انتقادات واسعة لاستراتيجية أمريكا في مواجهة أزمة كورونا

 

كشفت مجموعة من الأوراق البحثية الصادرة في مؤتمر معهد بروكينغز هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة قد أهدرت الأموال والأرواح في استجابتها لوباء فيروس كورونا، وكان بإمكانها تجنب ما يقرب من 400 ألف حالة وفاة من خلال استراتيجية صحية أكثر فاعلية وخفض الإنفاق الفيدرالي بمئات المليارات من الدولارات.

 

وفيات كورونا

ووفقًا لتقديرات أندرو أتكيسون، أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، كان من الممكن أن تظل وفيات كورونا في الولايات المتحدة أقل من 300.000، مقابل عدد الوفيات الذي وصل الى 540.000 والذي لايزال في ارتفاع، في حال كانت البلاد قد تبنت بروتوكولات أقنعة الوجه على نطاق واسع، والتباعد الاجتماعي، والاختبار أثناء انتظار اللقاح بحلول شهر مايو/ آيار الماضي.

ووفقاً لرويترز، توقع أتكيسون أن يصل عدد الوفيات النهائي إلى حوالي 670.000 مع انتشار اللقاحات وانحسار الأزمة. وقدّر أتكيسون أن النتيجة، لو لم يتم تطوير لقاح، لكانت أسوأ بكثير من 1.27 مليون.

بعد ضخ مئات الملايين من الدولارات.. استجابة أمريكا لأزمة كورونا تتعرض لانتقادات!

عاملة رعاية صحية تجري اختبار فيروس كورونا لمريض في مركز لي ديفيس لموارد المجتمع في 25 يونيو 2020 في تامبا ، فلوريدا. المصدر: غيتي

من ناحيتها، رأت كريستين رومر، أستاذة الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، بأن الاستجابة الاقتصادية، رغم أنها ضخمة، كان من الممكن أن تكون مصممة بشكل أفضل.

وتنضم رومر إلى وزير الخزانة السابق لورانس سمرز والعديد من الإدارتين الديموقراطيتين الأخيرتين في انتقاد الإنفاق المصرح به منذ الربيع الماضي، بما في ذلك خطة الإنقاذ الأمريكية لفريق بايدن البالغة 1.9 تريليون دولار.

في حين قالت رومر أن الإنفاق المرتبط بالوباء الذي تزيد قيمته عن 5 تريليونات دولار من قبل الحكومة الفيدرالية لن يؤدي على الأرجح إلى حدوث أزمة مالية، إلا أنها قلقة من تأجيل الاستثمارات ذات الأولوية.

وقالت إن قروض الأعمال الصغيرة التي يمكن التنازل عنها كانت “تجربة شيقة ونبيلة”، لكنها كانت أيضًا “إشكالية على عدة مستويات”، بما في ذلك التكلفة الواضحة لمئات الآلاف من الدولارات لكل وظيفة تم توفيرها.

وكتبت رومر أن “الإنفاق على برامج مثل تعويض البطالة والصحة العامة هو بالضبط ما تمت المطالبة به، لكن الجوانب الأخرى، لا سيما المدفوعات السخية لمرة واحدة للأسر، كانت غير فعالة ومهدرة إلى حد كبير”.

ويرى مسؤولو إدارة بايدن، بمن فيهم وزيرة الخزانة جانيت يلين، بأن الحزمة الكاملة كانت ضرورية للتأكد من بقاء جميع العمال والأسر على مستواهم الاقتصادي حتى يتعافى سوق العمل.

 

أزمة بروكسيل وموسكو.. ما موقف بايدن والتداعيات على الشرق الأوسط ؟
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن إن “الكرملين يهاجم ديموقراطياتنا… يستخدم الفساد كسلاح لمحاولة تقويض نظام حكمنا”.