كيف تفاعل أنصار القاعدة مع ذكرى قتل أسامة بن لادن
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 29 إلى ٥ مايو 2024. وأبرز عناوينها:
- في ذكرى قتل بن لادن، القاعدة المركزية ”في انحدار“ تتلقفها طالبان وإيران
- سيف العدل يشيد بهجمات الحوثيين في الأحمر؛ وإعلام دولي يكشف عن ”التخادم“ بين الحوثيين وقاعدة اليمن
- ”الرسمي المستتر“ .. فوضى إعلام داعش
وضيف الأسبوع، الأستاذ حسن أبو هنية، الخبير في الجماعات الإسلامية، صاحب كتاب (الجهادية العربية – إندماج الأبعاد: النكاية والتمكين بين “الدولة الإسلامية” و”قاعدة الجهاد”.
في ذكرى قتل أسامة بن لادن
في 2 مايو 2011، نجحت أمريكا في قتل أسامة بن لادن زعيم ومؤسس تنظيم القاعدة في مخبئه في أبوت أباد شمال العاصمة الباكستانية.
كيف تفاعل أنصار القاعدة مع هذا التاريخ خاصة والعالم منشغل بحرب ضروس في غزة عنوانها العريض ”الأقصى؛“ وخاصة وأمريكا طرف أساس في هذه الحرب وهي التي لاحقت بن لادن وقتلته انتقاماً لهجمات سبتمبر؟.
في مجموعات أنصار القاعدة التي نرصدها عادة، نشر البعض مرثيات فيما دعا آخر إلى إعداد العدة ”على خطى أسامة.“ في إعلام القاعدة الرديف، نشرت مجلة ”وحرض المؤمنين“ ملحقاً بعنوان ”أسامة في مواجهة دار الندوة الأمريكية.“ والمفارقة هنا هي أن المناسبة غابت عن إعلام القاعدة الرسمي وعن إعلام أمريكا. الباحث آرون زيلين علّق: ”القاعدة لم تعد تحمل وزناً في مجريات حياة الأمريكيين هذه الأيام“.
أما في أفغانستان، فقد أحيت شبكة ”المرصاد“ الموالية لطالبان المناسبة بتبجيل بن لادن والتذكير برفض الملا عمر تسليمه ”مضحياً بحكومته من أجله“.
ومن نافلة القول أن هكذا سلوك من إعلام موالٍ لطالبان لن يكون في صالح طالبان أصحاب اتفاق الدوحة 2020؛ ناهيك عن الفهم الخاطئ لسلوك الملا عمر تجاه بن لادن. في الحلقة السابقة من هذا البرنامج – رقم 242- أوضحنا كيف خدع أسامة بن لادن الملا عمر وجلب الدمار على طالبان وأفغانستان في أعقاب هجمات سبتمبر.
قيادة القاعدة في انحدار
إذاً، في الذكرى الثالثة عشرة لقتل أسامة بن لادن، أين هي قيادة القاعدة اليوم؟ أين هي القاعدة المركزية؟ الباحث كيفين جاكسون، مدير الأبحاث في معهد تحليل الإرهاب في باريس وصاحب مدونة All Eyes on Jihadism كتب في موقع كلية ويست بوينت العسكرية لافتاً إلى تردي حالة المركز.
من أبرز ما جاء في هذا التشريح هو أن ثمة غموضاً يلف حاضر القاعدة المركزية ومستقبلها بعد مرور عامين تقريباً على قتل زعيمها أيمن الظواهري في كابول دون أن يعترف التنظيم بذلك ويعلن خلفاً له فيما يُعد سابقة في تاريخ الجماعة.
يخلص الباحث إلى أن القاعدة كما نعرفها لم تعد في الحاضر ولا في المستقبل على صلة بما يجري اليوم. لكن الباحث يستطرد بالقول إن هذا لا يعني نهاية القاعدة أو اعتبارها كذلك. بل يحذر من أن التنظيم لا يزال يستطيع الاعتماد على أفرعه وأنصاره المنتشرين من إيران إلى اليمن.
