رقعة الاحتجاجات في فرنسا اتسعت تدريجياً بعد مقتل نائل

تحدى المتظاهرون في فرنسا الحشد الأمني الكبير واشتبكوا مع الشرطة لليلة الخامسة على التوالي في قلب باريس، وفي عدة مدن كبرى في فرنسا، احتجاجًا على مقتل فتى من أصل جزائري برصاص شرطي، في وقت تسعى فيه حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بكل طاقتها إلى منع توسع الاضطرابات الأسوأ من نوعها منذ أزمة “السترات الصفراء” عام 2018.

وخرجت الاحتجاجات عن السيطرة و أصبحت تقتصر فقط على عمليات تخريب، سرقة وتكسير ونهب مؤسسات الدولة (مراكز شرطة، إدارات، بلديات) و محلات تجارية خاصة (مساحات كبرى، محلات مجوهرات وملابس فاخرة) العنف لم يقتصر على التخريب والنهب بل امتد ليشمل حرق باصات النقل العمومي، حرق بلديات ومراكز شرطة، حرق سيارات على الطريق العام والأخطر هو تسجيل سرقة عدة محلات لبيع الأسلحة، أسلحة للدفاع عن النفس و أسلحة للصيد.

في هذا السياق قال محامي الاستئناف في باريس والدكتور في القانون رشاد قبيسي: “لا بد من القول أننا في دولة قانون وهناك مبدأ أساسي يحكم الدول القانونية وهي أنه لا جريمة ولا عقوبة من دون نص قانوني”.

وتابع: “لا يمكن لوزير العدل ووزير الداخلية أن يخترعوا عقوبات آنية ليفرضوها الآن كما أن قضاة التحقيق مستقلون في أداء عملهم”.

بعد الأحداث الأخيرة في فرنسا.. ما الإجراءات المتوقع اتخاذها إزاء المحتجين؟

وأردف: “حتى الآن لم يتم اتخاذ تدابير تسمح بحبس الأهالي، والمسألة سياسية وأحزاب اليسار لن تقبل بتمرير هذه القوانين”.

وأوضح أن “الحلول ستكون موضعية الآن، وأولها منع الأطفال تحت سن 17 عام من الخروج من منازلهم”.

وأشار أنه “حتى اليوم أعتقد أن الأمور ما زالت تحت السيطرة والتخوف البسيط هو انتشار رقعة الاحتجاجات بشكل أكبر”.

بدورها أوضحت المحامية الدولية وعضو نقابة المحامين الفرنسية د. سلوى بوشلاغم أن “بوادر الانتفاضة بدأت سلمية من الجزائريين وتلتها انتفاضات من جاليات عربية”.

بعد الأحداث الأخيرة في فرنسا.. ما الإجراءات المتوقع اتخاذها إزاء المحتجين؟

وتابعت: “الانتفاضة توسعت رقعتها ووصلت إلى حد لم تصله من قبل”.

وأردفت: “لا ينتظر بأي حال من الفرنسيين بأن يقولوا نحن ندمر الممتلكات العامة وكل ما يمكن أن يكون سلبياً ينسب إلى العرب والأفارقة”.

واعتبرت أن “هذه الحادثة أذابت الثلج عمن كانوا يقولون أنهم أصحاب حقوق”.

وواصلت القول: “الشرطة الفرنسية تقوم بمهام كثيرة والوسائل المتوفرة للشرطة الفرنسية ليست بالقدر الكافي إلا أنهم يحاولون توفير الأمان في الشارع الفرنسي”.

هذا وأوقِف ما مجموعه 322 شخصا في فرنسا، بينهم 126 في باريس وضاحيتها القريبة، الأحد حتى الساعة 01,30، حسب وزارة الداخلية، في وقت تتراجع حدة أعمال العنف التي أثارها مقتل الشاب نائل برصاص شرطي.

وأفيد بتسجيل حوادث في الشانزليزيه في باريس، وفي مرسيليا حيث أوقِف 56 شخصاً، وفي ليون حيث أوقِف 21 شخصا، استنادا إلى حصيلة موقتة.

في مرسيليا التي شكلت ليل الجمعة السبت مسرحا لحوادث كبرى وعمليات نهب، عمل جهاز أمني ضخم الأحد على تفريق مجموعات من الشباب كان عددهم أقل من اليوم السابق.