العداءة البيلاروسية: آمل أن يتمتع الناس في بيلاروسيا بحرية التعبير

  • العدّاءة البيلاروسية كريستسينا تسيمانوسكايا تعيش الآن في بولندا بعد أزمتها في أولمبياد طوكيو
  • كريستسينا تقول أن تشعر بالأمان في بولندا لتجنب العقوبة في وطنها بعدما انتقدت مسؤولي فريقها
  • العدّاءة البيلاروسية تؤكد أنها ستبدأ حياة جديدة في بولندا مع زوجها

لم تكن الأيام القليلة الماضية سهلة بالنسبة للعداءة البيلاروسية كريستسينا تسيمانوسكايا (24 عاماً)، إذ واجهت الأخيرة أزمة كبيرة خلال مشاركته بأولمبياد طوكيو 2020.

ماذا حصل؟

مطلع شهر آب/أغسطس الجاري، تم إجبار كريستسينا على تعليق مشاركتها في الألعاب الأولمبية في طوكيو من قبل بلادها، وذلك بعدما انتقدت اتحاد ألعاب القوى البيلاروسي ومسؤولي فريقها في أولمبياد طوكيو بشكل علني.

وجاء هذا الانتقاد من العداءة البيلاروسية بعدما تم إجبارها على المشاركة في سباق التتابع 400 متر بسبب سقوط رياضيين في اختبار المنشطات، في الوقت الذي كانت تستعد فيه لخوض سباقي 100 متر و 200 متر.

وإثر ذلك، اندلعت الأزمة بين كريستسينا وممثلي بلادها، وقررت بعثة بيلاروسيا الرياضية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، ترحيل العداءة من اليابان إلى وطنها. إلا أن العداءة البيلاروسية استنجدت باللجنة الأولمبية الدولية، كما أن الشرطة اليابانية وفرت لها الحماية ومنعت مغادرتها للبلاد. ومع هذا، فقد طلبت اللجوء كريستسينا اللجوء إلى بولندا وهذا ما حصل فعلاً.

شعور بالأمان وبداية حياة جديدة

بعد كل الاضطرابات التي حدثت الأسبوع الماضي، شعرت كريستسينا أخيراً بالأمان، وتقول إنها وجدت ملاذاً في بولندا لتجنب العقوبة في وطنها بعدما انتقدت مسؤولي فريقها في أولمبياد طوكيو.

ووفقاً لوكالة “أسوشيتد برس“، فإنّ كريستسينا تأمل في التركيز والحفاظ على مستواها ومهنتها في الجري وذلك ضمن مستويات عالية.

وأشارت العداءة البيلاروسية إلى أنها طلبت بالفعل من المسؤولين البولنديين مساعدتها في استئناف التدريب، وقالت: “تغيرت الحياة في يوم واحد، والآن بدأناها من الصفر في بلد جديد. نحن نخطط للبقاء في بولندا ومواصلة حياتنا المهنية هنا”.

وأردفت: “لقد لجأنا إلى وزارة الرياضة، واتجهنا إلى المنتخب البولندي لألعاب القوى، فيما يتعلق بقضايا مرتبطة بمدرب ومجموعة ومكان يمكنني أن أتدرب فيه والعديد من القضايا الأخرى المتعلقة بمواصلة مسيرتي الرياضية هنا في بولندا”.

كذلك، أكدت العداءة البيلاروسية أنها وزوجها أرسيني زدانيفيتش البالغ من العمر 25 عاماً، مدرب ألعاب القوى والذي كان أيضاً مدربها، يشعران أنه سيكون من الضياع التخلي عن برنامج تدريبي عبر الإنترنت أطلقوه في بيلاروسيا.

وقالت كريستسينا: “كانت لدينا أفكار كثيرة، خططنا لها بتفاصيل دقيقة. لقد بذلنا الكثير من الوقت والجهد في ذلك ونود أن نستمر في ذلك”.

ووسط هذا، فقد أكدت كريستسينا إنها وزوجها يشعران بالأمان في بولندا، حيث وصلا بشكل منفصل الأسبوع الماضي بتأشيرات إنسانية. وقالت: “نحن بالتأكيد بأمان الآن لأننا تحت الحماية”.

واستذكرت العداءة البيلاروسية اللحظات المروعة والمربكة عندما طلبت مساعدة الشرطة اليابانية في مطار ناريتا الدولي بطوكيو، عندما أجبرها مسؤولو بيلاروسيا على مغادرة دورة الألعاب الصيفية مبكراً والعودة إلى الوطن.

وقالت العداءة عن الشرطة: “لم يفهموا أولاً ما حدث لي. ظنوا أنني لست على ما يرام أو فقدت شيئاً ما. ثم كتبت أنه تم إخراجي بالقوة من البلاد ولا أريد أن يحدث ذلك”.

واستخدمت كريستسينا هاتفها لترجمة طلب المساعدة اليائس بعد أن حذرتها جدتها من العودة إلى بيلاروسيا خوفاً من اعتقالها.

وفعلياً، فقد نجحت محاولة العداءة باستخدام ترجمة “غوغل”، وقد شعرت بالارتياح عندما حصلت على الحماية من قبل الشرطة اليابانية، وقالت: “أدركت أن العناصر تحميني وحياتي ليست في خطر. المكان الوحيد الذي سيكون غير آمن بالنسبة لي هو بيلاروسيا”.

وفي الواقع، فقد سلطت حادثة كريستسينا الضوء مجدداً على بيلاروسيا، التي يحكمها الرئيس ألكسندر لوكاشينكو منذ العام 1994.

وتعرضت الاحتجاجات واسعة النطاق على مستوى البلاد حول إعادة انتخابه المثيرة للخلاف إلى قمع عنيف من قبل القوات الأمنية.

وكان بعض من أولئك الذين انضموا للتظاهرات من الرياضيين على المستوى الوطني، قد جُرّدوا من التمويل واستبعدوا من الفرق الوطنية واعتقلوا.

غير أن العداءة البيلاروسية أكدت أن انتقادها لم يكن سياسياً، كما أشارت إلى أنها لم تتعاطَ بأي نشاط سياسي على الإطلاق.

وقبل سفرها إلى بولندا، كان زوج كريستسينا وصل إلى هناك أيضاً، وعن ذلك يقول: “بعد التشاور مع عائلاتنا، قررنا أنه من الخطر العودة إلى بيلاروسيا في الوقت الحالي، وأنا الآن مع زوجتي لدعمها في بلد جديد وبناء مسيرة رياضية في بولندا. كنت قلقاً عليها، واعتقدت أنه يمكن استخدامي لإيذائها بطريقة ما”.

ويعرب الزوجان عن افتقادهما لعائلتيهما، كما أشارا إلى أنهما تركا كلبهما وقطتهما في شقتهما بالعاصمة البيلاروسية مينسك، حيث اضطر زدانيفيتش إلى الفرار بسرعة. ولذلك، فقد جرى الطلب من الجيران الاعتناء والاهتمام بتلك الحيوانات.

وختمت العداءة البيلاروسية قائلة: “آمل أن يأتي وقت قريب يمكن أن تتحرر فيه بيلاروسيا ويتمتع الناس بحرية التعبير”.