وفي هذا كله، يفصّل الباحث أهم تحديين يواجهان القاعدة اليوم وهما أفغانستان وإيران.
أما عن الأولى، يقول الباحث إن القاعدة ”رضيت“ بقيود طالبان المفروضة على حركتها ضمن اتفاق الدوحة 2020؛ لكنه يشير في نفس الوقت إلى وجود علاقة طيبة تجمع القاعدة بشخصيات متنفذة في طالبان بدءاً بالزعيم أخندزادة وحتى شبكة حقاني.
أما عن تحدي إيران، يلفت الباحث إلى أن هذه العلاقة تتعلق بشرعية الجماعة. فوجود كبار قياديي القاعدة في طهران منذ سنوات يشكل حرجاً للتنظيم ليس فقط في الإعلام الخارجي وإنما في أوساط الأنصار المتخوفين من ترابط القاعدة وطهران التي، من المفترض، أنها تقع بحسب أدبيات التنظيم في الجانب البعيد السحيق عقدياً وسياسياً بالنظر إلى سلوك إيران تجاه السنة في العراق وسوريا.
سيف العدل “المستتر”
غاب أسامة بن لادن عن إعلام القاعدة الرسمي، لكن سيف العدل حضر كما هو: مستتر الاسم والهوية.
في تاريخ 4 مايو، نشرت مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لقيادة القاعدة المركزية، عدداً جديداً من سلسلة ”هذه غزة“ التي يكتبها سيف العدل، الزعيم الفعلي للتنظيم، تحت الاسم المستعار سالم الشريف.
ظهر اسم سالم الشريف في أدبيات القاعدة المركزية من خلال مقالات مجلة ”أمة واحدة“ – الأعداد 1 3، 5، و8. في الجزء الخامس من سلسلة ”هذه غزة“ الصادر في فبراير 2024، أقرّ التنظيم بأن سالم الشريف هو نفسه سيف العدل محمد صلاح الدين زيدان.
اللافت في هذه السلسلة أنها مكتوبة بعناية. بدايةً، لا يذكر سيف العدل حماس إلا عبوراً؛ فإن أشار إلى المقاتلين في غزة قال: ”المجاهدين.“ ثانياً، لم يأتِ على ذكر إيران لفظاً وإن كان في مفاصل مهمة أظهر توافقاً مع الموقف الإيراني من غزة، كما جاء في الجزء الخامس ”هذه غزة .. آيام الهدنة وفلسطين منذ 75 سنة إلى اليوم،“ عندما بدا متحفظاً على أهداف حماس من 7 أكتوبر – تحفظ يُذكّر بصراع صهره مصطفى حامد أبي الوليد المصري مع تنصل حماس من إحداث اختراق في غزة بحجم ضرب مفاعل ديمونة الإسرائيلي الذي من شأنه أن يخدم إيران أولاً.
ثالثاً لم يأتِ على ذكر وكلاء إيران صراحة حتى هذا الجزء السادس الذي جاء بعنوان ”حرب وجود .. لا حرب حدود.“ وفيه يشيد بهجمات الحوثيين في البحر الأحمر من دون أن يذكر لفظ الحوثيين. في هذا الجزء المكتوب مطلع رمضان على أقصى تقدير، يعتبر أن ”العمليات في البحر الأحمر“ نجحت في تحجيم الرد الأمريكي رغم تعطل الملاحة هناك. ويعتبر أن أحد أسباب ذلك هو خشية أمريكا من فعل القاعدة في اليمن الذين، بحسبه، ”أُشغلوا“ بمقارعة القوات العربية التي تدعم اليمنيين في الجنوب.
والحقيقة أن القاعدة في اليمن اختارت تحييد الحوثيين المدعومين إيرانياً بل وتمهيد الطريق لهم نحو الجنوب بمقارعة القوات اليمنية المدعومة إماراتياً، وهو ما سنأتي عليه بعد قليل.
كشف المستور … تعاون القاعدة والحوثي
هذا التخادم بين القاعدة والحوثيين كان عنوان تقرير في صحيفة التلغراف البريطانية نُشر في تاريخ ٤ مايو.
