أخبار الآن | مخيم ليدا – بنغلاديش

منذ عشرات السنين وقضية الروهينغا في ميانمار، عبارة عن قصة متداولة دون تحرّك فعلي على الأرض لإنقاذهم من الكراهية والاضطهاد الذي يعانون منه. أخبار الآن، حملت الكاميرا وتجولّت في مخيم ليدا الذي يأوي الآلاف من الروهينغا الذين فروا من ميانمار ، فرأت أطفالا ونساء ورجالا وكبار سنّ يعيشون أصعب الظروف دون ذنب اقترفوه . كل وجه من الوجوه التي رأيناها يحمل قصة عذاب وعيون لا تخلو من الدموع.

اسمي دودو ميا، أعيشُ في مخيم ليدا للمهاجرين، يقعُ المخيمُ في المِنطقة الجنوبية من بنغلاديش. كنت مديرًا لهذا المخيم منذ ثمانيةَ عشَرَ شهرًا، فور وصولنا إلى بنغلاديش.

بعضُ الناس وصلوا إلى هذا المكان مشيًا (على الأقدام) ، حفاةً شبهَ عُراةٍ، بعد أن واجهوا صعوباتٍ كبيرةً في رِحلتهم إلى بنغلاديش هربًا من قُراهُم، بعضُهم كانوا هدفًا لإطلاق النار عند حدود بنغلاديش ومينمار، وآخرون دخلوا إلى بنغلاديش بقواربِ الصيدِ عبرَ النهر .

اللاجئون يأتون إلى هذا المخيم كل يوم، أربعةُ آلافٍ وخمسُمِئةِ شخصٍ إنضموا إلينا مؤخرًا، اكثرُهم من الأطفال الأيتام الذي قُتلُ أهلُهم في أعمال العنفِ ضد الأقلية الروهينغية في مينمار.هناك عنفٌ مستمرٌ ضد الأقليةِ المسلمةِ في مينمار، نساؤنا يُحرقنَ أمامَ أعينِنا، وتغتصبُ الفتياتُ الصغيراتُ جماعيًا، أما الرجالُ فمصيرُهم القتلُ والذبحُ بالسكين.الآن لدى البوديين قرابةُ أربعِمِئةِ فتاةٍ وامرأةٍ يحجتجزونَهُنَّ رهائن.

بينما ادلت فتاة  من أقلية الروهينغا بشهادتها قائلة:

صباح يوم ١٤-١١-٢٠١٦جاء جيشُ ميانمار إلى قريتِنا، (دار جي زار) وقتلوا بالرصاص بعضًا من جيراني، واضطُرَّ آخرون إلى الهرَب من بيوتهم، اعتقلني الجنودُ، ونقلوني إلي قرية مجاورةٍ ثم أطلقوا سراحي، وبعد أيامٍ قليلةٍ هاجمتنا وَحَداتٌ أخرى من الجيش واعتقلوا كثيرًا من الرجال والشباب. 

ثم بدؤوا يغتصبون النساءَ واحدةً تلو الأخرى، وضربوا بعضًا منا بالعِصِيِّ، هذه المرةَ كان الأمرُ مختلفًا تماما عن سابقِه، حاصرنا الجيشُ من كل الاتجاهات تقريبًا، شرقًا وغربا وجنوبا ولم يتمكنْ إلا قليلٌ منا من الفِرار.  

أعتقدُ أن السببَ الوحيدَ الذي جعلنا هدفًا للجيش الميانماري والبوذيين المتطرفيين هو أننا مسلمون، نهب الجيشُ كلَّ محتوياتِ بيتي، وأخذوا الأطعمةَ والأدواتِ المنزليةَ، خطفوا زوجي، الآن أنا لا أعلمُ أين هو؟ لاعلمَ لي هل هو حيٌ أم  مَيْتٌ؟ تزوجنا قبلَ سبعِ سنوات، كانت أسرتُنا سعيدةً، زوجي يُحبُني كثيرًا، وكان مزارعا، وكانت لنا أرضٌ زراعية.

كان لي ثلاثةُ بنين، إثنانِ منهم ماتوا في طريقنا إلى بنغلاديش، كنا نختبِئُ في الجبالِ الوعرة بين بنغلاديش وميانمار خشيةَ أن يهاجمَنا الجيشُ، والمليشياتُ البوذية. رحلتي إلى الحدود البنغالية استغرقت خمسةَ أيام.

كما تَرون أنا تجاوزتُ تسعين سنةً من عُمري. أنا من ولاية راخين في غرب ميانمار، قبلَ قرابةِ شهرين هاجمتْ وَحداتٌ من جيش ميانمار قريتَنا، ووشنوا حملةَ اعتقالاتٍ تعسفيةً ضد الرجال ومن دون تمييز، وفرقوا النساءَ عن رجالِهنَّ، ووضعوهنَّ في مكان آخر، ثم بَدؤوا يضربونَنا بالعِصيّ، وهددونا  بالقتل غيرَ مرةٍ، وواصلوا تعذيبَنا حتى أُغمِي على بعضِ الرجال، أحدُ الجنود ركل زوجتي فكسر صدرَها، ثم أشعلوا النارَ في بيتي

الجيشُ البورميُّ، أحرقَ منازلَنا، حبسوا أمي في غرفتها، ثم أشعلوا النار في البيت، وقطعوا يدَ أخي بالسيف. نحن مسلمون ولهذا السببِ الوحيدِ تقتُلُنا المليشياتُ البوذيةُ".

شهد إقليمُ راخين ذو الأغلبيةِ الروهينغية تجاوزاتٍ كثيرةً وأعمالَ عنفٍ وحشيةً، بما في ذلك إعدامٌ جماعيٌ واغتصابٌ وقطعُ الأيدي وخطفٌ، وهذا ما يُبعدُ تفكيري عن العودة إلى ميانمار.

 

اقرأ أيضا:
الرئيس المالي: الإرهاب يسعى للقضاء على ما شيدته الأمم

أم موصلية تحكي تفاصيل اعتقال داعش وتفجيره ابنها أمام الكاميرا