أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نضال عمرية)

تزدهر متاجر الدمى شرق الموصل حيث يتمكن الأطفال العراقيون مرة أخرى من شراء الألعاب بعد طرد تنظيم داعش من المنطقة.

وخلال ثلاث سنوات أحتل فيها التنظيم المتشدد ثاني أكبر المدن العراقية، حظر أي دمى بوجوه أو أعين بما في ذلك أي مجسمات لحيوانات، إذ كان يعتبرها شكلا من أشكال الوثنية.

قيل قديما عندما يبتسم المسروق فإنه يسرق شيئاً من اللص، إبتسامة أطفال الموصل سرقت محاولات داعش الحثيثة لقتل احلام بريئة، تلك الابتسامة التي كست محياهم عادت اخيرا الى الواجهة فاحتضنوا ألعابهم من جديد، وذلك اثر قيام التنظيم بحظر اي دمى تحمل وجوها او عيون بسبب معتقدات بالية لا تمت للاديان بصلة.

إقرأ: هكذا حصلت على معلومات وصورة لمسؤول اعلامي في داعش قبل سنة من مقتله في سوريا

احتلال دام ثلاث سنوات حُرم خلالها أطفال من ابسط حقوقهم، لم يبصروا غير بنادق حديدية، ولم يسمعوا سوى ازيز رصاص عبثي لم يفرق بين كبير وصغير، اليوم وبعد تحرير أحياء كثيرة من المدينة أصبح بإمكانهم شراء كلِ ما يرغبون فيه من دمى والعاب وذلك بعد ان وصل عدد متاجر الالعاب في المدينة الى 15 متجرا في الاونة الاخيرة.

تجار المدينة اعربوا عن بالغ ارتياحم لتحرير المدينة وظهور بوادر انتعاش اقتصادي ليس دخيلا عليها، لا سيما وأن مسلحي التنظيم دأبوا إلى التضييق عليهم قدر الامكان اِبان احتلالها بفرض قائمة طويلة من الممنوعات بان اولها ولم يظهر اخرها ما اسهم في خلخلة دعائم الموصل الاقتصادية ودخولها في حالة كساد مَهول.

وقال احد تجار المدينة  "هسا كل شي مفتوح. كل ما يحبه الطفل موجود، بالأول كان أكو شغلات كثيرة غير مطلوبة أو كان (الدولة الإسلامية) يقول لك غلف الصورة مالتها أو الوجه أما هسا لا صار عادي يختار أي شيء أي لعبة، لأن هي بالأول والأخير هي لعبة.

سكان الموصل الذين عايشوا ذاك الاحتلال المرير، يتتطلعون بشوق الى عودة المدينة الى سابق عهدها ويأملون أيضا في إخراج اطفالهم من حالتهم النفسية السيئة متأملين أن تساعد تلك الدمى اطفالهم في المضي قدما نحو الامام ونسيان ما لا يمكن نسيانه.

وقال عراقي من الموصل يدعى طه في متجر اللعب، يبحث عن لعبة لابنه، عن التنظيم المتشدد "الصور دائما يمنعونها بحجة الشرك والأوثان، وهاي كلها خرافات يعني، وهم ناس ما مسلمين أصلا، في حقيقتهم ما مسلمين بس جاءوا لكي يشوهون الإسلام، الأطفال أصلا متضايقين، بالمدارس متضايقين، بالألعاب متضايقين، بكل شي متضايقين، حتى الطلعة مع أهلهم متضايقين، يعني حياة جحيم، الحياة ما تستمر معاهم".

مدينة الموصل ثاني كبرى المدن العراقية تقترب رويدا رويدا من انهاء فصل أسود قد يكون الأسوء في تاريخها، احتلال طال كل كبير وصغير في المدينة، ذاك الاحتلال على الرغم من أنه استطاع سرقة كلِ شيء في المدينة سواء كان بشرا أو حجر، إلا أنه فشل فشلا ذريعا في سرقة ابتسامة الامل.

إقرأ أيضاً:

مقتل العشرات من داعش بغارات جوية للجيش العراقي في الموصل

أكثر من 122 ألف نازح يعودون إلى الموصل