دراسة جديدة تكشف آلية تنشيط الدهون البنية لحرق السعرات الحرارية في الجسم

هل كنت تعلم أن للدهون ألوان؟ منها بني ومنها أبيض؟ حقيقةً، لم أكن أعلم ذلك، رغم وجود العديد من الأبحاث حول مثل هذا الموضوع ولكن هذه المرة الأولى التي أسمع بها عن الدهون البيضاء والدهون البنية! باختصار، الدهون البيضاء هي المسؤولة عن تخزين الطاقة على شكل دهون ثلاثية ليستخدمها الجسم عند الحاجة، أما البنية فهي التي تحرق الطاقة لتنتج حرارة في الجسم عند الشعور بالبرد “مسؤولة عن حرق السعرات الحرارية”، والسؤال هنا “لو تم اكتشاف آلية تنشيط الدهون البنية في الجسم حقاً، هل سيبتعد الناس عن عمليات تكميم وقص المعدة أو حتى ما يُعرف بالكبسولة الذكية؟”

بعد اكتشاف "مفتاح" تنشيط الدهون البنية.. هل سنقول وداعاً لعمليات إنقاص الوزن؟

هنا.. مفتاح الإيقاف السحري

دراسةٌ جديدةٌ تكاد تكون “طوْق نجاةٍ” للعديد من الأشخاص ممن يعانون من زيادة الوزن، حيث كشفت جامعة جنوب الدنمارك عن طريقةٍ يمكن من خلالها تنشيط الدهون البنية في جسم الإنسان لحرق السعرات الحرارية وخسارة الوزن بالشكل الأمثل، وذلك بعد أبحاث كثيرة ومعمّقة حاول فيها العلماء على مدى سنوات إيجاد طرق آمنة لتنشيط هذه الدهون عبر استعمال أدوية تعزز قدرتها على إنتاج الحرارة.

تتساءلون عن ماهيّة الطريقة صحيح؟ إليكم الآتي، تم تحديد بروتين اسمه “AC3-AT” مسؤول عن عملية “إيقاف تنشيط” الدهون البنية، ومن خلال منع “مفتاح الإيقاف”، سيتم تنشيط عمل هذه الدهون بالجسم، وقد تم تجريبها على الفئران فعلاً، حيث لاحظ فريق البحث بقيادة هاندي توبل، واحدة من كبار باحثي ما بعد الدكتوراه في جامعة جنوب الدنمارك، نتائج واعدة فيهم.

بعد اكتشاف "مفتاح" تنشيط الدهون البنية.. هل سنقول وداعاً لعمليات إنقاص الوزن؟

تجربة حقيقية ونتائج واعدة

يشير هذا الأمر إلى أن تثبيط البروتين “AC3-AT”، يمكن أن يكون استراتيجيةً قابلة للتطبيق لتنشيط الدهون البنية والمضي قدماً نحو معالجة المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة، دون حاجة الكثيرين للجوء لعمليات إنقاص الوزن مثل تكميم المعدة، وقص المعدة، والكبسولة الذكية، التي أصبحت منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وللإيضاح أكثر، فإن التجربة التي قام بها فريق البحث على الفئران تتلخص بما يلي: تم تغذية مجموعتين من الفئران بنظام غذائي “غني بالدهون” لمدة 15 أسبوعاً، مما جعلهم يعانون من السمنة المفرطة، وبعد مرور هذه المدة، لاحظوا حينها أن المجموعة التي تمت إزالة بروتين “AC3-AT” منها، قد اكتسبت وزناً أقل من المجموعة الأخرى الضابطة وكانت أكثر صحّة من الناحية الأيضية.

بعد اكتشاف "مفتاح" تنشيط الدهون البنية.. هل سنقول وداعاً لعمليات إنقاص الوزن؟

وحول هذه الدراسة، قال الدكتور سعيد حسان، أخصائي الجراحة العامة والسمنة في مستشفى الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية بدبي في تصريحٍ له لأخبار الآن “إن هذا الأمر يمكن أن يفتح آفاقاً جديدةً للعلاج الدوائي للسمنة وإضافة طرق فعالة لمحاربة السمنة”، مع تأكيده بالقول أن “التزام المريض بنمط الحياة الصحي السليم يبقى هو السر في المحافظة على الوزن الصحي على المدى الطويل”.

“طفرة” في أبحاث الدهون البنية

الجدير بالذكر، أن هناك “اعتقاداً سائداً” كان عند معظم العلماء، يقول أن الدهون البنية ليست موجودة إلا عند الأطفال حديثي الولادة والحيوانات الصغيرة كالفئران، ولكن بحثاً جديداً أظهر أن بعض البالغين يحتفظون بالدهون البنية بأجسامهم طوال حياتهم، لذا فإن هذا الاكتشاف سيؤثر عليهم بشكل مباشر أيضاً.

يعد هذا الاكتشاف “طفرة” في أبحاث الدهون البنية، وبالتأكيد إذا تم العمل على تطبيقه واقعياً فإنه سيُحدث نقلةً نوعيةً في عالمنا اليوم، وذلك لأن السمنة لم تعد مجرد “زيادة وزن”، بل أصبحت وباءً يتفاقم يوماً بعد يوم، فوفقاً لتوقعات الاتحاد العالمي للسمنة في تقريره المسمّى “أطلس السمنة العالمي” الذي تم نشره العام الماضي 2023، من المحتمل أن تصيب السمنة قرابة 4 مليارات إنسان في العام 2035، أي ما يقارب نصف سكان الأرض!