خارطة طريق في السودان لإنهاء الحرب

في إطارِ المساعي السياسية للخروج من الأزمةِ السودانية، كشف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار مؤخراً عن تفاصيل خارطة طريق تعمل الحكومة على تنفيذها، واعتبرها خطوة البداية للتوصل لوقف إطلاق النار، والالتزام بعدم تعريض المواطنين للخطر.

وفي وقتٍ تتأزم فيه الأوضاع في السودان ويزدادُ الصراع تعقيدا، وسطَ تحذيراتٍ دولية من خروج الوضع عن السيطرةِ بعد نحو أربعة أشهر من القتال، يامل السودانيون بان تترجم هذه المبادرة على أرض الواقع.

وفي التفاصيل الخارطة تقودُ إلى فتح باب الحوار بين القوى السياسية لهيكلةِ وتأسيسِ الدولة، وإجراءِ انتخاباتٍ على أساسِ الدستور، وتشكيلِ حكومة انتقالية، وتحديد مواقع لقوات الدعم السريع خارج المناطق المدنية.

وأوضح عقار أنه سوف يتم بعد كل تلك الخطوات، الشروع في تصميم عملية سياسية شاملة، تضم جميع القوى السياسية المدنية، الراغبة، والمهتمة بتأسيس الدولة السودانية، يكون هدفها مخاطبة القضايا التأسيسية، وبناء نظام دستوري وسياسي مستقر، وابتعاد القوى السياسية عن الصراع، وتشكيل فترة انتقالية، تشهد تقاسم مقاعد السلطة والحكم.

فهل حان الوقت لوقفِ نزيف الدماء في السودان؟ وماذا عن مُحدداتِ نجاح مبادرة الحل الجديدة؟ هل تنتهي حرب السودان بالمفاوضات؟

ليست تنازلاً

هذه الأسئلة كانت موضع نقاش في حلقتنا من ستديو أخبار الآن والتي استضفنا فيها كل من صديق الصادق المهدي، مساعد رئيس حزب الامة القومي، وعضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير، والصحفي والمحلل السياسي السوادني محمود لعوتة.

مجلس السيادة السوداني يطرح خارطة طريق مفاجئة لوقف القتال فهل يكتب لها النجاح؟

وحول ما إذا كانت المبادرة نوع من التنازل من قبل الجيش السوداني يقول لعوته: ” الخارطة ليست تنازلاً، بل محاولة لإيجاد حل، والبرهان تحدث في خطابه عن أشياء كثيرة جداً لم يكن فيها تفاصيل لطرح مبادرة مالك عقار”

ويكمل: ” عقار يمثل البرهان في هذه المبادرة، حتى نذهب في مسار المفاوضات والتقليل من العمليات العسكرية”.

وتابع: ” كنت أتمنى أن من السيد عقار أن تكون هذه المبادرة وفق القنوات الرسمية وأن لا يتم طرحها عبر وسائل الإعلام، حيث كان عليه ان يتواصل مع قوى الحرية والتغيير، وأيضاً لو وجدت إمكانية للتواصل مع قوات الدعم السريع، وإذا ما رفضوا فيسعرف حينها معوقات حل الأزمة”.

فرص ضعيفة جداً

وعن محددات نجاح خارطة الطريق التي تم طرحها يقول الصادق المهدي: ” فرص نجاح خارطة الطريق التي طرحها عقار ضعيفة جداً في تفتقر لآليات التنفيذ، كما انها أطلقت في الإعلام”

ويمكل: “لنجاح الخطوة الأولى يجب أن يتم توجيه كل الجهود الجدية في إجراءات وقف إطلاق النار والمراقبة والحراسة وحماية المدنيين كما ورد في اتفاق جدة

مجلس السيادة السوداني يطرح خارطة طريق مفاجئة لوقف القتال فهل يكتب لها النجاح؟

وتابع : “الحقيقة أن السودانين في مختلف المناطق اليوم يحتاجون إلى أعمال الإغاثة، لكن عدم الالتزام بوقف إطلاق النار، يعيق ذلك”.

كما أشار الصادق إلى موضوع الاعتداء على عمال الإغاثة وقال: ” قتل حوالي 19 من العاملين في مجال الإغاثة وهذه مأساة كبيرة حيث يأتي الناس لمساعدتنا ونحن نقتلهم، ونمنعهم من القيام بعملهم

وشدد بالقول: “يجب أن تركز الجهود في حماية المسارات الآمنة وحماية عمال الإغاثة وإيصال المساعدات للمحتاجين بالتوازي مع ترتيبات وقف إطلاق النار”.

 

توسع نطاق المعارك

وتوسّع نطاق الحرب الجارية منذ أكثر من أربعة أشهر في السودان لتصل المعارك إلى مدينتين كبريين هما الفاشر والفولة، بحسب ما أفاد شهود عيان الجمعة، في تطوّر فاقم المخاوف حيال مصير مئات آلاف النازحين الذين كانوا قد فرّوا إليهما من أعمال العنف في إقليم دارفور.

ومنذ اندلعت المعارك في 15 نيسان/أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شهد دارفور، الإقليم الشاسع الواقع في غرب البلاد، إلى جانب العاصمة الخرطوم، أعمال عنف تعدّ الأسوأ.

وليل الخميس استؤنفت المعارك في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بحسب الشهود، لتنهي هدوءاً استمرّ شهرين في المدينة المكتظة بالسكّان والتي كانت ملاذاً لهم من القصف وأعمال النهب وعمليات الاغتصاب والإعدام بدون محاكمة التي شهدتها أجزاء أخرى من دارفور.