هل هناك أكثر من نوع في التغطية الإعلامية الميدانية خلال الأزمات؟

هناك نوعان من المعالجات الإعلامية للأزمات:
النوع الأول: المعالجة المثيرة التي تستخدم تغطية تميل الى التهويل والسطحية والتي تُنهي اهتمامها بالأزمة بانتهاء الحدث، وهي معالجة مبتورة تؤدي الى التضليل والى تشويه وعي الجمهور.
النوع الثاني: المعالجة المتكاملة وهي المعالجة التي تتعرض للجوانب المختلفة للأزمة: من مواقف الاطراف المعنية، الأسباب، السياق، التطورات والآفاق. وتتسم هذه المعالجة بالعمق والشمولية والمتابعة الدقيقة التي تحترم موضوعها ومن يتلقاها، وتستخدم تقديم المعلومات الصحيحة والموثوقة مع محاولة اشراك الجمهور المتلقي عبر ربط المعالجة بمصالح الناس واهتماماتهم. وتحاول هذه التغطية تجنب المخاطر المتمثلة بأحادية النظرة الى الأزمة.

ما هي أهم الصعوبات التي قد تعترض التغطية الميدانية أثناء الأزمة؟

هناك صعوبات متعددة أبرزها ٤ وهي:
١-عدم وضوح الازمة وانعدام او قلة المصادر
٢-الدور السلبي لمواقع التواصل والمصادر الرسمية في بعض المرات
٣-غياب التنسيق بين الاطراف المختلفة المعنية بالأزمة
٤-المستوى العلمي والمهني للإعلاميين المشاركين في التغطية.

في الميدان يمكن أن يكون المراسل عرضة للتضليل الإعلامي، فكيف يجب عليه أن يتحقق من الوقائع؟

في زمن السوشيال ميديا، تنتشر الاخبار والصور بسرعة وكثافة، لذا يجب على المراسل الميداني عدم بث أي صورة او معلومة، الا بعد التأكد منها من مصادر لا تقل عن ثلاثة، وأهم المصادر: المواطنون، الطواقم الطبية، والصحافيون الاخرون… التطور التكنولوجي سهّل عمل المراسلين في الميدان من خلال قدرتهم على الدخول في مجموعات موجودة على تطبيقات معينة تضم صحافيين موثوقين يتناقلون الاخبار ويعطون الاولوية لدقة الخبر وصحته، وليس للتسابق على بثه قبل زملائهم.

إذا كان الخبر خطأ، فالمراسل يمكن ان يخسر بسهولة مصداقيته امام المتابعين، وهي اهم ما يملك، حتى عندما يكون المراسل في رسالة مباشرة على الهواء، عليه ان يستغل أي لحظات متاحة له، خاصة عندما تكون الصورة على ما يجري حوله او خلفه، لاستعمال هاتفه، ليسأل المصادر المختلفة عن صحة هذه المعلومة او عما إذا هذا الفيديو المتداول بين الناس، حديثاً أم لا. اذاً، المراسل الميداني يحتاج الى تركيز قوي جداً، وهو يتعلم كل يوم يكون فيه في الميدان، وتحديداً في وقت الازمات. قد يتعلم من مواطن يلتقي به على الطريق أكثر من مسؤول يتواصل معه وهو بعيد عن مكان الحدث، وبما أن المراسل الميداني يعيش الخبر في وقت الازمات ولا ينقله فقط، عليه الانتباه كثيراً الى البقاء موضوعياً ونقل ما يجري بمصداقية مطلقة.

هل من المهم أن يعطي المراسل الميداني الأولوية لسلامته عندما يكون في تغطية ما خلال أزمة معينة؟

سلامة المراسل الميداني يجب ان تكون أولى أولوياته، كونها أحد الأركان الأساسية لحرية التعبير. لذلك، عليه اتخاذ كل وسائل الأمن والاحتياط المتاحة، إذا كان مثلاً في تغطية لمعارك أو احتجاجات يمكن أن تخرج عن السيطرة، عليه ارتداء الخوذة والسترة الواقية وأن تكون في متناوله حقيبة اسعافات أولية تحسباً لأي طارئ.

ومن المفيد ان يتجمع المراسلون الميدانيون في مجموعة او مجموعات، منعاً لاستفراد مسلحين أو محتجين غاضبين بهم، كما يحصل مراراً للأسف، ويجب على المراسل الميداني عدم الاتيان بأغراض قيمة معه إلى الميدان وأن يبقي على هاتفه في جيبه عندما لا يحتاج إليه أو أن يمسكه بطريقة لا تسمح بسرقته. طبعاً، في حال كان المراسل في أرض معركة، عليه أن يعثر على مكان آمن ليحتمي فيه في حال سقوط قذائف أو صواريخ أو إطلاق أعيرة نارية، المراسل الميداني يجب أن ينقل الخبر لا أن يصبح هو الخبر، لذلك سلامتُه مهمة جداً.

ماذا عن الأزمات الأخرى التي يمكن أن يغطيها المراسل الميداني كالكوارث الطبيعية أو الحرائق؟

مهنة المراسل الميداني ليست مهنة للمتهورين، والمخاطرة بصحة أي إعلامي تعني إلغاء صوت ينقل إلى العالم ما يجري حوله، وفي ما يلي نصائح أو ارشادات للمراسلين الميدانيين خلال تغطيتهم الكوارث الطبيعية أو الحرائق:
– الابلاغ بشكل دائم عن موقع وجودك وتوثيقه بالصور أو الفيديو إن أمكن.
– الاحتفاظ بوسائل تواصل مع أجهزة الاغاثة المعنية في المكان.
– فهم ودراسة طبيعة الخطر في مكان الحدث وأسبابه: نوع الحريق، طبيعة الانفجار، المدى الجغرافي للفيضان أو الزلزال أو الاعصار، فضلاً عن امكانيات تدهور الوضع القائم.
– احتساب الكمية المطلوبة من الحاجيات الاساسية لتواجدك وفق المدة الزمنية المقررة: الغذاء القابل للتخزين، المياه، الانارة، استخدام معدات تعتمد على الطاقة الشمسية، الوقود للتنقل، معقمات المياه، خيمة للنوم.
– دراسة خطة الطوارئ لناحية الاخلاء.
– تأمين أجهزة اتصال قادرة على الحفاظ على التغطية: أجهزة راديو ثنائية الاتجاه أو أجهزة تعمل عبر الأقمار الاصطناعية.