على الرغم من أن المرتزق الروسي في مجموعة فاغنر الروسية المعروفة بشركة “بي ام سي فاغنر” مارات غابيدولين قد قرر وقف نشر مذكراته عن الفترة التي قضاها مرتزقاً في سوريا، فإن محتوى ما في مذكراته، وفق ما أوردته صحيفة ميدوزا الروسية، قد أحدث ضجة كبيرة وجعله حديث العالم.

الصحيفة الروسية الصادرة من لاتفيا باللغتين الروسية والانكليزية، كانت قد نشرت مقابلة مع مارات غابيدولين مطلع ديسمبر الماضي، أجرتها الصحفية الاستقصائية لديها ليليا ياباروفا، التي أكدت لـ أخبار الآن أنها التقت به لساعات عديدة قبيل نشر مقالتها عن مذكراته ومقابلتها معه.

ففي مقابلة أجرتها الصحفية نسرين صادق لصالح أخبار الآن، قالت ليليا ياباروفا، “في الواقع التقيت به عدة مرات، وتحدثنا لمدة تتراوح بين 8 – 10 ساعات خلال عدة لقاءات، أجده رجلًا لطيفاً ولكن أفضل طريقة يمكنني وصفه بها هي أنه محارب في الصميم”.

وأردفت “لقد أراد أن يصبح رجلاً عسكرياً منذ أن كان في المدرسة الثانوية ولكن عندما دخل الجيش السوفيتي بالفعل، كان ذلك كما أعتقد عام 1988، أصيب بخيبة أمل لأن حياته العسكرية لم تجرِ كما كان يتمنى أن تكون”.

أوضحت ياباروفا في المقابلة معها عبر الإنترنت أن مارات قد “تم فصله من القوات العسكرية، وقد وصف لي حياته خلال السنوات العشر إلى نحو خمسة عشرة سنة التي تلت ذلك من حياته إنها كانت بلا جدوى. إنه يشعر أن هذه السنوات ضاعت تماماً، لقد تنقل من وظيفة لم يحبها إلى أخرى لم يحبها وهكذا”.

صحافية استقصائية في ميدوزا : لا يمكن لفاغنر أن تعمل في سوريا إلا وفق قواعد الجيش الروسي وماذا كشفت عن مارات غابيدولن؟

ياباروفا: غابيدولين اعتبر الانضمام إلى فاغنر فرصة لا تضيّع بعد فشله في العودة للجيش الروسي

وبسؤالها إن كان غابيدولين يحاول تغيير نوع وظيفته، أوضحت الصحفية الروسية أنه “عمل في مجال الأمن الخاص على ما أعتقد، كان يحمي بعض رجال الأعمال الروس في التسعينيات، فكان ينظم بروتوكولات الأمن لشركات وأعمال مختلفة”.

وكشفت ياباروفا أن “وصفه لعمله كان أنه بلا معنى على الإطلاق، أعمال وضيعة، وظائف لم تعجبه، كان يرغب بشدة في العودة إلى الجيش، لكن ذلك كان مستحيلاً بالنسبة له لأنه كان قد قضى مدة من الزمن في السجن خلال التسعينيات، لقد قتل رجل أعمال، حدث ذلك في سيبيريا ولكن ربما أكون مخطئة”.

استوضحنا منها إن كانت تعرف إذا ما حدث ذلك بالخطأ أو أنه كان مكلفاً بقتل رجل الأعمال، فقالت ياباروفا إن غابيدولين “وصف الأمر بأنه كان هناك صراع بينه وبين هذا الرجل، لكن عندما بحثت، وجدت عدة مقالات قديمة جداً من التسعينيات تشير إلى أن غابيدولين كان متورطاً في السابق مع عصابة من القتلة المتسلسلين المحترفين، الذين قتلوا عدة رجال أعمال”.

كما أضافت، “أعتقد أنه لم يرد أن يصبح قاتلاً، فهو عندما ترك الجيش في عام 1993، كان لا يزال شاباً جداً ولديه حياة أمامه، أعتقد أنه ربما حاول القيام بأعمال تجارية لأن الوضع كان كذلك في روسيا التسعينيات، كان الجميع يحاول الاستيلاء على جزء من البلاد وكسب تجارة كبيرة منها، ودخل هو في مجال الأعمال”.

واستطردت، “لكن بصفته رجلاً عسكرياً فإن الأعمال لأشخاص مثل غابيدولين مع رجال الأعمال الروس، ربما تستخدم فيها مهارات غير مألوفة لكسب لقمة العيش، ربما طُلب منه قتل ذلك الرجل، وربما فعل ذلك بقرار عاطفي شخصي، لكني لا أعرف ما حدث بالضبط لأنه لا يحب الحديث عن تلك الفترة من حياته”.

