أزمة انقطاع الكهرباء في مصر وتونس ترهق المواطنين في فصل الصيف
بعد تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز وطي فترة الانقطاع الكهربائي منذ سنوات، عادت الأزمة لتطل برأسها مجددًا على المصريين خلال الصيف الجاري.
أسباب الأزمة كثيرة، ومنها الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها مصر في الوقت الحالي، ما دفع الحكومة المصرية إلى بيع كمية من الغاز مما أثّر على حصة الداخل من الغاز.
لكن هناك حديث أيضًا عن عدم ترشيد الاستخدام وزيادة الاستهلاك نتيجة لدرجات الحرارة العالية في فصل الصيف.
وناشدت الشركة القابضة لكهرباء مصر المواطنين عدم استخدام المصاعد خلال التوقيت الذى حددته شركات توزيع الكهرباء لفصل التيار حال الحاجة إليه والمقرر العمل بتوقيتات الفصل الجديدة.
وحددت الشركة القابضة لكهرباء مصر رأس الساعة لبدء فصل التيار مع مراعاة أن يتم البدء فى الفصل بمدة زمنية 10 دقائق قبل رأس الساعة و10 دقائق بعدها وألا تزيد مدة الفصل عن ساعة واحدة من وقت فصل التيار.
كما قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن ”انقطاع التيار الكهربائي في الآونة الأخيرة نجم عن زيادة الاستهلاك الناجمة عن موجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد“.
الأزمة ليست في مصر فقط
ولا تُعد مصر هي الدولة لعربية الوحيدة التي تمر بهذه الأزمة، فهناك أيضًا تونس التي تشهد انقطاعًا متكررًا للتيار الكهربائي في الوقت الحالي، ويعاني مواطنوها من هذه الأزمة منذ سنوات.
وحاولت الحكومة التونسية الاعتماد على الطاقة المتجددة لسد هذا النقص وحل الأزمة، لكن الاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية والمالية التي تشهدها البلاد حالت دون تنفيذ وإكمال هذه المشاريع.
وقاربت الحرارة في تونس يوم الإثنين 50 درجة مئوية، بزيادة تراوح بين 6 و10 درجات عن المعدل الموسمي، ما سبب انقطاعًا للكهرباء دفع الناس نحو الشواطئ.
وللحديث عن أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر، قال الدكتور مهندس سامح نعمان، استاذ كلية الهندسة وخبير الطاقة، أن الأزمة الاقتصادية في مصر ليست هي السبب الرئيسي في انقطاع التيار الكهربائي.
وقال نعمان: ”الأوضاع الاقتصادية ليست هي السبب المباشر في أزمة انقطاع الكهرباء في مصر، ولكن ما يحدث جاء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة القياسية في فصل الصيف، وكذلك عدم ترشيد الاستهلاك“.
وأوضح نعمان أن احتياطي الغاز وما يوفره لمحطات الكهرباء يكفي للإنتاج اليومي، ما يُعد مؤشرًا واضحًا من وجهة نظره على أن الأزمة الحالية مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على المولدات، والاستهلاك القياسي للمواطنين خلال الصيف.
أما في تونس، فقد أكد حمدي حشاد، الخبير في قضايا البيئة والمناخ والطاقات المتجددة، أن الأزمة يجب أن يتم ربطها بدرجة التطور المعيشي للمجتمع التونسي، حيث بات الاعتماد على المكيفات من الأساسيات، بالإضافة إلى انتشاره الأجهزة الإلكترونية التي تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء.
وقال حشاد: ”التسهيلات البنكية ساهمت في إقبال التونسيين على شراء أجهزة التكييف والأجهزة الإلكترونية باهظة الثمن، مما ساهم في رفع معدل استهلاك الكهرباء بالتبعية خاصة في فصل الصيف“.
وأضاف: ”ارتفاع درجات الحرارة شجّع على استهلاك الكهرباء، بينما ينتج عن ذلك الانقطاع المتكرر للكهرباء لأن الكمية المطلوبة أكبر بكثير من الانتاج“.