حلّ المؤلف الموسيقي والملحن غسان الرحباني ضيفاً في برنامج “هل تجرؤ“، فتحدّث عن والده الراحل الموسيقار الياس الرحباني، وما يعيشه من صدمة بعد رحيله، وعن علاقته بالسيدة فيروز وما كان يدور من أحاديث بينهم عند اجتماع أفراد العائلة، إضافةً إلى تناول الكثير من زوايا وخفايا حياته التي كشف عنها لأوّل مرّة، وكذلك عرج عل بلورة نظرته للثورة في لبنان اليوم.

يصعب على غسان المرور بمكتب والده، كما يقول، إذ أنّه ما زال يعيش صدمة الفراق، وقال إنّه لم يستوعب بعد رحيل والده الذي كان خفيفاً حتّى في منزله، حيث كان يتصرف كضيف، وتابع: أنا من الأشخاص الذين لا يعرفون أن يتاجروا بالحزن، فحزني على والدي أصلي وكامل ولا أريد استثماره في أي شيء.

وأضاف أنّ الياس الرحباني في السنتين الأخيرتين كان في بعض الأحيان ينسى، ولا يتابع تفاصيل ما يجري لناحية انتشار وباء كورونا، وكانت صحته جيدة وكل أموره كذلك، إلى أن أصابته كورونا وكان هذا اليوم المشؤوم.. عندما أريد أن أعزف على “البيانو” لا يمكن أنّ أدخل إلى مكتبه، فتراني أحاول تجنّب النظر إليه، وقد ينتابني شعور غريب قريب إلى الإنهيار فأخرج.

وأردف: “ما زلت أعيش في صدمة كبيرة، ولم أفكر حتّى الآن بأيّ شيء لناحية كيفية الحفاظ على الإرث الفني والثقافي الذي تركه والدي والذي أنتجه على مدى كل هذه السنوات الماضية، إنّ والدي كان يعاملنا معاملة الأصدقاء ليس كوالد، وهو كان يحب أن ننده له الياس وليس “بابا”، كان دائماً يحب أن يشعر بأنه لم يكبر أو أنه يعيش جيل الشباب.

العلاقة مع فيروز

وعن تفاصيل العلاقة مع السيدّة فيروز، قال غسان: في الفترة الأخيرة كنّا نتلقي كثيراً مع السيّدة فيروز وابنتها ريما، وكنّا نمضي أوقاتاً جميلة، وكان الأجواء ممتعة وكانت العلاقة طبيعية، وكنّا نتحدّث بكلّ شيء ما عدا الفن لأننا متفقون على خطوطه، ففي جلساتنا كنا نستذكر الماضي ومحطاته الجميلة. وأشار إلى أنّ السيدة فيروز كانت تهتم لأمرهم وتهتم بالسؤال عن واقع الحياة في عائلتنا، فكانت في إحدى المرات تبدي اهتماماً لافتاً، وذلك كان يسعدني جدّاً وأشتاق له.

جرعة دعم قوية

وكشف أنّه في إحدى المرّات، في العام 2003، وبينما كنت في طريقي لافتتاح مسرحية “كما على الأرض كذلك من فوق” في كازيتو لبنان، وكنت متوتراً قبل العرض، اتصلت بي السيدة فيروز وقالت لي: أنا معك وقلبنا معك.. وما تعتل هم”، وسألت نفسي لماذا تشجعني وهي سيّدة المسرح، حينها أذكر أنّني شعرت بقوّة فظيعة، وقد ذهبت إلى المسرح بحماس وثقة كبيرين.

في مجال آخر، اعتبر غسان أنّ الشعب لا يمكن أن يغيّر الواقع في حال لم تعطِ الدول العظمى الضوء الأخضر، وقال: لو ثار مليون لبناني في الشارع لن يتغيّر شيء ما لم تعطِ الدول العظمى التوقيع والموافقة على هذه الثورة، بغض النظر عن عدد الثوار.