صحافية استقصائية في ميدوزا : لا يمكن لفاغنر أن تعمل في سوريا إلا وفق قواعد الجيش الروسي وماذا كشفت عن مارات غابيدولن؟

أما بخصوص الوقت الذي التحق فيه بشركة فاغنر، فقالت إن “أحد أصدقائه أعطاه معلومة عن ذلك، في الواقع كان يريد أن يذهب إلى منطقة الدونباس عام 2014، حين كانت روسيا في حرب مع أوكرانيا، لكنه لم يستطع لأنه كان مريضاً حينها، أصبح عاجزاً”.

وأشارت إلى أنه “في عام 2015 ، حصل على معلومات من صديق في سيبيريا تفيد بوجود نوع من الشركة العسكرية الخاصة، التي تقوم بتوظيف عسكريين محترفين، وصفها لي وكأنها فرصة حياته للعودة إلى نوعية الحياة التي كان يريدها دائماً، لذا اغتنم هذه الفرصة والتحق بشركة PMC Wagner “.

أوضحت الصحفية الاستقصائية الروسية أن فرصة غابيدولين في شركة فاغنر “أحبها كثيراً في البداية، لقد أحب الطريقة المباشرة لنهجها، لأنهم ببساطة أخبروا الرجال الذين يوظفونهم: “يا رفاق، أنتم ذاهبون للحرب، سوف تقاتلون في أماكن ودول حيث الإتحاد الروسي لديه بعض المصالح، واستعدوا لاحتمال أن ينتهي ذلك بشكل سيء لكم”.

قالت ياباروف، “لقد أحب بالفعل هذه المباشرة في القول، وفي البداية كانت سنواته الأولى مع PMC Wagner شعوراً بالراحة أخيراً، فقد كان يفعل ما كان من المفترض أن يفعله”.

ياباروفا: علاقة فاغنر بنخب في الكرملين مباشرة، كما وصفها غابيدولين لي

بسؤالنا عما إذا كان واضحاً لمارات غابيدولين أي إرتباط بين شركة فاغنر بالحكومة الروسية من جهة التمويل على سبيل المثال، أم أنها فقط تقدم لها خدمات عسكرية، أجابت أنه “أدرك منذ البداية أن هذا ليس عملاً خاصاً، لقد كان مشروعاً مرتبطاً بشكل مباشر بالكرملين أو على الأقل بجزء من نخب الكرملين، لأنه قيل لهم ذلك على ما أعتقد بشكل مباشر، على الأقل هذه هي الطريقة التي وصفها غابيدولين لي”.

وعما إذا كان هناك قصص لم تستطع نشرها عبر صحيفة ميدوزا ويمكنها الكشف لنا عنها، بيّنت ياباروفا  أنها “في الواقع حاولت أن أكشف في المقابلة أكثر الأجزاء إثارة للاهتمام من الكتاب، وبعض القصص التي رواها غابيدولين لصحيفة ميدوزا،  أعتقد أن أكثر أجزاء الكتاب إيلاماً ولفتاً للنظر بالنسبة لي، كانت عندما يموت رفاق غابيدولين أو يصابوا بجروح بالغة”.

صحافية استقصائية في ميدوزا : لا يمكن لفاغنر أن تعمل في سوريا إلا وفق قواعد الجيش الروسي وماذا كشفت عن مارات غابيدولن؟

ياباروفا: غابيدولين طلب مني عدم كشف أعداد قتلى فاغنر باعتبار ذلك إنتهاكاً للقوانين الروسية

في هذا الصدد، أكملت ياباروفا “أشير إلى أنه ليس كاتباً محترفاً، ولكن عندما يجد نفسه في موقف ما يعيش مع أشخاص منذ شهور، يبدأ في النهاية بتكوين مشاعر الحب والتقدير؛ عندما يموت هؤلاء أمامه، وأحياناً ليس في ثانية واحدة ولكن على سبيل المثال، أصيبوا بجروح بالغة ويبقون يموتون لعدة ساعات، هو أمر مؤلم للغاية بالنسبة له، وهذا الألم ينعكس في نص المذكرات، هو ليس كاتباً محترفاً ولكن هذا الألم واضح للقارئ”.

لم تستطع ياباروفا أن تعطينا رقماً محدداً لأعداد القتلى من مرتزقة فاغنر في سوريا، وأكدت أنه “لم يعطني مطلقاً العدد الإجمالي للوفيات في Wagner PMC. لقد أشار إلى أن هناك عدة أرقام، على سبيل المثال عدد الأشخاص في وحدته كان 600 شخص، لكنه طلب مني عدم الكشف عن عدد الوفيات لأن الكشف عن الرقم الفعلي قد يعتبر انتهاكاً للقوانين الروسية”.

