إسرائيل شهدت عاما من الصراعات الداخلية والخارجية

انتهى عام 2023 لكنه ترك العديد من التساؤلات بشأن مستقبل إسرائيل، حتى أن أحد الكتاب العبريين اعتبره العام الأكثر مصيرية بالنسبة لإسرائيل، مشيرا إلى أن صراعاتها الداخلية والخارجية كشفت وفاقمت التناقضات في قلب البلاد، وللمرة الأولى، نشأت شكوك كبيرة حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على الاستمرار في احتواء هذه التناقضات، كما يقول أنشيل فيفر في مقاله المنشور بصحيفة هآرتس الإسرائيلية.

تحت عنوان: “2023 أسوأ عام لإسرائيل على الإطلاق ولم ينته إلا بقليل من الأمل”، وصف فيفر العام المنصرم بـ”أسوأ عام في تاريخ” إسرائيل، حيث يشير إلى التهديد الذي واجه ديمقراطية إسرائيل الهشة والمحدودة.. عندما قدم ياريف ليفين برنامجه للإصلاح القضائي”، في أوائل العام الماضي وظل مخيما طيلة تسعة أشهر.

إسرائيل

ديمقراطية هشة

ويرى فيفر أن محاولات الحكومة تمرير “الإصلاح القضائي”، والاحتجاجات الحاشدة عليه.. كانت تتعلق أساسا “بطبيعة الديمقراطية الإسرائيلية”، وهل سيصبح النظام المتبع “استبداديا.. يعتمد على إجراء انتخابات شكلية؟”

مقال أنشيل فيفر نشر قبل أن تعلن المحكمة العليا الاسرائيلية بأغلبية قضاتها قرارها إبطال بند رئيسي في قانون حكومة نتانياهو للإصلاح القضائي المثير للجدل والذي يشكل تحديا لسلطات كبار القضاة في البلاد وأثار احتجاجات شعبية.

في المقال المنشور بصحيفة هآرتس تساءل الكاتب إن “كانت الجماعات العلمانية والليبرالية في إسرائيل (مَن يدفعون أغلب الضرائب) عرضة إلى الخضوع؟”، وهل “ستكون الأقلية الدينية المتنامية قادرة على فرض نسختها من اليهودية الأصولية على الأغلبية؟”.

ويقول إن الخلافات بين المحتجين العلمانيين الليبراليين والجماعات الدينية بلغت حدا أكثر شراسة، لافتا إلى أن قادة الحركة الاحتجاجية “عملوا بجد لقمع أي محاولة لإضافة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى القضايا التي كانوا يقاتلون الحكومة بشأنها”.

فشل استراتيجية نتنياهو

تطرق الكاتب إلى عملية طوفان الأقصى، فيقول، “جاء السابع من أكتوبر/تشرين الأول وتحطم الوهم”. ولم يعد من الممكن تجاهل غزة. و”فشلت استراتيجية نتنياهو في التقليل من شأن القضية الفلسطينية”، وفشلت أيضا “حركة الاحتجاج”، التي استبعدت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

إسرائيل

يضيف فيفر إن 7 أكتوبر/تشرين الأول أدى إلى تفاقم التحديات التي كان المجتمع الإسرائيلي يواجهها بالفعل في عام 2023.

ثم عاد الكاتب مجددا وهو يختتم مقالته إلى فكرة التناقضات، حيث أشار إلى أنه مع بداية عام 2024 قد لا تكون هناك أفكار حتى الآن بشأن كيفية حل تناقضات إسرائيل لكن على الأقل هناك إجماع متزايد على أن الطريقة التي اتبعتها الحكومة لذلك في عام 2023 يجب ألا تتكرر أبدا”.