جيل Z لا يتفق مع التعليم التقليدي والحياة الأكاديمية

لقد أثر العصر الرقمي بشكل كبير على عقلية الجيل الحالي، حيث شهد جيل Z ظهور ريادة الأعمال الرقمية والمؤثرين العصاميين واقتصاد الأعمال.

ومع استخدام أكثر من نصف سكان العالم الآن لوسائل التواصل الاجتماعي كما أشارت الأبحاث التي أجرتها “Global WebIndex”، فإن تصوّر الجيل Z للمساعي الأكاديمية حتى على مستوى المدرسة يتطور، حيث يعتبر العديد من الأفراد ضمن هذا الجيل أن التعليم التقليدي يحد تطلعاتهم ليصبحوا مؤثرين ناجحين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتقول “ديفيا ساليان أمين” أخصائية علم النفس السريري في “Modern Family Clinic” في دبي: “حالياً تجذب وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الأدوات الذكية انتباه الأطفال ويتحول تركيزهم بعيدًا عن الأكاديميين”.

وأضافت “يشعر الكثير من الطلاب في الإمارات بأنهم في النهاية سيفعلون فقط شيئًا متعلقًا بوسائل التواصل الاجتماعي أو يوتيوب، ويشعر الطلاب بقوة أنهم يريدون القيام بشيء متعلق بالتكنولوجيا لذلك لا يكون الحقل الأكاديمي مهمًا بالنسبة لهم ويبدو أنهم واثقون جدًا من أنهم لن يمارسوا مهنة تتطلب عقلية أكاديمية لذلك لا يبدون أي اهتمام بهذا الاتجاه”. 

الجيل Z لم يعد معتماً بالتعليم ويبحثون عن الاستقلال والإبداع

وأكملت “على الرغم من تشجيع الآباء والمعلمين لهم إلا أن أطفال هذا الجيل محددون للغاية وحاسمون بشأن ما يريدون القيام به كما أن منصات التواصل الاجتماعي المختلفة تجذبهم كثيرًا”.

وأضافت “يرى الأطفال هذه الأيام أن هناك الكثير من الأموال التي تدر كونك ناشرا على اليوتيوب أو أن تكون مؤثرًا لذا فهم يريدون أن يفعلوا شيئًا على هذا المنوال ويشعرون أن الحقل الأكاديمي لن يساعدوهم فلماذا يهدرون طاقتهم عليه؟ وهناك الكثير من الطلاب الذين لديهم هذه العقلية.”

الخبراء يرون أيضًا أن اتخاذ الشباب خيارات مهنية مختلفة عن آبائهم ليس بالأمر الجديد.

تقول “إيما شاناهان”، مديرة مدرسة أسبن هايتس البريطانية “هذا تحول طبيعي بين الأجيال وهو أمر بالغ الأهمية للابتكار والتغيير وتنمية البشرية لأن الشباب يتأثر بقدوتهم ومع زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أصبح تأثيرهم الآن خارج المنزل والمدرسة لأن آفاق طلابنا واسعة ولا حدود لها وهذه فرصة رائعة”.

وأكملت “أعتقد أنه بدلاً من اختيار أن يكونوا مؤثرين لأنهم يشعرون أن ذلك مربح فإن الشباب متحمسون ومُلهمون بالابتكار والإبداع الذي يظهره هؤلاء المؤثرون”.

وتضيف: “إن التعاون ومحو الأمية الرقمية ومهارات الاستكشاف كلها متداخلة في المناهج المدرسية لمنح الطلاب أفضل الفرص لمستقبلهم”.

يكرر الخبراء أن الجيل Z قد انغمس في عالم رقمي متصل بشكل كبير فهم ليسوا على دراية بها فحسب بل يستخدمونها أيضًا كوسيلة للتواصل والتعبير عن أنفسهم والتفاعل مع أفراد متنوعين واحتضان اختلافاتهم.

شباب الجيل Z بدأوا يفكرون في الاستمتاع بحياتهم الحالية أكثر من تأمين مستقبلهم، وقد أعربوا عن نيتهم بعدم التقاعد، والاستمرار بالعمل حتى نهاية عمرهم.

الجيل Z

يقول “جيريش هيمناني” مدرب الحياة ومعالج الطاقة المقيم في دبي: “في الماضي وخاصة بالنسبة للجيل X وما قبله كان المال يُنظر إليه في كثير من الأحيان كرمز للقوة والنجاح وارتبط تراكم الثروة بالوضع الاجتماعي والقدرة على ممارسة النفوذ والسيطرة، لكن بالنسبة لجيل z الذين بلغوا سن الرشد خلال فترة من عدم الاستقرار الاقتصادي أصبح الأمن المالي هو شغلهم الشاغل لأنهم يميلون إلى إعطاء الأولوية للاستقرار والأمن الوظيفي والادخار للمستقبل ويسعون إلى الشعور بالرفاهية المالية والحماية”.