“القادم أسوأ” عن أزمة المياه في تونس.. والفاو تدعو إلى جعل الماء أولوية قصوى

تتصاعد التحذيرات من خطورة الوضع المائي في تونس وفي آخر سلسلة هذه التحذيرات أكد وزير الفلاحة التونسي عبد المنعم بلعاتي أن “القادم أسوأ”، معتبرا أن “هذه السنة أفضل من السنوات القادمة” وذلك في سياق حديثه عن الوضع المائي في بلاده مؤكدا أن “أزمة المناخي أثرت سلبا على الوضع المائي والإنتاج الفلاحي”.

في اليوم العالمي للأغذية.. أزمة المياه في تونس ستكون أسوأ في السنوات المقبلة 

حوض تصفية معالجة المياه الأولية في تونس (أ ف ب)

ولفت بلعاتي في كلمة له خلال ورشة عمل نظمت، الإثنين، بمناسبة الاحتفال بيوم الأغذية العالمي، إلى أنه “في اليوم الذي بلغت الحرارة 50 درجة (في إشارة إلى أشهر الصيف الفائت) سُجّل نقص في السدود بحوالي 900 ألف متر مكعب في اليوم من المياه السطحية بسبب التبخر” ولمواجهة أزمة الجفاف، شدد المسؤول التونسي على أن بلاده تعمل على “توفير مياه الشرب عبر تركيز محطات تحلية، وسيتم التعويل في الإنتاج الفلاحي على المياه المستعملة المعالجة”.

وأشار إلى وجود بين “300 و 350 مليون متر مكعب من هذه المياه”، قائلا “نحن نعمل على كيفية تحويلها إلى المناطق الجافة لاستغلالها في الإنتاج الفلاحي” وفي سياق حديثه عن الإنتاج الفلاحي قال بلعاتي إن “صابة الحبوب بلغت هذا العام نحو 0.3 مليون طن في حين أن الصابة العادية تتراوح بين 1.2 و 1.5 مليون طن”.

في اليوم العالمي للأغذية.. أزمة المياه في تونس ستكون أسوأ في السنوات المقبلة

وتواجه تونس منذ سنوات موجة جفاف ألقت بظلالها على القطاع الزراعي وأدت إلى انقطاعات متكررة لمياه الشرب وفي أكتوبر الجاري، أعلنت السلطات أن منسوب المياه تراجع إلى نحو ربع طاقة الاستيعاب الإجمالية للسدود.

هذا تواصلت أخبار الآن مع الخبير في الموارد المائية حسين الرحيلي الذي أكد أن تونس تجاوزت عتبة الفقر المائي منذ فترة وأكد أن مخزون المياه لا يكفي ليومين في تونس كما أشار إلى “أن خيارات تونس الاقتصادية أنهكت البلد ماليا ومائيا وأن حتى نظام الحصص الأخير لم يقع تقييمه لمعرفة ما إذا كان ناجعا أم لا كما كشف أن تونس بلد مناولة لدول أوروبية، وقال: “في تونس نشعر بالفخر لارتفاع تصدير منتجات عديدة كالخضروات والفاكهة لمنها في الحقيقة مستنزف ماديا وماليا”.

وانتقد الخبير هذه الخيارات التي تتعارض مع محاولات الدولة الآن لتوفير المياه.

وفي ذات السياق شدد ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في تونس فيليب انكرس اليوم على ضرورة إيلاء موضوع المياه الأهمية اللازمة، “باعتبار أن تونس تعيش اليوم في وضعية نقص مياه”، قائلا “أزمة المياه هي ليست أزمة حالية ولكنها ظاهرة منذ سنوات والمتسبب فيها هي التغيرات المناخية وطريقة التصرف في المياه ففي بعض الأحيان نستعمل كميات أكبر مما هو متاح” وقال انكرس، إنه لا بد من حوكمة قطاع المياه والذهاب نحو مفهوم إنتاجية المياه بالإضافة إلى البحث عن الحلول الفضلى.

في اليوم العالمي للأغذية.. أزمة المياه في تونس ستكون أسوأ في السنوات المقبلة

كما دعا إلى ضرورة إيلاء قطاع المياه أولوية ضمن السياسات العامة وذلك عبر إعادة التفكير في المنظومات الفلاحية والغذائية والعمل على الابتكار والحد من الضياع والتبذير وترميم شبكات توزيع المياه، قائلا إن 50% من المياه المنتجة لا تستعمل بالإضافة إلى نسب كبيرة من الهدر خلال التوزيع.

كما شدد انكرس أن 10% من سكان العالم يعانون من الجوع في حين أن هناك 30% من سكان الأرض في حالة عدم أمان غذائي، قائلا إن الصراعات خاصة في أوكرانيا هي المتسبب في عدم الأمن الغذائي. ودعا إلى ضرورة العمل على السلام، مضيفا “أننا نعيش حالة من التغيرات المناخية التي تفرض إضافة التكنولوجيا إلى الإنتاج”، وفق تعبيره.

للمزيد: