من رفض رفع الدعم عن المحروقات إلى المطالبة بالإطاحة بالأسد.. السويداء تواصل احتجاجاتها للشهر الثاني على التوالي

تظاهر مئات السوريين الجمعة في مدينة السويداء جنوب البلاد الجمعة في وقت تتزايد مشاركة النساء في التظاهرات المنددة بالنظام والتي تشهدها المحافظة منذ أكثر من شهر، وفق نشطاء.

حيث تشهد محافظة السويداء معقل الأقلية الدرزية، تظاهرات سلمية منذ قرار حكومة الرئيس بشار الأسد رفع الدعم عن الوقود الشهر الماضي.

وسدد القرار ضربة للسوريين الذين يرزحون تحت وطأة نزاع مستمر منذ أكثر من عام وصعوبات اقتصادية.

وفي البداية انطلقت الاحتجاجات ضد قرار رفع الدعم عن المحروقات والأوضاع الاقتصادية السيئة إلا أن سقف المطالب ارتفع إلى حد المطالبة برحيل الأسد وتطبيق القرار الأممي رقم 2254.

لكن بقي الحال على ما هو عليه، فلم يعد الدعم للمحروقات ولم يغادر الأسد المنصب، الأسد الذي التزم الصمت تجاه ما يجري بالسويداء واكتفى بإرسال وفود تهدئة وتفاوض.

كانت هذه النقاط محور نقاش حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”

اتصالات إقليمية

حول هذا الموضوع قال الكاتب الصحفي أيمن الشوفي “لا يوجد أحد يتفوق على النظام السوري وعلى بشار الأسد بموضوع التخاذل والعمالة إلى الخارج، والدليل أنه باع البلد إلى قوى الاحتلال الخارجية، والتي كان لها دور سلبي في تدمير الدولة السورية، وخاصة الاحتلال الروسي والإيراني”.

مع استمرار احتجاجات السويداء.. ما هو مصير المدينة ذات الغالبية الدرزية؟

وأضاف “فيما يخص الشيخ حكمت الهجري، هو كمقام ديني يمثل رئيس الهيئة الروحية للموحدين الدروز، وهو الشخصية الدينية الأولى الداعمة لانتفاضة السويداء الحالية، والحراك الحالي لم يفرز أي قيادة سياسية أو هيئة سياسية تنطق بأسمه أو تتحاور مع الداخل أو الخارج، فإذا أراد أحد أن يطمأن عن الأقلية الدرزية في مشوار انتفاضتها ضد النظام، فمن الطبيعي أن يتواصلوا مع شخصية مركزية مثل سماحة الشيخ الهجري.

تهمة لتبرير القمع

قال الكاتب الصحفي حافظ قرقوط “لا أعتقد أنهم سينجحون هذه المرة، لأن الشعب السوري بكافة فئاته، وحتى من المهتمين بالشأن العام العربي وليس فقط السوري، يدركون بأن هذه التهم معلبة وجاهزة لدى نظام الأسد منذ أن استلم السلطة، ودائماً هناك تهم جاهزة بإظهار الشعور القومي والخيانة بالانفصال، هي تهم أصبحت ثقيلة والناس أدركتها وتجاوزتها وبدأت تبتسم عليها”.

مع استمرار احتجاجات السويداء.. ما هو مصير المدينة ذات الغالبية الدرزية؟

وأضاف “بكل وضوح من جلب الاحتلال إلى سوريا هو بشار الأسد، فمن استقدم الدخيل الإيراني والروسي، ووزع سوريا قطعاً، النظام السوري، حتى عندما نقول بأن عصابات الجولاني التي احتلت إدلب، أو ما يوجد من ميليشيات إيرانية ولبنانية وغيرها، وكانت سبباً لوجود رد فعل، وعلى ذلك الآن اتهام السويداء أنها تتجه للانفصال، يجب أن نقول على ماذا تستند والسويداء هي التي ساهمت بتأسيس الدولة السورية قبل 100 عام، لكن بالعكس السويداء تقاتل بكل مكوناتها من أجل تثبيت الكيان السوري لأننا خارج هذا الكيان السوري لاحياة لنا ولا يوجد حدود حقيقية يمكن رسمها لاعتبارها دولة”.

ولمحافظة السويداء خصوصيتها، إذ طوال سنوات النزاع، تمكّن دروز سوريا إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.

وتشهد محافظة السويداء منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية.

وتتواجد الحكومة السورية في محافظة السويداء عبر المؤسسات الرسمية، فيما ينتشر الجيش حالياً على حواجز في محيط المحافظة.