أخبار الآن | ريف الرقة – سوريا (عبد الحي الأحمد – جمال بالي)

خلف كواليس تحرير مدينة الرقة هناك آلافُ الأطفال ممن عاشوا تحتَ كنف داعش وعانوا مرارةَ الحرب والتضييق خلال السنوات السابقة لحين خروجهم من المدينة ,…  في مخيم عين عيسى أطلـَقت جمعية البر والإحسان بتمويلٍ من منظمة اليونيسف مشروع أمل , الذي يهدف إلى دمج الأطفال في الحياة من جديد وإخراجهم من دوامة العنف التي عاشوها قبل عدة أشهر . 

على أطراف مخيم عين عيسى بريف الرقة , بدأ هؤلاء الأطفال حياة أُخرى بعيداً عن سنوات الموت التي عايشوها .

قد يكون خروجهم أحياء قبل عدة أشهر من عاصمة داعش خلال عمليات تحريرها فرصة لم يحظ بها الجميع, إلا أن ذاكرتهم ما زالت مليئة بمشاهد الرعب.

هبة على سبيل المثال , لم تتجاوز خمس سنوات فقدت عائلتها بالكامل في مدينة الرقة كما أصيبت هي بجروح ,  ترتاد الطفلة اليتيمة هذه الروضة المختصة بالدعم النفسي والتربوي بعد إنتقالها برفقة أقارب لها للعيش في هذا المخيم.

تقول حليمة الفرج وهي خالة الطفلة هبة " هبة أبوها وأمها وأخوها راحو بالقصف بالطيران وما صفى غير هي الطفلة لحالها, ومصابة بعينها بشظايا ورجلها فيها شظايا , جسمها فيه شظايا لكن ما بهمني , بهمني عينها أنقذ بس عينها , وحالياً عم ببعثها على المدرسة يعني شوي تلتهي وتضيع وقت لأن عندها خوف , من لما تسمع صوت الطيارة لليوم تخاف منها , أي صوت بتسمعه بتخاف منه لسى عندها صدمة".

بتمويل من منظمة اليونيسف وتحت إدارة إحدى الجمعيات الخيرية , إنطلق مشروع أمل الذي يحمل شعار "المساحة الصديقة للطفل" والذي يقدم الدعم النفسي للأطفال لمساعدتهم في تجاوز آثار الحرب والإندماج في المجتمع من جديد وذلك من خلال نشاطات في الرسم والموسيقى والتوعية بكافة أشكالها.

محمد حسين محمد هو مشرف المشروع في فريق أمل يتحدث عن طبيعة المشروع قائلاً"مشروعنا قائم بمخيم عين عيسى من بداية الشهر السابع, عدد الأطفال يلي بيستقطبهم المشروع هو ثلاثمئة وخمسين طفل , طبعاً من عمر ست سنوات حتى عمر ثمانية عشر سنة , والأطفال بداوموا بالمركز لمدة ثلاثة أشهر".

كما يعمل ضمن هذا المشروع عدد من المختصين في شتى المجالات التربوية والترفيهية

بدورها تحدثت عبير موسى وهي مدرسة في روضة مشروع أمل " هون كله أطفال ما عاشوا حياة الطفولة وقضوها كلها حرب ومشاكل , ونحنا بنحاول باللحظة هي ببرنامجنا نعوضهم ولو شيء بسيط , نحسسهم إنو الدنيا لسى بخير وإن شاء الله رح تضل بخير وما نحرمهم من حقوقهم خالص لا لعب ولا ضحك , نحاول نرسم بسمة على وجوههم".

لا تنتهي الحرب ضد داعش بتحرير المناطق التي احتلها , فللحرب أشكال أخرى من بينها عملية إخراج ما خلفه التنظيم من سواد فكري عمل على زراعته داخل أذهان هؤلاء, وهو يحتاج إلى الكثير من الجهد .

 

إقرأ أيضاً

أفتتاح أول مدرسة للنازحين في مخيم عين عيسى

مركز للصم والبكم في سوريا يعيد الأمل لعشرات الأطفال