أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (محمد العاصي)

كل يوم نسمع بأخبار جديدة عن حملة الصين الشيوعية على إقليم شينجيانغ وسكانه المسلمين الإيغور، وفي هذه السلسلة من المقالات ستحاول “أخبار الآن” عرض هذه القضية من ألفها الى يائها، لكي تكون واضحة امام الرأي العام .

بداية لا بد من التذكير أن إقليم شينجيانغ او كما يسميها أهلها تركستان الشرقية تقع في قلب آسيا، وهي موطن الشعب الإيغوري.

إقرأ أيضاً: الإيغور في الصين.. أقلية مسلمة تعاني في صمت

على مر التاريخ، تأسست إمبراطورية الهون (93-121)، وإمبراطورية كوكتورك (552-745)، ودولة الإيغور (744-840)، ودولة القاراخانيين (840-1212)، والدولة السعيدية (1514-1750)، الدولة الكاشغرية (1865-1877م)، الاحتلال المانشورية (1878-1911) وجمهورية تركستان الشرقية الإسلامية (1933-1934)، جمهورية تركستان الشرقية (1944-1949)، الاحتلال الصيني الشيوعي (1949).

تركستان الشرقية التي تسمى شينجيانغ ذاتية الحكم في الصين، مساحتها تبلغ 1,825000 كيلومترا مربعاً. يعيش فيها الإيغور والقازاق والقيرغيز، الذين هم مالكو الأرض الأصليين.

مارست الصين منذ 1949 التغيير الديموغرافي على هذه الأرض، حيث كانت نسبة الصينيين عام 1945 حوالي  3% فقط، واليوم بلغت نسبتهم أكثر من 50 %.

عدد سكان تركستان الشرقية 11 مليون نسمة وفقاً للحكومة الصينية، و35 مليونا وفقاً لمصادر حقوقية أخرى.  وتتمتع هذه الأرض بموارد طبيعية وفيرة مثل النفط والغاز الطبيعي والذهب والحديد والفحم واليورانيوم وغيرها إلى جانب الأراضي المثمرة.

إقرأ أيضاً: دولة بوليسية صينية على طريق الحرير.. فما علاقة شينجيانغ؟

الغزو وتاريخ القمع

الغزو الصيني الحقيقي لتركستان الشرقية يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، على الرغم من وقوع هجمات وعمليات احتلال سابقة. فقد أعطي الإسم الصيني “شينجيانغ” (إقليم جديد) في ذلك الوقت.

أثناء الثورة الثقافية في فترة ماو(زعيم وقائد سياسي صيني شغل منصب رئيس جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 1949 إلى 1959)، تم محو ثقافة الإيغور ودينهم باعتقال العلماء والمثقفين وقتل الآلاف منهم.

أُحرق القرآن الكريم وكتب الدين، تم تحويل المساجد لزريبة الخنازير، وقد استغلت الموارد الطبيعية لتركستان الشرقية بشدة، وتحولت إلى قاعدة للتجارب النووية. وتم تنفيذ قوانين تحديد النسل وحظر الولادة.

 

ما يجب أن تعرفه عن معاناة الإيغور: الغزو وتاريخ القمع (1)

الحلم الصيني 2050

وقد تطورت سياسات الاستيعاب والتطهير العرقي للحزب الشيوعي الصيني إلى مرحلة جديدة مع الرئيس الصيني المتعصب شي جين بينغ (ائيس جمهورية الصين الشعبية). حيث أعلن عن خطة لما يسمى “الحلم الصيني 2050”. وعلى الرغم من أن الحلم الصيني يوصف بكلمات ملونة تنسب إلى دولة مكتملة النمو، إلا أن هدفه غير المعلن يمكن رسمه إستناداً إلى العلاقة التاريخية والحديثة للحكومة الصينية مع جيرانها وشركاءها الاقتصاديين. وهدفها النهائي هو السيطرة على أكبر عدد ممكن من الأراضي والهيمنة على العالم في اتجاه طموحها المتعصب.

إقرأ أيضاً: غضب عارم من قانون صيني “لتسييس الدين الإسلامي”

إن الحلم الصيني هو الهيمنة على العالم عبر محور إستراتيجية شي الكبرى هي مبادرة الحزام والطريق (BRI). وموقع تركستان الشرقية يمثل بوابة نحو الغرب. ويرى الحزب الشيوعي الصيني إن الشعب الإيغوري المسلم في تركستان الشرقية يشكل عقبة أو تهديداً لمبادرة الحزام والطريق وطموحاته المستقبلية التي يجب القضاء عليها إلى الأبد.

الجزء الثاني من هذه السلسلة سيكشف كيف تحولت حملة القمع الدينية القاسية إلى حظر تام للإسلام، وقمع للحياة الثقافية والدينية.

ما يجب أن تعرفه عن معاناة الإيغور: الغزو وتاريخ القمع (1)

 

المصادر:
https://www.rfa.org

https://bitterwinter.org

https://www.uyghurcongress.org/

https://uhrp.org/

https://www.hrw.org/

https://www.istiqlalhewer.com/

https://turkistantimes.com/

https://www.uysi.org/

https://iuyghur.com/