدام بيت العريس العروس أهله، عالمنجيرة وعالدف ويدبكوا الدبكات القديمة، ويكونوا كلهم عم يزلغطوا ويقولوا ردات وهيك يكونوا عم بيشاركوا، في عيل معينة بعد عنا أصواتها حلوة، لأنه في منهم مثلاً بكونوا رعيان بضلهم يغنوا كل نهار، في منهم هنن جيناتهم أصواتهم حلوة، فبيجتمعوا كلهم هيك بالدار قبل بكم يوم ببلشوا بيعتبوا بقولوا ميجانا وعتابة وهكذا، فهذه بعدها موجودة عنا الدربكة مثلاً موجودة حتى موجودة بحياتنا اللي هي كانت بالثانوية، يعني لما كنا نروح على أية رحلة كان لازم الدربكة والدف يكونوا موجودين، لأنه نحنا منغني نحنا منقول عتابا منتحدى بعض يعني بعدها هذه الأشياء موجودة 

نيما العادات كمان موجودة بعلاقة الدروز بأرضهم، كيف بيهتموا فيها بيحتفلوا فيها وشو بتعطيهم 

جنى كمان موضوع قطاف الزيتون لما منكون عم نقطف زيتون منعصر أول مرة، كمان بجيبوا زيت صافي يعني دغري بينزل دغري من المصفاية بحطوه على الكبة، بحطوه بالخبز بقولوا إنه هذه الطعمة ما بترجعي بتشوفيها بعد ما تحطي الزيت بالأماكن تبعه وهيك، في شي بتعطيني ياه الأرض ما بلاقيه بولا مكان تاني يعني، لا بشغل ولا بمدينة ولا بأي شي، وكل ما كان الإنسان متعلق بأرضه أو الطفل أو العيلة أو مين ما كان كل ما عطاها يعني هي بتعطيه وهو بيعطيها، فهذا الشي أنا كتير بحب إنه أنقله لولادي، إنه يكونوا عن جد متعلقين بأرضهم، يعني إذا عندهم أرض ما يعمروا فيها، إذا عندهم أرض ما يبيعوها ويشتروا فيها بيت، لأ بالعكس هيدي الأرض إذا زرعوها واهتموا فيها بتعطيهم، بتعطيهم أشياء من ضيعتهم مونتهم اللي هي نحنا هو مثلاً ببيروت ما منلاقيها منركض نشتريها من محلات وهيك، بينما بالضيعة ولا مرة ما بتلاقي إلا البيوت مليانة كلها أشياء من الأرض وأشياء المونة بتعملها الناس، وكمان في شغلة نحنا عنا ضيعتنا يعني ضيعتنا بعيدة شوي عن شبعا وهيك، ففي منطقة فوق ضيعتنا هي بتتلج فيها يعني تقريباً ارتفاع شي 1300 1400، أغلبهم عندهم أراضي فوق وبيوت صغيرة وهيك، فأول ما ينزل التلج على المنطقة دغري كل أهل الضيعة بحملوا يعني بس تشمس وهيك بحملوا أكلاتهم وشرباتهم هيك وبيطلعوا لفوق، بيقعدوا كلهم سوا بتصير مثلاً بيلتقوا بناس من ضيع تانية، بيقعدوا بياخدوا أكل وهيك وبياخدوا بشيلوا التلج اللي موجود اللي بتتلجوا الدني، بصير بحطوا عليه دبس دبس العنب من أرضهم، دبس خروب هنن عاملينه أو حامض أو هيك وبياكلوا، هذا أيضاً من العادات أنه لازم بكل ثلجة كل ما تثلج لازم كل الضيعة تطلع على التلج وتاكل دبس وتلج أو حليب وحامض أو اللي هي، ولازم ياخدوا مشاوي رغم البرد وهذا بس لازم ياخدوا مشاوي وأكل ويطلعوا يشووا فوق 

نيما التلج يلي منزدله حامض أو عصير ليمون أو دبس نحنا منسميه يقسمة، خبرتني جنى إنه هنن بسموه بقسمة، في شي كتير مفرح بالاسم وفي شي بسيط بأنه نجيب تلج من برا ونقعد حد النار ناكل منه، ونكون محمسين ومستعجلين نخلص قبل ما يذوبوا الثلجات، لنرجع نطلع ونلعب ونضحك، وعلى سيرة البساطة رح أترككم مع جنى والصورة الحلوة يلي رسمتها عن عيلتها 

جنى نحنا بعدهم عماتي بيخبزوا بالبيت على الحطب ببيتهم، فلما منكون عم نخبز في يمكن تقريباً شي 20 30 رغيف من اللي بيخبزوهم بيتوزعوا عالجيران، وكل الجيران اللي بيخبزوا بيعملوا نفس الشي، يعني أي حدا بالحي بيخبز مثلاً لازم يطلع 3 لهذا البيت و4 لهذا البيت و5 لهذا البيت، لأنه الطعمة اللي بتاكليها بالخبز السخن مش موجودة بمحلات تانية، حتى الأفران اللي هي أفران نحن نشتري منها منّا موجودة متل عالحطب وعالصاج والكارا القديمة وهيك، أول شي تعلمته من عماتي هو البساطة، بحبوا إنه كل شي هني يكونوا عم يشتغلوه هنن يعملوه بإيدهم، هذا أول شي تعلمته، تاني شي تعلمت إنه إنه الكرم يعني عماتي أو من الأشخاص يلي أنتِ بتعرفي قلتلك أنه بيتنا على طريق فيه مزار فوق، يعني كل الأشخاص اللي بيقطعوا منعرفهم أو ما منعرفهم، أنه أذا كنا برا عم نعمل شي بأكل أو شي عماتي بينزلوا بوزعوا عالعالم عالطريق عادي، بقولولهم طلعوا ناكل اللي إلهم اللي ببيتهم يعني مش لإلهم دائماً بوزعوا بيعطوا للجيران 

نيما مش كل الضيع الدرزية بتشبه ضيعة جنى، ولا كل العيل بتشبه عيلتها، يمكن هالشي كمان يطبق على معظم القصص اللي رح تسمعوها هالموسم، قصة وحدة ما بتلخص كل القصص وصوت واحد ما بياخد محل كل الأصوات الدرزية، حتى لو كانوا قلال بس فيكم تعتبروا هالقصص مدخل لحياة مجتمع ما بتعرفوه، مقدمة بسيطة ودعوة لتتعرفوا أكتر على التراث الثقافي بالمجتمعات الدرزية، وعلى كيف منحافظ على هالتراث، كنتم عم تسمعوا بودكاست مجهول على أخبار الآن، ومن بحث وإعداد حكاياتنا أنا نيما صالحة راوية هذه السلسلة، التصميم الصوتي من منذر الهاشم والتحرير من آل شيباني وزينب دويدار، الهوية البصرية من سرد ديجيتال والإشراف العام من محمد علي، شكراً لضيفة هذه الحلقة جنى حديفة صقر. إذا استمتعتوا بهي الحلقة شاركوها مع أصحابكم، وتركوا تقييم على أي منصة بتستخدموها لتسمعوا بودكاست شكراً 

 


قائمة الحلقات

  • ماذا يعني أن تكون درزياً في الشتات؟
    نيما صالحة

    ماذا يعني أن تكون درزياً في الشتات؟

    ماذا يعني أن تكون درزياً في الشتات؟  في سوريا، تقف بضع صخور فوق بعضها على شكل تل، لو أعطيت لها صوت، لما توقفت عن الصراخ، لأنها الطريقة الوحيدة التي تعرفها عن ماهية التعبير عن الذات ...

  • الطبخ الدرزي: ما بين الثقافة والعائلة
    نيما صالحة

    الطبخ الدرزي: ما بين الثقافة والعائلة

    تحذير: هذه الحلقة ليست لأصحاب البطون الخاوية تيتا سلمى، جدة نيما صالحة، مقدمة بودكاست مجهول بموسمه الثالث، تتكلم في هذه الحلقة عن الطبخ والمطبخ الدرزي، المليء بالنكهات الشهية وأيضاً مليء بحكايات عن الأرض والعائلة والعادات ...

  • الأعراس الدرزية: تزاوج بين التقاليد والحداثة
    نيما صالحة

    الأعراس الدرزية: تزاوج بين التقاليد والحداثة

    الأعراس الدرزية: تزاوج بين التقاليد والحداثة كل مجتمع له عاداته وتقاليده للحب والزواج، وذلك يتضمن الدروز أيضاً الذين لديهم عاداتهم وتقاليدهم وشؤون الحب الخاصة بهم، ويتدخل في نجاح أو فشل هذه المؤسسة الزوجية ارتباطات العائلة ...

  • زهد بالحكم وظل قائداً - ما هي قصة سلطان باشا الأطرش؟
    نيما صالحة

    زهد بالحكم وظل قائداً - ما هي قصة سلطان باشا الأطرش؟

    لنتعرف على أحد أهم الشخصيات في العالم الدرزي: سلطان باشا الأطرش، والذي يعتبر الأب الروحي للحركة الدرزية في المنطقة، وخصوصاً في سوريا والذي آمن إيماناً مطلقاً أن الدين لله والوطن للجميع، وبالتالي زهد بالسلطة ورفض ...

  • الضيعة والضيافة الدرزية
    نيما صالحة

    الضيعة والضيافة الدرزية

    في هذا الموسم من مجهول، سنسرد قصص الدروز. من هم؟ وكيف هي حياتهم؟ كلها أسئلة عن الثقافة والتقاليد والهوية الدرزية سنكشف أجوبتها حلقة بعد أخرى. المعروف عن الدروز انهم يستخدمون حرف القاف في كلامهم بكثرة ...

  • الموسم الثالث من بودكاست مجهول - تشويقة
    محمد علي

    الموسم الثالث من بودكاست مجهول - تشويقة

    في الموسم الثالث من مجهول، نسلط الضوء على الدروز. مجتمع يحيطه الغموض ونادراً ما يتم التحدث عنه خارج نطاق النزاعات السياسية والصور النمطية، يستقر في بلاد الشام وخاصةً في سوريا ولبنان وفلسطين، وخارجها في أمريكا ...