مدونون أجانب يروجون لأكاذيب الصين ويدافعون عنها

  • مدونون أجانب يلمعون صورة الصين وينتقدون التقارير الغربية بشأنها
  • يحظى هؤلاء المدونون بعدد كبير من المتابعين على يوتيوب
  • وسائل الإعلام الصينية تروج لهؤلاء المدونين عبر قنواتها

تسعى الصين باستمرار إلى تلميع صورتها في العالم الغربي، وذلك عبر وسائل عديدة وأنماط مختلفة، خصوصاً أنها تواجه اتهاماتٍ مُثبتة بارتكابها جرائم بحق أقلية الإيغور في شينجيانغ.

ووسط كل ذلك، يبرزُ على الإنترنت العديد من مدوني الفيديو الأجانب الذين يروجون لسياسات الصّين ويدافعون عنها، إذ يعمد هؤلاء باستمرار لاستنكار التغطية الإعلامية السلبية التي تتعرض لها بكين حول مواضيع مثيرة للجدل للغاية مثل قضية الإيغور في شينجيانغ.ّ

ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية “BBC“، فإن هؤلاء المدونين يجتذبون عدداً كبيراً من المتابعين على منصات مثل “يوتيوب”، ومن خلالها يقومون بالترويج لأقوالهم.

وفي السنوات الأخيرة، كان “المدونون” يقدمون أنفسهم بشكل متزايد على أنهم من عشاق الصّين، وينشرون معلومات مضللة من الحزب الشيوعي.

ويصنف موقع “يوتيوب” وسائل الإعلام الحكومية الصّينية، مثل شبكة “CGTN”، على أنها ممولة من الحكومة، إلا أن هناك القليل من الرقابة عندما يتعلق الأمر بالأفراد الذين يروجون لروايات مماثلة.

ويُشتبه في أن بعض المدونين يتعاونون مع منافذ إعلامية مملوكة للدولة لنشر خطاب الصّين في العالم، إلا أنه ليس من الواضح ما الذي يحفزهم حقاً أو مدى فعالية هذه الاستراتيجية.

وظهرت مؤخراً مقاطع فيديو منسقة على قنوات المدونين الأجانب، هدفها مواجهة التقارير الاستقصائية من وسائل الإعلام المستقلة حول معاملة مجتمع الإيغور في الصين وتحديداً في شينجيانغ.

ومن بين هؤلاء المدونين البريطانيين المغتربين باري جونز وجايسون لايتفوت فضلاً عن لي و أولي باريت، وهم جميعاً يستخدمون منصاتهم للتعليق على ما يعتبرونه “أكاذيب” الغرب المزعومة وسياسات الحكومة الصّينية. ومع هذا، فقد ظهر هؤلاء في مقاطع فيديو لشبكة “CGTN” الصّينية الحكومية.

وفي السابق، كانت تركز مقاطع الفيديو على القنوات الشخصية لهؤلاء المدونين، على التنقل داخل الصين وإبراز الحياة اليومية. وبعدها، أصبحت مقاطع الفيديو الأكثر حداثة سياسية بشكل علني، وبات المدونون يدافعون بقوة عن خطاب الصين في مواضيع تتعلق بـ”كورونا” وهونغ كونغ وشينجيانغ.

وعبر “يوتيوب”، فإن الكثير من المستخدمين المؤيدين لهم يقومون بالترويج بشدة لفيديوهات هؤلاء المدونين.

وبحسب “BBC”، فإن لي وأولي باريت نفيا نشر معلومات مضللة نيابة عن الحكومة الصينية أو دفعها أي أموال لهما مقابل المحتوى.

وجرى إدراج لي باريت على أنه مراسل عالمي على موقع “CGTN” وذلك ضمن مقاطع الفيديو الأخيرة حول شينجيانغ، وذلك في إشارة إلى أنه يعمل في الشبكة التلفزيونية، لكنه ليس موظفاً.

أما جايسون لايتفوت، فهو مدرج أيضاً على قائمة المراسلين، ووصفته الشبكة بأنه مدوّن فيديو ينتقد “التقارير المشوهة” لوسائل الإعلام الغربية.

وفي حين أن لايتفوت لم يرد على طلبات “BBC” للتعليق لإجراء مقابلة، إلا أنه قال في أحد مقاطع الفيديو الخاصة به إنه “لم يتم تمويله من قبل أي شخص”.

وعلى الرغم من أن “يوتيوب” لا يصنف أياً من هؤلاء المدونين المؤيدين للصين على أنهم ممولون أو مدعومون من قبل الحكومة الصينية، إلا أن بعض مقاطع الفيديو على قنواتهم الشخصية يتم تحميلها لاحقاً على حسابات وسائل الإعلام الحكومية والمصادقة عليها.

ومع هذا، فإنه لم يتم تحميل مقطع فيديو يظهر باري جونز على حساب “CGTN” عبر “يوتيوب” فحسب، بل تم استخدامه من قبل وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي حكومي يومي.

وفي الفيديو بعنوان “كيف تحرف بعض وسائل الإعلام الغربية الحقائق حول شينجيانغ؟”، يدعي جونز أنه “عمل لصحيفة في إنكلترا… أكبر صحيفة يومية في بريطانيا منذ ست سنوات”.

كذلك، أشارت بعض منشورات وسائل الإعلام الحكومية الصينية إلى جونز كـ”صحفي بريطاني سابق”، ومع ذلك لم تجد “BBC” أي دليل يدعم ذلك، علماً أن قناته مليئة بالأخطاء النحوية.

وعندما سُئل جونز عن تجربته في الصحافة، قال لـ”BBC”: “ليس من شأنك معرفة أين ومتى عملت كصحافي”. ومع هذا، فقد تمسك بمزاعمه بأنه عمل في إحدى الصحف لكنه امتنع عن الإدلاء بأي معلومات أخرى، كما نفى حصوله على أي أجر أو دفعه أو تحريضه بأي شكل من الأشكال.

ويقول: “لا الصين ولا الحكومة الصينية تدفع لي لأفعل ما أفعله. الحقيقة هي، إذا عرضوا سأقبل!”.

ويبدو أن هناك شبكة متنامية من الأجانب يتم جذبهم إلى الحملات الإعلامية الحكومية الصينية.

وتقول “CGTN” على موقعها على الإنترنت إن لديها حالياً أكثر من 700 “مراسل عالمي” في جميع أنحاء العالم.

وتهدف الشبكة إلى توسيع قاعدة المؤثرين بشكل أكبر من خلال تقديم مكافآت نقدية تصل إلى 10000 دولار (حوالي 7190 جنيهاً إسترلينياً) للمراسلين ومقدمي البث الصوتي والمذيعين والمؤثرين الذين ينضمون إلى حملة “المنافسون الإعلاميون” التي أطلقتها حديثًا . ومع هذا، فقد ظهر جايسون لايتفوت ولي و أولي باريت في مواد ترويجية لهذه الحملة.

ووسط كذلك، فقد كشفت مصادر متعددة في الشبكة الصينية أن “هناك تركيزاً الآن داخلها للاستفادة من مشاهير الإنترنت والمؤثرين لما وصفته بأنه مقاومة لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية”.