يارا بو فخر الدين
مصطفى نصر الدين
سجد الجبوري
أبرز محطات حرب غزة حتى نهاية العام 2023.. ماذا عن كواليسها؟
أكثر من ثمانين يوماً مرّت على بدء حرب غزة، التي اندلعت إثر تنفيذ حركة حماس المدعومة من إيران ما اسمته بعملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023 داخل مناطق غلاف غزة، آسرة ما لا يقل عن 200 رهينة إسرائيلة، ومخلّفة وراءها القتلى والدمار.
هذه الشرارة التي أشعلتها حركة حماس بحجة الأخطار التي تواجه مسجد الأقصى في القدس، انقلبت نقمة لا بل جحيماً على أهالي القطاع، الذين قُصفت منازلهم، واضطروا إلى النزوح إلى محيط المستشفيات والمدارس من دون أن يجدوا مكاناً آمنا يأويهم من مصائب الحرب ومدافع الإسرائيليين.
وفي مقابل المأساة التي عاشها ويعيشها سكان القطاع حتى اللحظة، وسط انقطاع شبه كامل للطعام والأغذية، إضافةً إلى نفاد الوقود، وانعدام المياه الصالحة للشرب، شهد الميدان معارك ضارية خاضها الإسرائيليون بمواجهة مسلحي حركة حماس الذي يقبعون فوق الأرض وتحتها، داخل أنفاق وُصفت بالمتشعّبة وبأنها تفوق مجتمعةً طول خطوط الميترو في نيويورك الأمريكية.
ورغم الضربات التي شنّتها إسرائيل على خصمها، باستخدام أثقل المعدات وأكثرها تطوّراً، تستمر حماس في إطلاق الصواريخ نحو الداخل الإسرائيلي وتل أبيب، وهذا ما أحدث موجة من الانتقادات في الشارع الإسرائيلي ضد الحكومة اليمينية المأزومة التي يرأسها بنيامين نتنياهو.
ويدفع أهالي المحتجرين الإسرائيليين باتجاه تحرير ذويهم، مطالبين الحكومة بتقديم المزيد وبذل جهد أكبر لمواجهة حركة حماس وانهاء ملف الرهائن.
كل هذه التطورات حصلت في الأشهر الأخيرة من العام 2023 الذي كان مأساوياً إلى حد بعيد بالنسبة لأهل غزة، وقد ناقشت حلقة ستديو أخبار الآن كل تفاصيل الحرب وكواليسها، ضمن حصاد الحرب في غزة لعام 2023.
حرب غزة بدأت قبل 7 أكتوبر
وتحدّث د. رائد أبو بدوية مختص في القانون والعلاقات الدولية بالجامعة العربية الأمريكية لـ”ستديو أخبار الآن” عن أسباب الحرب معتبراً أنها لا تعود إلى سنة أو سنتين بل إلى ما قبل، مشيراً إلى أنها مرتبطة بملفات عدة.
وقال: أعتقد أن عملية طوفان الأقصى سيؤثر في المدى البعيد على العلاقة ليس فقط ما بين إسرائيل والولايات المتحدة، بل بين إسرائيل والغرب أيضاً.
ورأى أنه في المستقبل ستتراجع علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة، وستقلّ حاجة واشنطن إلى حليفتها إسرائيل في المنطقة، وأَضاف: هذا الأمر سيترك آثاراً أخرى، أي أن تضطر الولايات المتحدة إلى العودة مباشرة إلى الشرق الأوسط لحماية مصالحها بنفسها.
وذكر أبو بدوية في معرض حديثه أن هناك أزمة ما بين الحزب الديمقراطي الأمريكي والحزب الحاكم في اسرائيل والحكومة المينية المتطرفة.
مجريات الحرب فاقت توقعات الحرب
من جهتها، تحدّثت الكابتة الصحافية والمختصة بالشؤون الإسرائيلية أريج حكروش عن بداية الحرب ما بين إسرائيل وحماس، لافتةً إلى أن حماس كان لديها حسابات لما ستؤول إليه الأمور بعد السابع من أكتوبر، ولكن ليست بالصورة التي بدت عليه الأوضاع في القطاع بالواقع.
وحول ملف الرهائن، أكّد حكروش إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يريد استمرار الحرب” خصوصاً أنه سيواجه محاكمات عسكرية وأمنية في مرحلة ما بعد الحرب.
واعتبرت أن هناك انقسام إسرائيلي كبير في ما يخص ملف الرهائن، مشيرةً إلى أن نتنياهو يريد أن يتخلص من هذا الملف إذ ما كان الأمر يعود إليه.
وكانت إسرائيل استعادت عدداً من الرهائن خلال فترة الهدنة التي اتقف عليها مع حماس عبر الوسيطين المصري والقطري، في حين تم الإعلان عن مقتل عددٍ آخر من الرهائن الإسرائيليين، آخره قول رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن الجيش الإسرائيلي “فشل في مهمته” بإنقاذ ثلاثة رهائن قتلوا عن طريق الخطأ على يد قواته في غزة في وقت سابق من هذا الشهر.
كذلك أعلن الجانب الإسرائيلي يوم الخميس مقتل رهينة إسرائيلية أمريكية محتجزة منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مشيراً إلى أنها كانت قد أصيبت خلال الهجوم وتم السماح الآن بإعلان مقتلها علماً أنها قد توفيت متأثرة بجروحها.