ولفتت إلى أنه “لا يمكننا في الصحيفة إفشاء الأسرار التي لا يريد منا الكشف عنها، أرقام القتلى ليست في الكتاب، الكتاب في الواقع هو سياسياً أقل بكثير من المقابلة، وكذلك أقل تماسكاً من المقالة بشكل كبير، ولا توجد أرقام أو تفاصيل في الكتاب، باستثناء القصص، كما قام بتغيير الأسماء”.

وعما إذا كان كل هذا الموت يستحق ذلك بالنسبة له أو للمرتزقة الآخرين، رأت ياباروفا أنه “بالنسبة للبعض، أعتقد أنه كان كذلك، لأن بعضهم اشتروا بالفعل بعض الشقق والسيارات والهواتف الذكية من الأموال التي كسبوها في رحلات العمل هذه”.

ولفتت إلى أنه “بالنسبة لبعض المناطق في روسيا، خاصة إذا كنا نتحدث عن سيبيريا أو جنوب البلاد ، فمن المستحيل عملياً امتلاك بعض الأموال المهمة دون الذهاب للقتال والموت في سوريا، بالنسبة للبعض كان الأمر يستحق ذلك”.

صحافية استقصائية في ميدوزا : لا يمكن لفاغنر أن تعمل في سوريا إلا وفق قواعد الجيش الروسي وماذا كشفت عن مارات غابيدولن؟

ياباروفا: عمل غابيدولين مع فاغنر كان فترة مشرقة من حياته، لكنه الآن يعتقد أن الأمر لم يكن يستحق

وأردفت، “عاطفيًا، بالنسبة إلى غابيدولين، فإنه في السنوات الأخيرة من خدمته في شركة فاغنر، كان محبطاً تماماً منها، ومن العلاقات مع الجيش الروسي والكرملين، شعر بخيبة أمل من قادته ومن ديمتري أوتكين، رئيس شركة فاغنر، كانت بالنسبة له فترة مشرقة من حياته، عاش جزءاً من حياته على أكمل وجه، لا أعتقد أنه إذا سئل، سيقول إن الأمر كان يستحق ذلك على الإطلاق”.

وحول ما أوصله إلى هذه الحالة من الإحباط وهذا القرار بأن الأمر لا يستحق وقرر أن يتحدث عنه، أوضحت أنه “قرر التحدث علناً لأنه أراد الترويج لكتابه المقبل، وكان لا يزال في طور الإعداد، وكان متأكداً من أن لا أحد سيمنعه من نشره، ولكن كما نرى الآن تم إيقاف النشر”.

وتابعت ليليا ياباروفا، “لكن في الوقت الذي جاء فيه إلي، كان فقط يريد الترويج لمذكراته، والحصول على بعض الإعلانات المجانية من صحفي من ميدوزا، قلت له إن الإعلان المجاني كان مستحيلًا ، لكن يمكننا على سبيل المثال محاولة إجراء مقابلة ومعرفة كيف ستجري الأمور، وأين تصل بنا، ووافق على ذلك”.

وأردفت، “أما بالنسبة لإحباطاته، فبحلول عام 2018، كان قد أصبح من الواضح له أن قادته وصاحب شركة Wagner PMC لا يعملون من أجل سلامة الرجال بعد الآن. عمليًا، هم استخدموا الرجال الذين وظفتهم الشركة مثل بارود مدفع، ولا أحد سوف يقدر مثل هذا الموقف”.

وأضافت، “كما شهد بنفسه كيف سرق قادة مختلفون من PMC Wagner من مالكها يفغيني بريغوجين لقد سرقوا، حسنًا، هناك العديد من الأسباب التي جعلته يشعر بخيبة أمل كبيرة، منها عدم الإهتمام الذي أظهره القادة برجالهم والفساد داخل الرتب”.

وحول ما إذا كان قد التقى أي شخصيات من الكرملين خلال عمله مع مجموعة فاغنر، قالت ياباروفا إن “ذلك لم يحدث على الإطلاق”.

صحافية استقصائية في ميدوزا : لا يمكن لفاغنر أن تعمل في سوريا إلا وفق قواعد الجيش الروسي وماذا كشفت عن مارات غابيدولن؟

وبحسب معلوماتها التي لم تأتِ من مقابلتها مع مارات غابيدولين، كما بيّنت، “فإن اللحظة الوحيدة في التاريخ التقى فيها أشخاص من PMC Wagner بشخص من الكرملين، في كانون الأول/ ديسمبر 2016، هي عندما التقى 4 من القادة بمن فيهم ديمتري أوتكين، رئيس الشركة، بالرئيس فلاديمير بوتين، خلال مراسم احتفاء في الكرملين برجال من البحرية أو الجيش”.

