أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (تحليل)

بينما تحاول إيران أن تفرض سيطرتها بشكل أكبر على العراق، فإنها تواجه مقاومة أكبر من جانب الشعب العراقي. ما الذي تحاول إيران القيام به، لماذا، وإلى أين سوف يصل كل هذا؟

من خلال احتجاجاتهم، أظهر سكان البصرة نفورهم من التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية. لكن على الرغم من ذلك، تواصل إيران زيادة التوترات من خلال قيامها بأعمال استفزازية. خلال الأسبوع الماضي، شن الحرس الثوري الإيراني هجمات صاروخية على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في كردستان العراق، مما أسفر عن مقتل 16 شخصًا وإصابة العشرات بجروح. تشير تقارير إعلامية إلى أن القوات الإيرانية قد تحركت عشرات الكيلومترات باتجاه كردستان العراق واستولت على جبل سورين، ربما استعدادًا لهجمات جديدة ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.

سارع المسؤولون الإيرانيون بوصف الهجوم الأول بأنه سلسلة من إجراءات الدفاع عن النفس. لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد محجوب وصف الهجوم ” بانتهاك لسيادة العراق عن طريق قصف أي هدف داخل الأراضي العراقية دون تنسيق مسبق مع السلطات العراقية”.

ويؤكد بيان محجوب وردود افعال أخرى من قبل السلطات العراقية أن سيادة العراق تتعرض للتهديد من هذا الهجوم الإيراني إضافة إلى التوغل الإيراني الذي جاء بعده.

اقرا أيضاً:

إيران تدعي امتلاك 4 آلاف جهاز طرد مركزي

طهران تقر بقصفها حزباً إيرانياً معارضاً قرب أربيل

تصرفات إيران وعملائها داخل العراق يثيرون انعدام الثقة والغضب من جانب الشعب العراقي، الذي يشعر بالإحباط من العنف والأعمال الخارجة عن القانون التي تقوم بها الميليشيات الشيعية. إلا أن الشعب العراقي يقول بصوت عالٍ لإيران: سيادة العراق ليست قابلة للتفاوض.

تقوم سياسات إيران والتي تتلاعب بالشؤون الداخلية العراقية من خلال عمليات “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني على زيادة الاستياء العراقي من إيران والتسبب في خلق معارضة للوجود الإيراني في العراق. ما لم تغير إيران سياساتها، فلن يكون من المستغرب أن يمتد هذا الغضب الكبير إلى إيران مرة أخرى.

لقد بدأ استثمار إيران في الميليشيات الشيعية يواجه بعض مشاكل، حيث أصبحت المليشيات الشيعية تحت قيادة الحشد منقسمة على  ذاتها ، وبدأت هذه المجموعات الفردية باتخاذ القرارات والتصرف دون تصريح من الحشد أو من ايران.

العراقيون الذين يقولون الآن لإيران “كفى ” يشملون كذلك ميليشيات شيعية مختلفة. ربما تكون إيران قد فقدت السيطرة على الحشد الشيعي الذي كان يفترض أنه يعمل في العراق بدعم من إيران.

سوف يتساءل الشعب الإيراني والمراقبون الدوليون عن كفاءة وحكمة القيادة الإيرانية في طهران لاختيارها هذا التوقيت للهجوم على الحزب الديمقراطي الكردستاني على الأراضي العراقية ذات السيادة. لا يمثل الحزب الديمقراطي الكردستاني أي تهديد استراتيجي لإيران. مع ذلك، نمت المعارضة العراقية للنفوذ الإيراني بشكل مضاعف منذ زيارة علي أكبر ولايتي المتطفلة لبغداد أثناء الانتخابات الأخيرة. لقد بلغ القلق العراقي والدولي ذروته بعد التقارير التي تفيد بأن إيران قد نقلت صواريخاً باليستية إلى الأراضي العراقية. علاوة عن ذلك، لا يمكن لتصرفات طهران أن تكون جيدة مع الأوروبيين، الذين تحاول إيران محاصرتهم  في جهودها من أجل البقاء على قيد الحياة خصوصا بعد العقوبات المفروضة عليها. إضافة إلى ذلك، تشعر روسيا بالقلق من هذه المؤشرات التي تدل على أن الإجراءات الإيرانية الطائشة ستعقد أجندة موسكو الإقليمية. إذا ما اخذنا كل هذه المعطيات بعين الاعتبار، فإن الحقائق لا توحي بأي نتيجة أخرى، حيث أن تصرفات طهران في العراق قد انفصلت عن الحسابات الاستراتيجية العقلانية، أو ربما هي محاولات متعمدة لكي تظهر إيران بأنها دولة قوية للشارع ، لكي تقوم بتشتيت انتباههم عن التهديد الاقتصادي والأزمات البيئية داخل إيران.

اقرأ أيضا:
عقوبات أمريكية جديدة على طهران بنوفمبر

أين يريد قاسم سليماني أن يصل؟