تحديث بتاريخ: 27-05-2022

تأكيدا لما نشرناه سابقا، أكد اليوم مسؤول تركي رفيع المستوى إلقاء القبض على عنصر بارز في تنظيم داعش ألقي القبض عليه الأسبوع الماضي في اسطنبول، الأخبار تضاربت حول هوية المعتقل ولكنها أكدت على أهميته داخل صفوف التنظيم وبأنه من القيادات البارزة في داعش.

 

تركيا تؤكد اعتقال العنصر البارز في التنظيم

حصلت أخبار الآن على معلومات من مصادر على الأرض تفيد باعتقال جمعة عواد البدري شقيق الخليفة السابق لتنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، ويعتقد البعض اليوم أن البدري هو نفسه خليفة داعش الجديد أبو الحسن الهاشمي القرشي.

وتقول نهاد الجريري معدة ومقدمة برنامج “المرصد” على أخبار الآن: “الذي دلّ على مكان تواجد جمعة البدري هو والي ولاية الشام في تنظيم داعش، وعلمنا أن  “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا ألقى القبض على الرجل قبل أيام، والقوات التركية بحسب معلوماتنا لم تبذل جهداً كبيراً في البحث عن البدري.”

وتشير الجريري إلى أن “ولاية الشام” في تنظيم داعش تحظى بمنزلة قد تفوق منزلة “ولاية العراق” وقرار تعيين  أبو الحسن الهاشمي القريشي خليفة لداعش جاء حقيقة من ولاية الشام، ويعزز هذا الكلام البيان الذي تم تسريبه في الأيام الأولى لمقتل القرشي والذي نسب لولاية الشام.”

 

اعتقال عنصر بارز في تنظيم داعش.. مصادر لـ"أخبار الآن" تكشف عن "خيانة" أوقعت به

 

 

الذي دلّ على مكان تواجد جمعة البدري هو والي ولاية الشام في تنظيم داعش

نهاد الجريري معدة ومقدمة برنامج “المرصد” على أخبار الآن

وتضيف الجريري حول أهمية إلقاء القبض على جمعة البدري:” أنه في عام 2015 كان تنظيم داعش يتحكم بـ6 مليارات دولار، ومع تآكل دولة داعش المزعومة فرت بعض القيادات بما لايقل عن 400 مليون دولار استثمروها بالتجارة والعقارات خاصة في تركيا، وجمعة البدري يحمل مفتاح هذه الملايين، كم منها ينفق على التنظيم؟ وكم منها ينفق على مصالح المتنفذين في داعش؟”.

 

 

من جهته يرى أحمد سلطان الباحث في الحركات الإسلامية والإرهاب أنه حتى الآن لايمكننا أن نجزم أن جمعة عواد البدري هو نفسه أبو الحسن الهاشمي القرشي، وفي نفس الوقت لايمكن ننفي أن جمعة البدري أو مايعرف بـ جمعة البغدادي كان يشغل منصب قيادي منذ سنوات

وعن أهمية إلقاء القبض على جمعة البدري يقول سلطان:” سردية داعش تقوم على أن أمراء التنظيم لايتم القبض عليهم وهم يفضول القتل أو الانتحار على القبض عليهم، والتنظيم يروج هذا على منصاته، لكن إذا ثبت إلقاء القبض على البدري فإن الكثير من الأسرار التنيظيمة ستكشف وسيتبع ذلك القبض على العشرات وربما أكثر من قادة داعش وعناصره الفاعلين.”

إذا ثبت إلقاء القبض على البدري فإن الكثير من الأسرار التنظيمية ستكشف وسيتبع ذلك القبض على العشرات وربما أكثر من قادة داعش

أحمد سلطان باحث في الحركات الإسلامية والإرهاب

 

ولا يستبعد سلطان أن يكون تنظيم داعش لجأ لتسمية أبو الحسن الهاشمي وإطلاقها على شخصية وهمية غير موجودة، حيث ان هناك أكثر من شخص يحمل هذه التسمية وبالتالي في حال مقتل أبو الحسن يمكن للتنظيم نفي ذلك والقول بان الخليفة لايزال على قيد الحياة.

ويضيف سلطان:” هناك شواهد عديدة على أن قيادة داعش العليا اخترقت، والتنظيم ذاته يعلم هذا ويؤكده في صحيفته أسبوعية “النبأ” من خلال اشارته إلى أنه يكافح الجواسيس ويستهدفهم.وإذا راجعنا حصيلة الأشهر الماضية فإن العديد من القادة البارزين الذين شغلوا مناصب تنظيمية تم القبض عليهم منهم سامي الجبوري العراقي وقيادات في ولاية الشام، ومنهم قيادات في العمليات الخارجية، وهذه العمليات تدل على اختراق واضح للقيادة العليا لتنظيم داعش”.

 

اعتقال عنصر بارز في تنظيم داعش.. مصادر لـ"أخبار الآن" تكشف عن "خيانة" أوقعت به

 

ويقول سلطان:”إنه لأول مرة في تاريخ التنظيم وخلال عامين شهدنا مقتل اثنين من خلفاءه أبوبكر البغدادي وأبو إبراهيم الهاشمي، وأيضاً مقتل اثنين من المتحدثين باسم التنظيم وهما أبو الحسن المهاجر و أبوحمزة القرشي، ونحن أمام اختراق حقيقي لتنظيم داعش وهناك أزمة تعيشها قيادة التنظيم وتحاول إخفائها”.

