الفكرة .. تبدأ بإلهام حتى تصبح إستجابة ، فكيف هو طريقها في الدماغ؟

تمرير  الافكار او المعلومات، هو اكثر ما سلّط عليه علماء الاعصاب الضوء في دراساتهم خلال الفترة الماضية ، اذ اكتشفوا ان لقشرة الفص الجبهي دور كبير في تنسيق تمرير التفاعلات المعقدة بين المناطق المختلفة في الدماغ .

الدراسة الاخيرة التي جرت في جامعة كاليفورنيا ونُشرت نتائجها في Nature Human Behavior ، اعتمدت على النشاط الكهربائي للخلايا العصبية باستخدام تقنية دقيقة تسمى Electrocorticograhy (ECoG).

هذه التقنيية تتطلب وضع مئات الأقطاب الكهربائية الصغيرة في مواجهة القشرة، ما يوفر تفاصيل مكانية أكثر من تقنية مخطط كهربائية الدماغ ويحسن الدقة في وقت التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

بينما كانت التجارب السابقة تعتمد على قياس تمرير الفكرة او المعلومات من منطقة إلى أخرى، عبر تخطيط كهربائية الدماغ (EEG) أو التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، والتي على الرغم من كونها غير جراحية، إلا أنها تقدم دقة أقل من الدقة المثالية.

 

الفكرة كيف تنتقل عبر الدماغ

كيف هو طريق الفكرة في الدماغ من الالهام الى الاستجابة؟

وطُلب من المشاركين الاستماع إلى الحافز والاستجابة، أو مشاهدة صور الوجوه أو الحيوانات على شاشة أمامهم مع القيام بعمل ما.

الباحثون راقبوا حركة جزء من الثانية للنشاط الكهربائي من منطقة واحدة – مثل المناطق المرتبطة بتفسير المحفزات السمعية – إلى قشرة الفص الجبهي، إلى المناطق المطلوبة لتشكيل إجراء معين، مثل القشرة الحركية ، واكدت النتائج ماكان متوقعا وهو دور قشرة الفص الجبهي في توجيه النشاط .

وما اكتشفه العلماء ايضا هو دور القشرة الأمامية للدماغ كمنسق يربط كل الأشياء والافكار معا للحصول على نتيجة نهائية ، وان قشرة الفص الجبهي تظل نشطة طوال اغلب عملية التفكير، وكلما كان التسليم أسرع من منطقة إلى أخرى، كان الناس أسرع في الاستجابة للحافز .

وهذا مايفسر بحسب العلماء لماذا يقول الناس أحيانا جملا ويفعلوا اشياء قبل أن يفكروا بها ، لان دماغنا يجهز تلك الأجزاء من القشرة للعمل ، قبل النطق في اغلب الاحيان .