أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

يتهافتُ الناس بشكلٍ كبيرٍ إلى متابعة حلقات تصور جرائم مروّعة حصلت بالفعل، وهذا ما كشفته الاحصاءات المعنية بدراسات الجمهور وخيارات مشاهداتهم عبر التلفاز والإنترنت.

وإليكم أبرز حلقات الجرائم التي استحوذت على متابعة الجمهور:

قصة “امراة إيزدال”

تعتبر الجريمة التي طالت امرأة في النرويج عام 1970، من أكثر القصص إثارة وغموضاً في البلاد، وقد عملت الصحافية النرويجية ماريت هيغراف بسماعدة الصحافي نيل ماكارثي على متابعتها، بعد 48 عاماً على حصولها. وعليه، فقد قرر الصحفيان الاستقصاء عن الغموض الذي يلف قضية “امرأة إيزدال” لصالح “BBC” في وثائقي على الإنترنت بعنوان “الموت بوادي الثلوج”. ويعدّ هذا الفيلم من أبرز الوثائقيات التي رسخت في السنين الأخيرة قصص الجريمة الحقيقية في الثقافة الشعبية.

ماذا حصل في العام 1970؟

في 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1970، اكتشفت أسرة جثة محترقة لامرأة في منطقة موحشة في “وادي إيزدالن” على مقربة من مدينة برغِن بالنرويج، وقد انتزعت أجزاء من ملابسها، وتناثرت حولها بعض الزجاجات، وساعة يد، ومظلة مكسورة. ووضعت المجوهرات بجوار الجثة “وكأن مراسم غريبة قد رافقت موتها”، وفقاً لما قاله كارل هالفور آس، المحامي الذي تفقد الموقع.

ولاحقاً، عثرت الشرطة على أغراض تستخدم للتخفي ورسائل مشفرة، وجوازات سفر مزورة دون أن تكشف هوية المرأة التي أطلقت عليها الصحف اسم “امرأة إيزدال”.

“إس – تاون” – 2017

حققت حلقات “إس-تاون” رواجاً كبيراً في العام 2017، واستعرضت شخصية جون بي ماكليمور مصلح الساعات الغريب من ولاية ألاباما، وهي من إنتاج برايان ريد الشركة نفسها التي انتجت حلقات “سيريال” الشهيرة.

وواجهت الشركة انتقادات لعرضها تفاصيل دقيقة عن شخصيتها الرئيسية دون موافقة الأسرة، وتم رفع قضية ضد منتجي هذه الحلقات. ورغم أن “إس-تاون” خالفت الصورة التقليدية لقصص الجريمة الحقيقية، فقد تطرقت إلى جريمة قتل مزعومة وعكست إقبالاً ضخماً من المشاهدين على الغموض، حتى أنه تم تحميلها من على الإنترنت قرابة 80 مليون مرة منذ بدء عرضها في مارس/آذار 2017.

حلقات “في الظلام”

وهي من إعداد الصحافية مادلين باران، وقد وصفت بأنها “صادمة دون إثارة”. في موسمها الأول، دارت أحداث الحلقات حول موضوع اختطاف وقتل طفل في الحادية عشرة من عمره في العام 1989 ويدعى جايكوب وتيرلينغ، على يد ملثم أثناء تجوال الطفل بالدراجة برفقة أصدقائه بمدينة سانت جوزيف بولاية مينيسوتا الأمريكية.

أمّا الموسم الثاني، فعرض قضية كيرتس فلاورز، الرجل الأسود من ولاية مسيسيبي، وقد حوكم 6 مرات في جريمة قتل أربعة موظفين بمتجر للأثاث عام 1996، حيث كان يعمل في السابق.

حلقات “صناعة قاتل”

دارت حلقات “صناعة قاتل” لشركة “نتفليكس” حول قضية رجل من وسيكنسون الأمريكية، يدعى ستيفن إيفري، المتهم بجريمة لم يرتكبها، وقد أثبتت المحكمة براءته استناداً إلى فحوصات الحمض النووي، بعد 18 عاماً من السجن. إلاّ أنه بعد ذلك، تم توجيه إلى إيفري، تهمة قتل مصورة تدعى تريزا هالبك (25 عاماً).