ويرى سلطان أننا اليوم أمام واقع فريد فداعش كان يجادل دائماً بان قادته لايمكن القبض عليهم، لكن اليوم داعش المركزي تتم تصفية قادته ويتم القبض على عناصره الفاعلين، والتنظيم لايملك شيئ لفعله حيال الأمر، فهو فاشل في تأمين قياداته العليا

 

رجل غامض

ورغم عدم إفصاح تنظيم داعش، عن أي معلومات بخصوص “جمعة البغدادي”، إلا أن العديد من المصادر العسكرية والاستخبارية العراقية والأجنبية، تؤكد أنه أحد الجهاديين المخضرمين، وواحد من أبرز قادة داعش، الذين ظلوا مختفين لفترة طويلة، وتحاول القصة التالية كشف الغموض الذي يكتنف هوية جمعة البغدادي، بعد الأنباء عن إلقاء القبض عليه:

زعيم غامض لا يُعرف عنه الكثير من المعلومات، اشُتهر تارةً بأنه رئيس مجلس شورى تنظيم داعش، وعُرف تارة أخرى بأنه شقيق خليفة التنظيم (الأسبق) ومستشاره الشرعي الأقرب، لكن هويته الحقيقية وتفاصيل الأدوار الحركية التي لعبها لم تزل محاطة بهالة من السرية، تتناسب مع كل الروايات التي صِيغت عنه، وأدت لبروز اسمه بقوة ضمن قيادة داعش العليا، لتصير شخصيته واسمه “جمعة البغدادي”، ضمن أكثر الأسماء المثيرة للجدل في قيادة الحركة الجهادية المعولمة.

ظل “جمعة البغدادي” أو “جمعة عواد إبراهيم البدري السامرائي”، بعيدًا عن الأضواء لفترة طويلة، حتى رغم وصول شقيقه “أبو بكر البغدادي” (إبراهيم بن عواد البدري)، إلى إمارة تنظيم دولة العراق الإسلامية، (النسخة الأسبق لداعش)، عام 2010، وحينها لم يتم الإشارة إلى دوره الجهادي بأي صورة من الصور، وانصب التركيز على هوية أبو بكر البغدادي، الذي عُدّ أميرًا مجهولًا” لدى الجهاديين وأمرائهم، وعلى رأسهم أسامة بن لادن وقادة تنظيم القاعدة، الذي كان على صلة وارتباط بـ”دولة العراق الإسلامية”، في ذلك التوقيت، بحسب ما كشفته وثائق آبوت آباد التي نشرتها الاستخبارات الأمريكية بعد مقتل زعيم القاعدة المؤسس.

وتُشير المعلومات المتاحة عن مسيرة جمعة البغدادي، وشقيقه أبو بكر البغدادي، (وهم شقيقين من أصل 3 أشقاء ذكور)، إلى أنهما انضما إلى تنظيمين إسلاميين مختلفين في أواخر الألفية الماضية، فاعتنق جمعة البغدادي، فكر السلفية الجهادية، بينما انضم شقيقه “إبراهيم” والمعروف، لاحقًا، بـ”أبو بكر البغدادي” إلى جماعة الإخوان المسلمين، قبل أن ينشق عنها ويعتنق فكر السلفية الجهادية، في توقيت متزامن مع غزو أمريكا للعراق.

ومع أن جمعة البغدادي سبق شقيقه الأصغر في الانضمام إلى السلفية الجهادية، إلا أن الأخير اكتسب شهرة وخبرة تنظيمية أكبر منه، سريعًا، حينما ساهم في تأسيس “جيش أهل السنة والجماعة”، وهو فصيل سلفي جهادي كان منخرطًا في قتال القوات الأمريكية المحتلة، قبل أن يندمج مع تنظيم القاعدة وفصائل أخرى لتأسيس مجلس شورى المجاهدين في العراق والذي انبثق عنه، بعد ذلك، تنظيم دولة العراق الإسلامية.

بيد أن مسيرة الشقيقين الجهاديين، ارتبطت بشكل وثيق، فحينما خطا أبو بكر البغدادي، خطواته الأولى في سلم القيادة الجهادية وصار مسؤولًا عن الهيئات الشرعية لتنظيم دولة العراق الإسلامية، كان “جمعة البغدادي” قريبًا منه، وعمل كمستشار شرعي وشخصي له، بحسب ما كشفته مصادر عراقية، بعد مقتل أبو بكر البغدادي في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

وزادت أهمية “جمعة البغدادي”، (الذي لم يظهر ولو لمرة واحدة علانية أو تُعرف له صورة)، حينما تمدد تنظيم داعش إلى سوريا وأسس خلافته المكانية، تحت إمرة “أبو بكر البغدادي”، فعمل كحارس شخصي ومراسل للخليفة، ضمن ما سُمي بـ”ديوان الخليفة”، وهو أعلى هيئة تنفيذية اندرجت ضمن البناء الهيراركي للتنظيم، بحسب ما كشفه إصدار “صرح الخلافة” الصادر عن ديوان الإعلام المركزي في يوليو/ تموز 2016.

وعلى ذات الصعيد، تُشير مصادر استخبارية عراقية إلى أن “جمعة البغدادي” تولى نقل توجيهات خليفة داعش أبو بكر البغدادي من مخبأه في شمال سوريا، إلى بقية شبكات وخلايا التنظيم في سوريا والعراق، وخارجهما، وتمكنت الأجهزة الاستخبارية العراقية والأمريكية من رصده في مناسبات عدة، مع أنه اعتمد أسلوبًا أمنيًا متشددًا ليضمن أن لا يتم ملاحقته أو القبض عليه، في الفترة التي أعقبت سقوط الخلافة المكانية وحتى مقتل شقيقه الأصغر أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2019.