حمزة زين الدين
الملكة كليوباترا.. فيلم يتسبب في كثير من الجدل والذكاء الاصطناعي يحسمه
أنتجت منصة نتفليكس مؤخراً فيلما بعنوان الملكة كليوباترا، يتناول شخصية الملكة كليوباترا السابعة التي تعد آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من قِبَل روما عام 30 قبل الميلاد.
أظهرت نتفليكس كليوباترا بملامح سمراء داكنة، وقريبة جداً من ملامح السيدات من الدول الجنوبية في قارة أفريقيا، مما اعتبره المصريون من مسؤولين ومثقفين ومواطنين، تحريفا للتاريخ وتشويها للحقائق، وكانت اعتراضهم على تقديم الملكة التاريخية بملامح مغلوطة، بغض النظر عن هذه الملامح الخاطئة أو لون البشرة.
وبناء عليه قدمت مصر اعتراضا رسميا، وقدمت وزارة السياحة والآثار المصرية الدلائل والبراهين على الملامح الحقيقية لكليوباترا.
وقالت الوزارة في بيان لها على موقع فيسبوك إن ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ المصري، ومغالطة تاريخية صارخة لا سيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عمل درامي.
دلائل وبراهين
أول وأبسط دليل على ملامح الملكة هو نسبها المقدوني من أبيها بطليموس الثاني عشر، الذي ينحدر من أصول مقدونية.
وفي تجربة لـ”أخبار الآن” قمنا بصناعة نسخة ثلاثية الأبعاد للملكة كليوباترا، اعتماداً على تمثالها بمتحف في برلين، وظهر التصميم محاكيًا لأهم ملامح التمثال الحقيقي.
تصميم يحاكي التمثال الحقيقي للملكة كليوباترا
وإذا أمعنا النظر في ملامح الوجه نرى أنها ليست ملامح أفريقية، فمثلا الأنف طويل ورفيع، وذو مظهر مقدوني، والشفاه رقيقة ولا تشبه الشفاه الأفريقية، اما اذا نظرنا الى الشعر فإنه متموج قليلا ولا يحتوي تجعيدات صغيرة جدا مثل الشعر الأفريقي.
وقمنا بعدها بتلوين هذه المنحوتة الرقمية بألوان حقيقة تقريباً، وذلك بدون تغيير أي من قياسات الوجه أو الأنف أو العيون.
وحصلنا على هذا التمثيل الرقمي، بهذه الملامح القريبة جداً من الحقيقة، إذ لا يمكن الجزم بتطابق الملامح بشكل كلي، وكما تشاهدون ملامح الوجه قريبة جدًا من الصفات المقدونية واليوناينة.
صورة رقمية بواسطة الذكاء الاصطناعي
وأيضاً استفدنا من ثورة التكنولوجيا في مجال الذكاء الصناعي، إذ قمنا بتزويد الصور لأحد مواقع الذكاء الصناعي الذي أنتج صوراً واضحة اعتماداً على صور تماثيل أو صور غير واضحة أو قديمة.
