أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (محمد العاصي) 

في الجزء الأول من سلسلة ما يجب ان تعرفه عن معاناة الإيغور (1)” تطرقنا الى لمحة عن تاريخ الإيغور وإقليم شينجيانغ والمطامع الصينية في هذا الإقليم، لننتقل في هذا التقرير الى قمع الحياة الثقافية والدينية، وكيفية قيام الصين بذلك.

إقرأ أيضاً: ما يجب أن تعرفه عن معاناة الإيغور: الغزو وتاريخ القمع (1)

 في بداية عام 2017، تم حظر اللغة الإيغورية من المدارس، والدوائر الحكومية، وتم حرق الكتب التي تحتوي على محتويات حساسة بنظر الصين، حيث بدأت هذه الفترة حملة قمع من نوع مختلف وبدأت معها حملات تهدف الى طمس نهائي لثقافة هذه الأقلية عبر اجبار الفتيات الإيغور على الزواج من الصينيين الهان. ونقل أطفال الإيغور إلى دور الأيتام التي تديرها الدولة لتدريس اللغة الصينية وتبني الثقافة الصينية التقليدية، وصولاً حتى حظر تسمية الأطفال بأسماء المسلمين.

كما تحولت حملة القمع الدينية القاسية إلى حظر تام للإسلام، بما في ذلك صلاة الجمعة وصلوات العيد، فضلاً عن الصيام في رمضان، مع الجرأة المتمثلة في هدم آلاف المساجد ومصادرة الكتب الدينية، بما في ذلك القرآن الكريم. وقد أُحرقت الكتب الدينية والقرآن الكريم في الأماكن العامة، وترى الحكومة الصينية أن الإسلام مرض عقلي أو ورم جرثومي يحتاج إلى علاج.

إقرأ أيضاً: كيف تقوم الصين “بإعادة تثقيف” مسلمي الإيغور؟

ومن القيود الأخرى التي تُفرض على الحياة الدينية:

– حظر أي شكل من أشكال المظهر الديني بما في ذلك اللحية والملابس

 – الحج إلى مكة دون إذن مسبق ومع البعثة الصينية.

– حظر استخدام “الحلال” و “الحرام” في أكلات المسلمين.

–   يحظر إنشاء وحيازة ونشر مواد دينية يمكن تفسيرها على إنه محظور.

– حظر الدين في مناهج التعليم ومعاقبة المعلمين على عدم التوقف أو الإبلاغ عن أي أنشطة لها “تلميحات دينية” في المدارس.

– منع الأطفال من المشاركة في الأنشطة الدينية ومنع أي شخص، بما في ذلك الآباء والمعلمون، من تعليم الأطفال الدين، بما في ذلك في المنزل والمدرسة.

– منع طلاب المدارس الثانوية من الانقطاع عن الدراسة لأسباب دينية.

– الاحتجاز في معسكرات على النمط النازي.

إقرأ أيضاً: لو كنت من الإيغور اكتشف إلى أي درجة تشكل خطراً على الصين؟

 

ما يجب ان تعرفه عن معاناة الإيغور: قيود وحملات الاحتجاز (2)

ويرى مراقبون ان الصين استغلت حملات “الإسلاموفوبيا” وأطلق على اثرها أطلق الحزب الشيوعي الصيني حملة “اضرب بقوة” ضد ما يسمى “الإرهاب العنيف” في تركستان الشرقية، وبإسم مكافحة ما يسمى بالتطرف الإسلامي والإرهاب والنزعة الانفصالية.

إقرأ أيضاً: دولة بوليسية صينية على طريق الحرير.. فما علاقة شينجيانغ؟

هكذا بدأت حملة الاحتجاز في المعتقلات

ومن هنا بدأت قصة احتجاز أكثر من مليون إيغوري في معسكرات الاعتقال. وهذا ما استغلته السلطات الصينية لإبعاد الأبناء عن أهلهم وحصيلة ذلك كانت ان أكثر من 500 ألف طفل إيغوري نقلوا الى دور أيتام تديرها الدولة وتشرف عليها.

وعلى مدى عملية القمع العقائدية التي تدوم عدة أشهر أو سنوات، أُجبر آلاف المسلمين على التخلي عن دينهم، وانتقاد معتقداتهم الإسلامية وعقائد زملائهم، وتلاوة الأغاني الدعائية للحزب الشيوعي لساعات كل يوم.  كما كشفت تقارير عن إجبار السجناء على أكل لحم الخنزير وشرب الكحول.

 

ما يجب ان تعرفه عن معاناة الإيغور: قيود وحملات الاحتجاز (2)

 

التوعية السياسية

لقد كان للحملة القاسية التي شنتها الحكومة الصينية آثار على العلاقات الخارجية أيضاً فقد أصبحت العلاقات الخارجية جريمة يُعاقب عليها القانون، وتستهدف الأشخاص الذين لهم إتصال بقائمة رسمية من”26 بلداً حساساً”، بما في ذلك قازاقستان وتركيا وماليزيا واندونيسيا.

