تواصل الانتفاضة في إيران للأسبوع الرابع

  • شهدت المحافظات الكردية استجابة واسعة لدعاوى الإضراب

غالبا لا تلجأ الأنظمة إلى قطع الإنترنت، لمنع انتشار التظاهرات، إلا في مرحلة متقدمة من الاحتجاجات، بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

وبعد العديد من الدعوات للتجمعات في مدن مختلفة في إيران، وكذلك في عدد من دول العالم، للمطالبة بسقوط النظام الإيراني، تشير التقارير على الشبكات الاجتماعية ومقاطع الفيديو المنشورة إلى أنه على الرغم من القمع الذي تمارسه قوات الأمن، استمر المواطنون في انتفاضتهم ضد النظام الإيراني في مختلف المدن.

وتزامنا مع دعوات الاحتجاج قامت السلطات الإيرانية بقطع الإنترنت عن الهواتف المحمولة.

وأعلنت “نت بلوكس”، وهي هيئة مراقبة حرية الإنترنت العالمية، عن اضطراب واسع النطاق في الوصول إلى الإنترنت في إيران منذ صباح الأربعاء، تزامنا مع دعوة تنظيم احتجاجات على مستوى البلاد.

فيما شهدت المحافظات الكردية استجابة واسعة لدعاوى الإضراب، حيث أضرب التجار والباعة في بعض مدن محافظة كردستان، فيما أغلقت المحلات التجارية أبوابها في عدد من مدن محافظتي أذربيجان الغربية وكرمانشاه.

وعلى الرغم من تهديد غرفة النقابات والمؤسسات الأمنية، أغلق أصحاب المحلات في سنندج ومهاباد وبوكان وسقز وبانه متاجرهم، الأربعاء.

كما انضم التجار في مدينة سربول ذهاب في محافظة كرمانشاه إلى الإضراب العام، وذلك لأول مرة.

مظاهرات واسعة في طهران

وفي العاصمة طهران تظهر مقاطع الفيديو التي تم إرسالها إلى “إيران إنترناشيونال” أن المتظاهرين تجمعوا في شارع شريعتي وشارع وليعصر، اليوم الأربعاء، ورددوا شعار “الموت للديكتاتور”.

وفي أحد هذه المقاطع، تجمع المتظاهرون أمام محطة مترو شريعتي في طهران وهم يرددون هتافات مناهضة للنظام.

وأفاد شاهد عيان بأن المحتجين في شارعي “فلسطين” و”لاله زار” بطهران يهتفون: “على الملالي أن يرحلوا من إيران”.

كما أفاد شاهد عيان بأن المحتجين في شارع “قزوين” بطهران قاموا بإغلاق الطريق عبر إشعال النار.

وقامت القوات المتخفية بالزي المدني في طهران باعتقال عدد من المتظاهرين بعنف، فيما أظهرت الفيديوهات عناصر الأمن الإيراني وهي تستخدم الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين في حي “أرجنتين” بالعاصمة الإيرانية.

كما أطلق رجال الأمن الغاز المسيل للدموع على تجمع للمحامين أمام مبنى نقابة المحامين في العاصمة الإيرانية طهران.

ونظمت مجموعة من المحامين، ظهر الأربعاء، تجمعًا احتجاجيًا أمام مبنى نقابة المحامين ورددوا شعار: “المرأة.. الحياة.. الحرية”.

قطع الإنترنت.. هل تبدأ مرحلة سقوط النظام في إيران؟

 المظاهرات تمتد إلى المحافظات

وانطلقت الاحتجاجات في حي بهارستان بأصفهان، وسط إيران، الأربعاء، واستخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

كما قال شاهد عيان في مدينة شاهينشهر بأصفهان، إن المدينة تشهد العديد من التجمعات الاحتجاجية التي واجهتها قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وفي كرمان أضرم عدد من المحتجين والمحتجات النار في لافتات وضعتها القوات الأمنية الإيرانية تسوق للنظام وتحذر من المشاركة في الاحتجاجات الجارية في البلاد.

ووفقا لتقارير قام المحتجون بقطع الطرق السريعة في “عسلوية” بمحافظة بوشهر لوقف تقدم قوات الأمن الإيرانية لقمع وإنهاء الإضراب.

وفي شيراز بمحافظة فارس قامت عناصر الأمن بمطاردة المحتجين واعتقلتهم بوحشية.

وتظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها “إيران إنترناشيونال” أنه على الرغم من قمع الاحتجاجات في سنندج خلال الأيام الماضية واستخدام الرصاص الحي، عاد المتظاهرون إلى الشوارع مرة أخرى، مساء الأربعاء.

فيما أفاد المجلس التنسيقي للمعلمين في إيران باعتقال مديرة مدرسة بمدينة “كرج” لرفضها تسليم صور كاميرات المدرسة لضباط الأمن، وحذف محتوياتها قبل وصول عناصر المخابرات. وقال المجلس إن القوات الأمنية اعتقلت السيدة “عقاب نشين” أمام التلميذات.

وأظهر العديد من الفيديوهات قيام المحتجين بكتابة الشعارات المناهضة للنظام على الجدران دون خوف.

مزاعم النظام مستمرة

واستمر النظام في مهاجمة الاحتجاجات واعتبرها تحدث نتيجة “مؤامرة خارجية”، حيث وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، الانتفاضة العارمة ضد نظام الجمهورية الإسلامية بـ”أعمال شغب شوارع، يحرض عليها العدو”.

وقال في لقاء مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام إن هذه الاحتجاجات ليست “عفوية وداخلية”.

فيما دافع ممثل دشتي وتنكستان في البرلمان الإيراني، غلام حسين كرمي، عن حجب الشبكات الاجتماعية، وقال: “أعتقد أنه تم إنجاز عمل جيد وكان يجب السيطرة علي هذه الشبكات، هذه الأحداث والشغب والفتنة التي تشكلت جعلت عملية الحجب تتم بشكل أسرع”.

كما دافع عضو آخر في البرلمان الإيراني، محمد حسن أصفري، عن قطع الإنترنت في إيران، وقال: “كما سمعت، فإن أعمال الشغب يوم السبت 8 أكتوبر، نجمت عن خمسة ملايين رسالة نصية تم إرسالها إلى بعض الناس”.

وأضاف: “يجب توفير البنية التحتية لهذه القضية في الدولة حتى لا نرى إساءة استخدام الفضاء السيبراني لصالح حركات تخريبية”.

مطالب بوقف اعتقال التلاميذ

في غضون ذلك وبعد تصريحات وزير التربية والتعليم حول انتفاضة الطلاب ضد النظام الإيراني؛ أعرب المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين عن قلقه إزاء أوضاع التلاميذ “الموقوفين” في البلاد، مطالبا النظام بإنهاء ظاهرة “عسكرة” المدن وسياسة ترهيب واحتجاز الطلاب الصغار.

وقال المجلس في بيان له، اليوم الأربعاء: “في الأيام الأخيرة، بعد مقتل مهسا أميني على يد عناصر دورية الإرشاد، شهدنا انتشارًا متزايدًا لاحتجاجات المواطنين في جميع أنحاء البلاد، ولسوء الحظ، بدلًا من الاستماع إلى أصوات الأشخاص الذين طالبوا بحقوقهم الأساسية والتوضيح بشأن مقتل مهسا، يرد النظام على المواطنين بالرصاص والغاز المسيل للدموع والهراوات وبث الرعب”.