خلص التقرير إلى أن الحوثيين المدعومين إيرانياً يمدون تنظيم القاعدة بالسلاح بهدف تقويض جهود اليمنيين الجنوبيين؛ وأن أبرز تلك الأسلحة كان الطائرات المسيرة التي قام عليها القيادي في القاعدة أبو أسامة الدياني المقرب من الزعيم السابق خالد باطرفي.
ينقل التقرير أيضاً شهادات سكان محليين بأن الطرفين، القاعدة والحوثيين، يعملان في ”انسجام“ وأن لا مناوشات بينهما رغم تقاطع مناطق نشاطهما.
للمزيد عن دور الدياني في تسليح القاعدة من الحوثيين، يمكن الرجوع إلى تقرير أخبار الآن على اليوتيوب بتاريخ 16 يونيو 2023.
وعن تعطيل القاعدة القتال ضد الحوثيين خلال العامين الماضيين على الأقل، وبناء على الأرقام التي ينشرها إعلام القاعدة الرسمي وتحديداً مؤسسة الملاحم على منصة Gnews، نجد أن القاعدة شنت 116 هجمة ضد القوات اليمنية السنية المدعومة عربياً في الفترة من سبتمبر إلى فبراير 2024؛ فيما لم يشن التنظيم أي هجمة ضد الحوثيين خلال نفس الفترة. آخر هجمة وثقتها منصة الملاحم ضد الحوثيين كانت قبل عامين في 6 يوليو 2022.
وتعليقاً على تقرير التلغراف، قالت الدكتورة إليزابيث كندال الخبيرة في شؤون اليمن إن التعاون بين الحوثيين والقاعدة حقيقي ولكنه ليس أمراً جديداً. وتفصل أن للحوثيين تاريخاً في العمل مع القاعدة حيثما دعت الحاجة، بل إنهم تعاونوا مع داعش في الفترة من 2018 إلى 2020. وزادت أن الحوثيين ليسوا وحدهم من يستغلون ”المتطرفين الإسلاميين“ لتنفيذ أجنداتهم.
من قتل أبا ماريا القحطاني؟
نشر حساب أس الصراع في الشام التابع لصالح الحموي، أحد مؤسسي جبهة النصرة، صورة قال إنها للانتحاري الذي اقتحم مقر أبي ماريا القحطاني وقتله في 4 أبريل الماضي.
الحموي، الذي انشق عن هيئة تحرير الشام ويعتبر من أشد معارضيها اليوم، تحدى الهيئة أن تكشف عن هوية القتيل خاصة بعد أن كشف هو عن أن صاحب الصورة ”مهاجر جزراوي يعمل مع هيئة تحرير الشام في لواء عبيدة بن الجراح وله عدة أسماء: مشاري، عبد الرحمن الجزراوي، أبو عمر الصنعاني.“ الهيئة كانت اتهمت داعش بتنفيذ الاغتيال.
“الرسمي المستتر”
يواصل حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي كشف خبايا إعلام داعش الرسمي والرديف.
هذا الأسبوع، تحدث الحساب عمّا أسماه ”الرسمي المستتر“ وهم إعلاميو داعش الرسميون الذين يتسللون إلى قنوات ”مناصرة“ بهدف ”تطويع العباد واحتكار الرأي“ من خلال نشر مواقف وآراء سياسية ”لا يصلح نشرها عبر القنوات الرسمية،“ أو ”التشهير والتنبيه إلى أخطار“ داخل الإعلام المناصر.
نشر الحساب رسالة من ديوان الإعلام المركزي تفصل آلية الرسمي في نشر تعميماته وتوجيهاته عبر قنوات ”متقنعة“ تحت معرفات مناصرة – مثل قنوات هرماس الجبل، وتكافل، وساعي مخيم الهول. يقول الحساب إن هرماس وقنواته كانوا ”تابعين لولاية الشام وموثقين من طرف ديوان الإعلام المركزي.“ إلا أن ذلك لم يحل دون ”رميه بالجاسوسية والمخابراتية وسرقة أموال التبرعات“ من قبل ”عباد الرسمي.“