وأصدرت الصين قرارات بأن لأشخاص الذين كانوا في هذه البلدان، ولديهم عائلات، أو يتواصلون بطريقة أو بأخرى مع أشخاص هناك، تم استجوابهم واعتقالهم بل وحوكموا وسجنوا.

كما استهدفت حملة “اضرب بقوة” المسؤولين الإيغور الذين تتهمهم السلطات بأنهم “ذو وجهين” أو خونة – أولئك الذين يختلفون مع النهج القاسي في تركستان الشرقية، والمتهمون بارتكاب مخالفات تأديبية مثل الفساد وانتهاكات تنظيم الأسرة، حيث يتم إحتجازهم واحتمال سجنهم.

وقد تم اعتقال كبار مسؤولي الإيغور مثل نور بكري، الحاكم السابق شينجيانغ. فإن العديد من العلماء الإيغور البارزين المتدينين والأكاديميين والكتاب وصناع الرأي والمغنيين والفنانين والرياضيين ورجال الأعمال والمثقفين دون أي إدعاء قانوني على الرغم من أن بعضهم من كبار السن، ما أدى الى وفاة محمد صالح حاجم، مترجم القرآن الكريم إلى اللغة الإيغورية، في الزنزانة وعمره 82 عاماً.

 

ما يجب ان تعرفه عن معاناة الإيغور: قيود وحملات الاحتجاز (2)

نفت الحكومة الصينية وجود معسكرات اعتقال لعدة أشهر. ومع ذلك، اعترفت الحكومة الصينية بالمخيمات بمواجهة الأدلة التي لا يمكن إنكارها، وبدأت تصفها بأنها “مدارس مهنية ومراكز تدريب” لخداع العالم.

اليوم، أصبحت معسكرات الاعتقال الضخمة واحدة من المواضيع الساخنة في العالم.

 

ما يجب ان تعرفه عن معاناة الإيغور: قيود وحملات الاحتجاز (2)

 

إقرأ أيضاً: أخبار الآن تحصل على صور المعسكرات الصينية.. وهذه قصة برهان

وذكرت وكالة رويترز مؤخراً أنه تم بناء أكثر من 1200 معسكر اعتقال في تركستان الشرقية من خلال صور الأقمار الصناعية. كما تم الإبلاغ أيضاً أنه 50 إلى 70 % من السكان الإيغور تم إحتجازهم في معسكرات الاعتقال وذلك في بعض قرى الأويغور والمقاطعات والمدن؛ المنازل والشوارع فارغة بشكل مريع.

 

ما يجب ان تعرفه عن معاناة الإيغور: قيود وحملات الاحتجاز (2)

 

ووفقاً لهذه التقارير الموثوقة يُقدر نشطاء الأويغور أن ما يقرب من  2 إلى 3 ملايين من الإيغور قد سُجنوا واُحتجز ما يقرب من 3 إلى 4 ملايين في معسكرات الإعتقال. ومن الواضح إرتفاع عدد الوفيات بسبب التعذيب الذهني والبدني، والإزدحام، وسوء الصرف الصحي، وسوء التغذية، والتجويع، ونقص العلاج الطبي للمرضى والمسنين.

 الهدف الواضح للحزب الشيوعي الصيني هو تحويل السكان المسلمين في تركستان الشرقية إلى هان صينيين قبل عام 2050 أو القضاء عليهم. إن عملية القمع الحالية الجارية توصف بأنها إبادة ثقافية وجماعية من جانب المجتمعات الدولية.

الهدف الرئيسي الآخر لحملة “اضرب بقوة” هو نسج شبكة مراقبة أكثر صرامة في جميع أنحاء المنطقة. بالإضافة إلى عشرات الآلاف من أفراد الأمن الجدد ومراكز للشرطة، والعديد من نقاط التفتيش المجهزة بكاميرات التعرف على الوجه في جميع أنحاء المنطقة حيث تفحص الأشخاص والسيارات على الطرق، في المناطق السكنية، وفي أي مكان به تجمع للحشود، مثل الحافلات ومحطات القطارات ومداخل المدن والقرى والفنادق والمطاعم والأسواق.

في الجزء الثالث من هذه السلسلة سوف نكشف عن القيود المفروضة على حرية الحركة وعن الطرق التكنولوجية التي تعتمدها السلطات الصينية في حملتها على الإيغور.

المصادر:
https://www.rfa.org

https://bitterwinter.org

https://www.uyghurcongress.org/

https://uhrp.org/

https://www.hrw.org/

https://www.istiqlalhewer.com/

https://turkistantimes.com/

https://www.uysi.org/

https://iuyghur.com/

 

للمزيد:

ما يجب أن تعرفه عن معاناة الإيغور: الغزو وتاريخ القمع (1)

السلطات الصينية تجند الإيغوريين للتجسس.. هذه قصة بيمورات