وتتبعت الحلقات محاكمة إيفري، وحكم عليه بالسجن المؤبد هو وقريبه برندان داسي بالجريمة الثانية، التي  يعتقد الكثير من المشاهدين أن السلطات لفقتها له. وخلال الموسم الأول للبرنامج، شكك القائمون على الحلقات في العملية القانونية التي قادت لإدانة داسي، وخرجوا برواية بديلة ترجح وجود تلاعب من جانب الادعاء والشرطة. وبناء على رغبة الجمهور، ركز الجزء الثاني من “صناعة قاتل” على ما بعد الإدانة والاستئناف وعلى مشاعر أسر المتهمين والضحية التي لم يركز الجزء الأول عليها بما يكفي.

ولم يكن أحد يتوقع هذا الإقبال الهائل من المشاهدين على ما يدور حول مدى جدية تحليل بقع الدم بمسرح الجريمة أو كيفية تحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “إف بي آي” من وجود أدلة ملفقة. لكن الناقد التلفزيوني جاك سيل أكد أن نجاح حلقات مثل “صناعة قاتل” جاء مفاجئاً.

ونقلت “بي بي سي” عن سيل قوله: “لم يكن التركيز الشديد على أدق تفاصيل الجريمة مملاً، بل أتى مدهشاً مع إبراز كافة تطورات القضية حتى إن بدت صغيرة، وبإضافة بعض حيل الإخراج، كأن تنتهي كل حلقة بكشف أكبر لتشويق المشاهد، لتكتمل وجبة دسمة جديدة يدمن عليها المتفرج”.

كذلك لعب تطور تكنولوجيا الاستهلاك التلفزيوني دوراً في النجاح المبهر لوثائقيات الجريمة الحقيقية مثل “صناعة قاتل”، ويشرح سيل ذلك بقوله: “الحلقات تعرض على شبكة نتفليكس وطريقة العرض ليست تقليدية كحلقة أسبوعيا، وهو أمر بالغ الأهمية”.

ويضيف: “لو كان صاحب فكرة ما قد توجه مثلاً لقناة بي بي سي وان أو قناة إن بي سي، أو حتى إتش بي أو، عام 2015 وقال لهم إن لديه وثائقياً رائعاً سيعشقه المشاهد، ولكنه يمتد لـ10 سنوات، لكانوا قد ضحكوا ملء أفواههم. ولكن الآن مع العرض على الإنترنت، يمكن أن يستمر البرنامج إلى الأبد ولا يضير المشاهد طوله، إذ يستطيع أن يشاهد الحلقة المقبلة في أي وقت يناسبه”.

ومن الحلقات الأمريكية التي شهدت إقبالاً واسعاً من حيث عدد مرات التحميل من على الإنترنت عام 2018، فكانت حلقات بعنوان “جريمتي المفضلة”. ويبعث متابعوها بتفاصيل عن جرائم وقعت في جوارهم، وفي كل حلقة تستعرض مقدمة البرنامج جورجيا هاردستارك، وزميلتها كارين كيلغارف حبكة جريمة قتل، وكأن أصدقاء يتبادلون حديثاً عن فيلم سيء شاهدوه للتو.

كذلك، هناك ممثلة كوميدية من مانشستر تدعى ريتشِل فيربرن تستضيف حلقات كوميدية تبحث خلالها بصحبة زميلة أخرى هي كيري بريتشارد ماكلين، في جرائم اقترفها سفاحون، وقد بدأت الاثنتان رفع حلقاتهما على الإنترنت عام 2014، بعد أن أمضتا ساعات في بحث كل جريمة.

وهذا العام، صورت فيربرن و ماكلين حلقات مفتوحة للبرنامج، انتقلتا خلالها من مكان لآخر للقاء المعجبين.

تشير فيربرن إلى أن “أغلب الحضور كان من النساء”، موضحة أن “المرأة تقلق دائما لسلامتها، وهو أمر مرتبط بالأنثى، كأن تلاحظ كل ما تفعله، وألا تسير في طريق العودة للبيت في ساعة متأخرة،”، وتضيف: “اعتقد أن هناك شيئاً في داخلنا كنساء يجعلنا نهتم بالجريمة؛ إذ نشعر أن شيئاً من هذا القبيل قد يحدث لنا”.

وليس سهلاً الخوض في الجريمة بطريقة كوميدية، لكن فيربرن تؤكد أن “المزاح خلال الحلقات لا يأتي على حساب الضحايا بل المعتدين، كالسخرية من توالي الأخطاء التي توقع بالقاتل في النهاية”.

للمزيد:

حقائق جديدة تكشفها دراسة عن ملابس الفراعنة.. إليكم التفاصيل