بفضل الروبوتات.. يشهد العالم طفرة تكنولوجية هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي

تسير أنظمة الذكاء الاصطناعي بخطى متسارعة نحو التطوير، بفضل تركيز العلماء على هذا المجال الناشئ الذي تصاعد بقوة خلال السنوات الأخيرة، وسط اهتمام واسع بهذه التكنولوجيا في مجالات عدة.

وبفضل الانتشار الواسع لاستخدام الروبوتات، التي تعمل بأنظمة الذكاء الاصطناعي، يشهد العالم طفرة تكنولوجية هائلة بهذا المجال، مكنت العديد من الأشخاص والشركات في مختلف القطاعات من تنفيذ العديد من المهام الروتينية بكبسة زر.

ويأتي روبوت الدردشة الشهير ChatGPT على رأس نماذج الذكاء الاصطناعي، فهو قادر على إنشاء نص وترجمة اللغات وكتابة أنواع مختلفة من المحتوى الإبداعي والإجابة على أسئلتك بطريقة تشبه البشر.

روبوتات

لكن الجديد في هذا الإطار، أن هذه الروبوتات لمن يتوقف استخدامها عند هذا الحد، حيث توصلت مجموعة من العلماء إلى طريقة مبتكرة تُمكّن أنظمة الذكاء الاصطناعي من إنشاء نسخ مصغرة منها دون تدخل بشري، في مشروع قيل إنه الأول من نوعه في العالم.

هذا المشروع البحثي هو نتاج تعاون بين شركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في شركة (Aizip Inc) التي يقع مقرها في وادي السيليكون بالولايات المتحدة، وعلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والكثير من جامعات كاليفورنيا.

وقال فريق البحث إنه ابتكر طريقة تُمكّن نماذج الذكاء الاصطناعي الأكبر حجماً -مثل النموذج اللغوي الكبير الذي يدعم ChatGPT- من إنشاء نماذج ونسخ أصغر حجماً يمكن استخدامها في الحياة اليومية، إذ إنها قد تساعد على تحسين أدوات السمع، ومراقبة خطوط أنابيب النفط، وتتبع الكائنات المهدَّدة بالانقراض.

وقال يان صن، الرئيس التنفيذي لشركة (Aizip Inc): “في الوقت الحالي، نحن نستخدم نماذج أكبر من أنظمة الذكاء الاصطناعي لبناء النماذج الأصغر، مثل الأخ الأكبر الذي يساعد أخاه الأصغر على التطور والتعلم”. واعتبر أن ما توصل إليه الفريق يعد  خطوة أولى نحو مهمة أكبر تتمثل في تطوير أجهزة الذكاء الاصطناعي نفسها ذاتيًا دون تدخل بشري.

فيما قال يوبي تشين، أحد الباحثين في الدراسة، لشبكة “فوكس نيوز: “الشيء المدهش الذي وجدناه هو أنه، بشكل أساسي، يمكنك استخدام النموذج الأكبر لمساعدتك في تصميم النماذج الأصغر حجمًا تلقائيًا”.

وأضاف: “لذلك، في المستقبل، نعتقد أن هؤلاء، الكبار والصغار، سوف يتعاونون معًا ثم يبنون نظامًا كاملاً”.

وتابع: “لقد أظهرنا هذا الشهر أول دليل على المفهوم بحيث يمكن تصميم نوع واحد من النماذج تلقائيًا بدءًا من توليد البيانات وحتى نشر النموذج واختباره دون تدخل بشري.”

ولم يتم تقليص وظائف نسخة الذكاء الاصطناعي هذه فحسب، بل تم أيضًا تقليص حجمها.

ما الفرق بين النماذج الكبيرة والصغيرة؟

ويشير الباحثون إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي الأصغر حجما تختلف عن الأكبر حجمًا، في أنها تتواجد داخل الأشياء، وذلك على عكس النماذج الكبيرة مثل ChatGPT الموجودة في السحابة العامة للذكاء الاصطناعي.

روبوتات

وهذا يعني أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الصغيرة هذه مصممة للاستخدامات العملية اليومية ويمكن وضعها في أجهزة مدمجة مثل أداة السمع أو الساعة الذكية.

ويرى العلماء أن هذا يعني أيضًا أن أي آلة يمكن أن تصبح ذكية بداية من آلات القهوة إلى أجهزة التلفاز.

استخدامات مستقبلية

وقال فريق العمل إن الأجهزة المنزلية مثل آلات صنع القهوة والأفران وغسالات الأطباق وأجهزة التلفاز وغيرها يمكن أن تشتمل جميعها على أنظمة الذكاء الاصطناعي المطورة ذاتياً في المستقبل.

وأوضح يوبي تشين، أن النماذج التي يمكن إنتاجها من الذكاء الاصطناعي الصغيرة تشمل تلك القادرة على تحديد الأصوات البشرية وسط الضوضاء المحيطة، ومراقبة بيانات خطوط الأنابيب لمنع مشكلات السلامة بشكل استباقي، وتحليل بيانات أجهزة الاستشعار الأرضية والأقمار الصناعية لتتبع الحيوانات المهددة بالانقراض على سبيل المثال.

وأكد الفريق أنه في حين أن نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة مثل ChatGPT تأتي بسعر باهظ، فإن ظهور نماذج أصغر حجمًا، يوفر بديلاً أكثر فاعلية من حيث التكلفة والحجم.

ولم يذكر الفريق أي تفاصيل أخرى عن ابتكارهم الجديد وكيف تمكنوا من تدريبه على إنشاء هذه النسخ المصغرة من الذكاء الاصطناعي.