روسيا تواصل غزوها أوكرانيا للشهر الرابع

ناقشت حلقة الأربعاء من “ستديو الآن”، والتي قدمها سيف الدين ونوس، “سرقة روسيا” للحبوب الأوكرانية ومحاولة بيعها للعالم، إذ أظهرت الأقمار الصناعية تزايد سرقة روسيا لحبوب أوكرانيا مع استمرار الغزو الروسي لها.

وتأتي مناقشات الحلقة، تزامنًا مع اتهام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ روسيا بـ”سرقة المنتجات الغذائية الأوكرانية بشكل تدريجي ومحاولة بيعها”، مؤكدًا أن القوات الروسية أفرغت في المناطق المحتلة عدة صوامع ونقلت الحبوب بالشاحنات جنوباً.

زيلينسكي طالب المجتمع الدولي بمساعدة أوكرانيا في فتح موانئها البحرية، وإلا فإن أزمة الطاقة ستتبعها أزمة غذاء ستواجهها المزيد من الدول”.

في الوقت نفسه تجري واشنطن وحلفاءها مناقشات حول كيفية تطوير طرق آمنة لنقل الحبوب من أوكرانيا وسط مخاوف بشأن الإمدادات الغذائية العالمية.

وفي السياق، اتّفقت دول الاتّحاد الـ27 خلال قمّة في بروكسل على خفض وارداتها من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري، في قرار تسعى من خلاله لحرمان موسكو “من مصدر تمويل ضخم” لحربها على أوكرانيا.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنّ قادة دول الاتحاد الأوروبي اتّفقوا خلال القمّة على فرض حظر تدريجي على واردات النفط الذي تصدّره روسيا عبر السفن، ووافقوا في الوقت نفسه على منح إعفاء مؤقّت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك إرضاء للمجر التي هدّدت باستخدام الفيتو ضدّ هذه الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على موسكو.

من ناحيته قال د. محمد فرج الله، رئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربية في حواره مع سيف الدين ونوس لـ”ستديو الآن”، إن الاتحاد الأوروبي حاول مرارًا تفادي الحرب، مشيرًا إلى أن المستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “قبلا الإهانة”، وسافرا إلى روسيا لإثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحرب.

وأضاف أن بوتين أخذ قرار الغزو “عندما اعتقد أن موقف الاتحاد الأوروبي ضعيف، واعتبر أنه غير قادر على الرد”، مؤكدًا أن روسيا تعمل على احتلال روسيا وتدميرها “ليس فقط تحييدها”.

وأكد فرج الله، أن ما تبيعه روسيا للاتحاد الأوروبي من النفط والغاز يقدر بمليار دولار يوميًا، مشيرًا إلى أن ما تنفقه روسيا على حملتها العسكرية في أوكرانيا يصل إلى 900 مليون دولار يوميًا، وهو ما يعني أن الاتحاد الأوروبي هو من يمول الحرب على أوكرانيا.

مراقبون للشأن الروسي يرون أن العقوبات الغربية على روسيا تزداد عقب كل تقدم عسكري على الأرض ومع اقتراب حسم الموقف، بخلاف أن أوروبا علمت جيداً أن وسيلة العقوبات والضغط الذي تمارسه واشنطن لا يؤديان إلى نتائج إيجابية، إضافة إلى حالة الانقسام التي تعيشها القارة العجوز وإخفاقها في التوصل إلى اتفاق حول مقاطعة النفط الروسي، لذا قد تكون هذه المكالمات الفرصة الأخيرة لحل الوضع في أوكرانيا.

على الصعيد الروسي، قال الكرملين إن بوتين أبلغ ماكرون وشولتز أن إمداد أوكرانيا بالسلاح أمر “خطير”، محذراً من “مخاطر المزيد من زعزعة الاستقرار وتفاقم الأزمة الإنسانية”، ومضيفاً أن موسكو مستعدة للمساعدة في إيجاد خيارات لتصدير الحبوب دون عوائق، بما في ذلك تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود.

من ناحيته قال الكاتب الصحفي المقيم في شرق أوكرانيا محمد البابا، في حواره مع سيف الديون ونوس، لـ”ستديو الآن”، إن العقوبات الأخيرة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي “مزلزلة ” لروسيا، وستؤثر على الاقتصاد الروسي، مضيفا أن هذه العقوبات لن تؤثر في الوقت الحالي.

وأضاف أن العقوبات الأوروبية ستؤثر في المستقبل، نظرًا لامتلاك موسكو لاحتياطي كبير من الذهب والمال، يمكن استخدامه في وقت الحاجة.