شرطة دلهي تستعين بالذكاء الاصطناعي لإعادة بناء وجه رجل مجهول الهوية

تتصاعد وتيرة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، نظراً لقدراتها الهائلة على التعلم والتحليل والتنبؤ.

وبفضل قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والتعرف على الأنماط، استخدمته الشرطة الهندية مؤخرًا، لكشف لغز جريمة قتل غامضة كان ضحيتها رجل مجهول الهوية.

وفي إجراء هو الأول من نوعه في مدينة دلهي، استخدمت شرطة دلهي الذكاء الاصطناعي لإعادة بناء وجه رجل عثر على جثته بالقرب من جسر علوي، ثم قامت بوضع ملصقات تحمل صورته لجمع أدلة حول هويته، وفق صحيفة “ذا تليغراف إنديا” الهندية.

ولم تساعد الملصقات الشرطة في التعرف على الرجل فحسب، بل قادتها أيضًا إلى قتلته، الذين تم إلقاء القبض عليهم، وفقًا للشرطة.

ملابسات الجريمة

وذكرت الشرطة أنه تم العثور على جثة الضحية بالقرب من جسر في 10 يناير الجاري، وتم فتح تحقيق.

وقال ضابط كبير في الشرطة: “بالنسبة لنا، كانت هذه قضية قتل غامضة، حيث لم يتم العثور على أي وثائق في جيب الضحية يمكن أن تساعدنا في التعرف على هويته”.

وأضاف أنه تم احتجاز الجثة وبعد 72 ساعة، أجرى الأطباء تشريحا للجثة الذي كشف أن الضحية تعرض للخنق حتى الموت”.

وتم تشكيل فريق من 30 شرطيا للعمل على القضية. وكان التحدي الأول للفريق هو تحديد هوية الرجل.

استخدام الذكاء الاصطناعي

واستعان الفريق بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لإعادة بناء وجه الضحية رقميًا، وتم تحميل الصورة نفسها على موقع CCTN (شبكة تتبع الجريمة والإجرام)، الذي يربط الشرطة في  ولايات مختلفة، وتم توزيع أكثر من 400 ملصق بصورة الضحية بشكل استراتيجي عبر مجموعات واتساب”.

وأشار إلى أن الشركة حققت تقدما كبيرا في القضية عندما رأى رجل ملصقًا للضحية خارج مركز الشرطة وتعرف على الضحية على أنه شقيقه ويدعى “هيتندرا”.

وتبين أثناء التحقيق أن هيتندرا تشاجر مع شخصين منذ حوالي شهرين. والتقى به المتهمون مجددا في 9 يناير وخنقوه حتى الموت.

وقالت الشرطة إن المتهمين كانوا في حالة سكر وقت وقوع الحادث.

وأضافت الشرطة أنه تم إلقاء القبض على 4 أشخاص، من بينهم امرأة وسائق سيارة أجرة، على خلفية هذه القضية.

الذكاء الاصطناعي

أهمية الذكاء الاصطناعي في كشف الجرائم

يعتبر الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن استخدامها لمساعدة الشرطة في كشف ألغاز جرائم القتل الغامضة، من خلال بعض الطرق التالية:

تحليل البيانات الكبيرة (Big Data)

يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من البيانات المرتبطة بجرائم القتل، مثل سجلات المكالمات، ومقاطع الفيديو، والبيانات الجينية، وسجلات التحرك، والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تحليل هذه البيانات يمكن أن يكشف عن أنماط واتجاهات تساعد في تحديد المشتبه بهم أو توجيه التحقيقات.

التعرف على الصور

يمكن لتقنيات التعرف على الصور في الذكاء الاصطناعي مساعدة في تحليل صور المشاهد الجرمية من مواقع الجريمة أو مقاطع الفيديو لتحديد المشتبه بهم أو تتبع حركتهم.

نظم معالجة اللغة الطبيعية

يمكن لتقنيات معالجة اللغة الطبيعية NLP المساعدة في تحليل النصوص المكتوبة، مثل رسائل البريد الإلكتروني أو رسائل الهاتف، لفهم السياق واستخلاص المعلومات الهامة.

نظم التنبؤ والتحليل الإحصائي

باستخدام نماذج تنبؤية مبنية على الذكاء الاصطناعي، يمكن التنبؤ بمناطق الخطر وتحديد الظروف التي قد تؤدي إلى وقوع جرائم القتل.

التعاون بين الآلات والبشر

يمكن تحسين فعالية الشرطة عندما تتعاون التقنيات الذكية مع قوى الأمن. يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم معلومات أولية للمحققين وتسريع عمليات التحقيق.

تحليل السلوك والأنماط

يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل أنماط السلوك للأفراد والمجموعات، مما يمكن من تحديد السلوك غير الطبيعي والتركيبة الجرمية.

التشغيل التلقائي للكاميرات  

استخدام نظم الكاميرات المراقبة المتقدمة مع تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكنه مساعدة في رصد الأحداث ذات الصلة بجرائم القتل وتحليلها بشكل فعال.

الذكاء الاصطناعي

أمثلة متنوعة

وهناك العديد من الأمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في كشف جرائم القتل منها:

استخدمت الشرطة في مدينة نيويورك الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات سجلات الهاتف والموقع الجغرافي للمساعدة في حل جريمة قتل. وتمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد المشتبه به الرئيسي في الجريمة، والذي تم القبض عليه لاحقًا.

كما استخدمت الشرطة في المملكة المتحدة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في حل جريمة قتل مزدوجة، حيث تمكن الذكاء الاصطناعي من التعرف على أنماط معينة في مسرح الجريمة التي أدت إلى تحديد المشتبه به الرئيسي في الجريمة، والذي تم القبض عليه لاحقًا.

وفي الولايات المتحدة، استخدمت الشرطة الذكاء الاصطناعي لإنشاء نموذج تنبؤي ساعد في تحديد المناطق التي من المرجح أن تحدث فيها جرائم قتل أخرى، وساعد هذا النموذج الشرطة في تخصيص الموارد بشكل أكثر فعالية ومنع وقوع جرائم قتل محتملة.

ومن المتوقع أن تستمر تقنيات الذكاء الاصطناعي في التطور وتحسين قدرتها على المساعدة في كشف جرائم القتل. ومع استخدام هذه التقنيات، يمكن للشرطة تحسين قدرتها على حل الجرائم الغامضة وتوفير بيئة أمنية أفضل للمجتمع.