أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة  

أمر غريب حصل في العراق خلال الأسبوع الماضي. خرجت وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي لتبين أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قد نجا من تفجير استهدف موكبه لكن سرعان ما اختفت التقارير و تبعها حتى النفي. ما الذي حدث، وكيف يمكن لسليماني أن يحاول استغلال هذا الهجوم لصالحه؟ تحليلنا:

كما يقال، لا يوجد دخان بدون نار. ليس لأصدقاء قاسم سليماني  ولا حتى لأعدائه أي مصلحة من اختلاق قصة محاولة الاغتيال هذه. لذا يجب أخذ الإشاعات المرتبطة بالموضوع على محمل الجد. 
 

اقرا: السعودية والبحرين تصنفان قاسم سليماني والحرس الثوري إرهابيين

وفقاً للمعلومات الأولية التي اعلنت في وسائل الإعلام العراقية، تعرض موكب سليماني للهجوم بواسطة سيارة مفخخة بالمتفجرات بينما كان في طريقه من بغداد الى محافظة صلاح الدين، وأسفر الهجوم عن عدة الضحايا. ونجا سليماني الذي استمر في تبديل سيارته في أثناء تقدم الموكب.

إن التحقيق في التفاصيل ليس بالأمر السهل، إذ يبدو أن قاسم سليماني قد أسكت معظم وسائل الإعلام العراقية، تاركاً وسائل التواصل الإجتماعي لمسؤولي الدعاية له. ومع ذلك يبدو أن التلاعب في وسائل الإعلام لم يكن كافياً للحفاظ على سلامته.

أخبار الهجوم تظهر بعض النقاط:
أولاً، قاسم سليماني ليس مخيفاً أو محبوباً بالقدر الذي يأمله. من أين لمثل هذا الهجوم أن يأتي؟ إما من الجماعات الشيعية المستاءة من تحكم وتسلط سليماني، أو من بقايا داعش التي يدعي سليماني أنه تم القضاء عليها.

ثانياً ، سيشعر سليماني بالقلق بسبب تسريب خط سيره، مما يظهر فشل شبكته الأمنية في العراق.
يستخدم مؤيدو سليماني هذا الحدث لتبرير استمرار تدخل القوات الإيرانية وفيلق القدس في العراق. هذا غير صحيح، فلن يكون هناك مثل هذا الهجوم إذا لم تكن إيران وسليماني في العراق في المقام الأول.

اقرا: هكذا يتحرك سليماني في بغداد للالتفاف على العقوبات الأمريكية

سليماني في العراق بصورة مستمرة لأنه يفقد السيطرة ويحاول إخفاء فشله.
يعرف سليماني أن الشعب العراقي سئم من تدخل إيران واستغلالها. إن استخدام تقارير محاولة اغتيال قاسم سليماني لتبرير المزيد من التدخل الإيراني هو منطق فاشل تماماً وسوف يرفضه العراقيون الوطنيون من جميع الطوائف.