الغارديان: الصين أعطت أولوية للفائدة السياسية من السيطرة على كورونا

حذر تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية من أن استمرار الصين في استراتجيتها “صفر كورونا”، سيكون لها تبعات اقتصادية تكبر مع الوقت وتهدد حتى نفوذها في العالم.

وينقل التقرير أن السلطات في مدينة شيان في غرب البلاد لم تتردد في تعمد إهانة الأشخاص الذين خالفوا الإجراءات الاحترازية بإجبارهم على السير في الشوراع ببدلات واقية من الفيروس.

وفرضت السلطات إجراءات حجر في المدينة والتي يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، قبل أكثر من شهر من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.

ورغم الدعوات الداخلية لرفع إجراءات الإغلاق، تضغط الصين على شعبها من أجل الإبقاء على الفيروس تحت السيطرة.

والشهر المقبل، ستستضيف بكين دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، ورغم المقاطعة الدبلوماسية من بعض القوى الغربية، لا ترغب السلطات في تحويل الحدث إلى تهديد لإجراءاتها.

ويرى الحزب الشيوعي في عودة انتشار كورونا أزمة تهدد الاستقرار الاجتماعي، رغم أن الخبراء يقولون إن التكاليف السياسية ستكون مرتفعة في وقت يتعلم باقي العالم كيفية العيش في ظل وجود الفيروس، بحسب التقرير.

ونجحت الاستراتيجية حتى الآن في خفض عدد الحالات والوفيات، ولكن ذلك يهدد بعزل البلاد عن باقي دول العالم ويهدد برفع التكاليف أيضا، وبحسب الصحيفة، ارتفع الإنفاق الصيني في 2020 و 2021 نتيجة سياسية الإغلاق التام.

الإغلاق في شيان يهدد يغضب الشركاء التجاريين للصين

وتشير الصحيفة إلى أن سياسية الإغلاق الآن تهدد سلاسل التوريد العالمية وهو ما يغضب الشركاء التجاريين للصين.

وتوقع تقرير الصحيفة أن تخفيف القيود في الأسواق العالمية مع استمرار إغلاق الصين قد يدفع شركاء بكين التجاريين إلى البحث عن شركاء في أماكن أخرى.

وللإغلاق تأثير سلبي آخر على جهود الصين لإبراز نفوذها في مختلف أنحاء العالم، خاصة المبادرة الصينية “الحزام والطريق” وكل استثماراتها في العالم.

وتخلص الصحيفة إلى أن الصين أعطت أولوية في الوقت الراهن للفائدة السياسية من السيطرة على كورونا، ولكن ذلك يأتي بتكفلة كبيرة على اقتصادها ونفوذها في العالم.

وقبل انطلاق الألعاب الشتوية، تستعد الصين لمواجهة التحدي الكبير لاستراتيجيتها الخالية من كوفيد، حيث سيتوافد الآلاف من الرياضيين والمسؤولين الدوليين إلى العاصمة بكين بعد شهور من الضوابط الصارمة على الحدود.

ولن يُسمح للجماهير من خارج الصين بحضور فعاليات، في حين فرضت السلطات الصينية الصحية تلقيح 2900 رياضي بشكل كامل أو الامتثال للحجر الصحي لمدة 21 يومًا عند الوصول.

ومنذ ظهوره في الصين، أودى الوباء بما لا يقل عن 5,428,240 شخصا في كل أنحاء العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية عن ظهور المرض نهاية 2019 .