هل يشكل هجوم حماس من غزة  “فشلا تاريخيا” للاستخبارات الإسرائيلية؟

بعد نجاح حماس في اختراق إسرائيل برا وجوا وبحرا وخلال ساعات دون أدنى قدرة استخباراتية إسرائيلية وغربية على كشفها، ظهرت فرضيات وتخمينات عديدة  تفسر ما جرى ومنها الخطة المحكمة من قبل حماس وعدم إدراك إسرائيل على قوة الحركة على تنفيذ هجمات نوعية ودقيقة ونجاحها في خداع الاستخبارات الإسرائيلية.

لكن السؤال هنا هل من المنطقي أن جيشا يعتبر من أقوى جيوش المنطقة ومدعوما من أمريكا والغرب والاستخبارات استطاعت تنفيذ عمليات دقيقة في الداخل والخارج قسمت ظهر العدو؟

هل يمكن لحركة مسلحة أن تخدعها بهذه السهولة؟ هل الفوضى والانقسام الداخلي كان من أسباب؟

كانت هذه النقاط محور نقاش حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن

هجوم نوعي

حول هذا الموضوع قال الدكتور عصام ملكاوي أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية ” الواقع عندما ننظر إلى طبيعة العملية، نستذكر كيف بدأ هجوم في 6 أكتوبر عام 1973، ويبدو أن حالة الاسترخاء لدى القيادة العسكرية والقوات العسكرية الإسرائيلية في الداخل الإسرئيلي واعتبار أن حماس سجن مفتوح ومحاصر من جميع الاتجاهات كقطاع غزة وظنوا أن هذه القوة غير قادرة على الخروج من سياج قطاع غزة وأن صواريخها عبثية”.

حرب غزة مستمرة لليوم الخامس وسط تساؤلات حول فشل إسرائيل في صد هجوم حماس

وأضاف: “يجب أن نقول إن الإمكانيات والتطور التي وصلت إليه أيدي خبراء حماس في التصنيع العسكري لحماس إضافة إلى ما وصل إليه من طرق شتى من أسلحة متطورة وتكنولوجيا التشويش الإلكتروني وأسلحة معاكسة للاستخبارات وللتجسس والاستشعار عن بعد، لذلك هنالك من يقول أنه تم استخدام أجهزة عالية الدقة لتغطية وإعماء على الحدود حيث دخل عناصر حماس”.

 

هجوم مباغت أم استهتار؟

قالت الصحافية والباحثة في العلاقات الدولية أورنيلا سكر “أريد أن أشير إلى مسألة بالغ الأهمية أن لا شك أن حماس أحدثت خرقاً وتحولا نوعيفي امكانياتها، لكن هناك مبالغة إعلامية كبيرة في تصوير هذا الضعف الإسرائيلي بهذا الشكل.

حرب غزة مستمرة لليوم الخامس وسط تساؤلات حول فشل إسرائيل في صد هجوم حماس

وأضافت ” لا شك أن هناك خروقات أمنية واستخباراتية على جهات كافة سواء على حزب الله أو الفصائل الفلسطينية وحتى إسرائيل، لذلك لنعد ما قبل “طوفان الأقصى”، كان هناك معركة جنين وكتبت مقالة أشير فيها أن هل يصبح هذا الهجوم “بروفا” لاجتياح مقبل إلى لبنان؟” وكنت أشير إلى أن هناك معطيات واردة وأن هناك عجز لدى إسرائيل، ورأينا اليوم أن هناك تطور استارتيجي واستخباراتي واضح، وهناك انقسام داخلي في إسرائيل على المستوى الأمني والاستخباراتي ولا أستبعد أن هناك خرق والسماح لهذه المعركة أن تصل إلى هذا الحد”.

يدخل التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحماس يومه الخامس، قالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 2711 شخص في الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ يوم السبت، وبينهم مدنيين.

وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقتل 1200 شخص في الهجوم الذي شنته حماس على مستوطنات غلاف غزة ومدن إسرائيلية وإصابة 2700.

وفي الضفة الغربية، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 21 فلسطينيًا قتلوا وأصيب 130 آخرون في مواجهات مع القوات الإسرائيلية منذ يوم السبت.