وتاابعت، “لا أعتقد أن أي شخص،  مثل سيرجي شويغو وزير دفاعنا، أو ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قد زاروا في أي وقت مضى القاعدة (مقر الشركة) في قرية مولكين بمقاطعة كراسنودار كراي حيث المقر الرئيسي لشركة  Wagner PMC، لا أصدق أنه حدث أبداً”.

صحافية استقصائية في ميدوزا : لا يمكن لفاغنر أن تعمل في سوريا إلا وفق قواعد الجيش الروسي وماذا كشفت عن مارات غابيدولن؟

ياباروفا: لا يمكن أن تعمل شركة مثل فاغنر في سوريا دون علم القادة العسكريين الروس

لكن الصحفية الروسية تؤمن مثل غابيدولين أن شركة فاغنر على تواصل مباشر مع الكرملين، إذ بيّنت أن “الروابط بين يفغيني بريغوجين والكرملين تم تأسيسها وإثباتها من قبل الصحفيين الاستقصائيين من روسيا، كما أنه ليس من المحتمل أبداً لوحدة كبيرة مثل شركة فاغنر العسكرية الخاصة التي تضم في أحيان كثيرة أكثر من 2000 شخص، أن تعمل في سوريا من دون علم القادة العسكريين الروس”.

وأكدت ياباروفا “لذلك فإن الاحتمال الوحيد أمام شركة Wagner PMC للعمل في سوريا هو العمل وفقاً للقواعد التي أعطاها الجيش الروسي لها، لا توجد طريقة أخرى”.

طلبنا من الصحفية الاستقصائية التي أجرينا اللقاء معها بتاريخ 12 كانون الثاني/ يناير الجاري، تبيان صحة المعلومات التي أوردتها بعض الوسائل الإعلامية عن قتل غابيدولين، فنفت ذلك، وأكدت أنها تحدثت معه عبر الهاتف في اليوم الذي سبق المقابلة أي بتاريخ 11 منه، إذ أنه “كان يريد الاطمئنان عليّ، كما كنت أود الاطمئنان على سلامته”.

صحافية استقصائية في ميدوزا : لا يمكن لفاغنر أن تعمل في سوريا إلا وفق قواعد الجيش الروسي وماذا كشفت عن مارات غابيدولن؟

ياباروفا: الالتحاق بشركة فاغنر سهل، فما عليك إلا السير نحو بوابة القاعدة وطلب الإنضمام إليها

أما لماذ سمى مذكراته “في ذات النهر مرتين”، فاعتبرت أنه “كان يعني أنه دخل هذا النهر، مرة عندما ذهب للخدمة في جيش الاتحاد السوفيتي ولاحقاً في الجيش الروسي، ثم ذهب إلى نفس النهر مرة أخرى عندما ذهب للخدمة في شركة “بي أم سي  فاغنر” الروسية.

وعن الطريقة التي يتم بها تجنيد المرتزقة ومن ثم نقلهم للوجهات المحددة لهم، عبّرت عن سهولة الأمر، إذ أنك “إذا ولدت رجلاً، يمكنك في الواقع السير إلى بوابات قاعدة مولكينا، أعتقد أنها كانت قاعدة عسكرية، يمكنك المشي فقط إلى البوابة، وطلب التقديم، وبعد ذلك سيتعين عليك إجراء بعض التقييم النفسي، وإعطاء معلومات جواز سفرك وتاريخك الائتماني، وخدمتك في القوات المسلحة ومعلومات أخرى”.

وبيّنت ياباروفا أن “سوريا وليبيا لا تزالان وجهتين رئيستين، كما أن شركة فاغنر تعمل على نطاق واسع في بلدان مختلفة في أفريقيا مثل السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، كانت هناك شائعات عن إنتشار بعض الشركات العسكرية الروسية الخاصة في جنوب شرق آسيا ولكني لا أعرف على وجه اليقين، ولا أعرف ما إذا كانت شركة فاغنر”.

ونفت ياباروفا أن تكون نشاطات شركة فاغنر العسكرية قد امتدت إلى فنزويلا، كما نفت أن يكون ناشر مذكرات غابيدولين هو من أوقف النشر أو أن الكتاب قد منع من النشر، مؤكدة أن غابيدولين نفسه إتصل على الناشر وطلب إيقاف الأمر برمته.

وأعربت عن أملها في أن يُنشر الكتاب، ورأت أن سبب قيام غابيدولين بوقف نشره هو أنه “حينها، مع كل الضجيج والاهتمام الإعلامي، وأعتقد أن الضغوط من الزملاء السابقين في Wagner PMC،  بدأ يشعر بعدم اليقين بشأن موضوع النشر بأكمله، ولكن الآن وقد هدأ كل شيء، ربما يفعل”.

تجدر الإشارة إلى أن الشركات العسكرية الخاصة غير قانونية في روسيا، كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفي أي علاقة للمرتزقة الروس بالحكومة الروسية، مؤكداً أن الدولة لا تمولهم.