ما هي حركة “المتفائلون بالتكنولوجيا” وما تأثيرها على السياسية؟

تبرز حركة سياسية جديدة وقوية ولديها تمويل جيد في أمريكا، تُعرف باسم “المتفائلون بالتكنولوجيا (techno optimists)”.

ووفق موقع “أكسيوس” فإن هذه المجموعة، معظمها من الرجال الأمريكيين الأثرياء البيض، وهم يشغلون وظائف في قطاع التكنولوجيا أو يملكون شركات أو صناديق استثمار.

وبنى المتفائلون بالتكنولوجيا أفكارهم على فلسفة تشبه الحركة السياسية غير المنظمة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والبودكاست، والمشروعات الصحافية الجديدة، والتبرعات السياسية والنشاط السياسي.

وفي هذا الإطار، غيّر هؤلاء الأباطرة سياسة منصة التواصل الاجتماعي “إكس” بأكملها، وقاموا ببناء شبكة بث صوتي (بودكاست) قوية وشعبية.

ماذا يؤيد المتفائلون بالتكنولوجيا؟

المتفائلون بالتكنولوجيا يعتقدون بأن التكنولوجيا ستنتج الخير أكثر من الشر. أو بمعنى آخر فإن التكنولوجيا وفقاً لهم تلعب دوراً رئيسياً في ضمان سيادة الخير على الشر.

هم يدعمون أيضاً حرية التعبير عن العقيدة، والذكاء الاصطناعي، والأفكار المناهضة لوسائل الإعلام التقليدية، والصواب السياسي، وإجماع النخبة.

إيلون ماسك عضو فيها.. ما هي حركة "المتفائلون بالتكنولوجيا" وما تأثيرها على السياسية؟

حزب “المتفائلون بالتكنولوجيا”

ورغم أن الحركة ليست حزباً سياسياً وهي فلسفة، فإن بعض المستثمرين المليارديرات في مجال التكنولوجيا الذين يمولونها ويغذونها يتحدثون بشكل خاص عن أنها قريباً ستكون حزباً.

أما في الوقت الحالي، فيعدّ “المتفائلون بالتكنولوجيا” اتحاداً فضفاضاً لأشخاص أقوياء جداً لديهم عدد كبير من المتابعين الذين يتشاركون المنصات والأفكار والأساليب والمعتقدات، وفق “أكسيوس”.

ماذا يملكون؟

لدى “المتفائلون بالتكنولوجيا” منصة “إكس” المملوكة من قطب التكنولوجيا إيلون ماسك، حيث يشنون حرباً ضد التفكير والمؤسسات التقليدية.

ووفق “أكسيوس”: “لقد تحوّلت (إكس) من معقل للتفكير الجماعي لوسائل الإعلام السائدة في عام 2020، إلى معقل للتفكير الجماعي التكنولوجي/ المناهض للمؤسسة في هذه الانتخابات. إنهم يرحّبون ببعضهم بعضاً من خلال إعادة التغريدات والمقابلات الخاصة على (إكس) فقط”.

كذلك، لدى “المتفائلون بالتكنولوجيا” نظام بيئي إعلامي متنامٍ يعمل عبر الإنترنت ويحظى بمشاركة كبيرة على “إكس”. غالباً ما يقوم هؤلاء الكتاب، مثل مات تايبي (Matt Taibbi) المؤلف والصحافي ومذيع البودكاست، وباري ويس (Bari Weiss)، الصحافية والكاتبة، وغلن غريتوارد (Glenn Greenwald) الصحافي والكاتب الحالي والمحامي السابق، بالترويج لبعضهم بعضاً والحصول على دعم في ملفات البودكاست.

مشاهير من “المتفائلون بالتكنولوجيا”

ومن بين أعضاء هذه المجموعة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، ومارك أندريسن المؤسس المشارك لشركة رأس المال الاستثماري القوية أندريسن، ورجل الأعمال والمستثمر الأمريكي بن هورويتز، والملياردير بيل أكمان وغيرهم.

ولوحظ أن هناك تأثيراً متزايدا للمتفائلين بالتكنولوجيا في السياسة، وبحسب موقع “أكسيوس” يقحم “المتفائلون بالتكنولوجيا” أنفسهم في سياسة كل شيء. يتم توزيع وجهات نظرهم أو آرائهم على نطاق واسع في ملفات البودكاست، ولا سيما برامج “Rogan’s” و”All-In” و”Lex Fridman’s”.

وساعد “المتفائلون بالتكنولوجيا” في تعزيز فيفيك راماسوامي خلال ترشحه لانتخابات الحزب الجمهوري، كما دعّموا روبرت.إف. كيندي جونيور مرشحاً مستقلاً.

ووفق “أكسيوس”، فإنه بحال كان لدى المتفائلين بالتكنولوجيا مرشح رئاسي، فهو روبرت كيندي جونيور. ولكن إذا رأوا أنه غير قادر على الفوز فمن المرجح أن يدعموا الرئيس السابق دونالد ترمب أكثر من الرئيس جو بايدن، وذلك بناء على ما يعلنون عنه في البودكاست. وبحسب الموقع فإن عشرات الملايين من الأمريكيين، خصوصاً الرجال البيض خارج المدن الكبرى، يستمعون إليهم أو يقرأونهم أو يتابعونهم.