مستشفى السلط وتفاصيل الحادثة
في عشرين دقيقة
مستشفى السلط وتفاصيل الحادثة
/

مستشفى السلط وتفاصيل الحادثة

براء صليبي

راديو الآن | دبي الإمارات العربية المتحدة مستشفى السلط وتفاصيل الحادثة فجع أبناء الأردن يوم السبت 13 مارس بخبر انقطاع الأكسجين عن مصابين بفيروس كورونا في مستشفى السلط الحكومي في محافظة البلقاء، شمال غرب العاصمة عمان ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي الإمارات العربية المتحدة

مستشفى السلط وتفاصيل الحادثة

فجع أبناء الأردن يوم السبت 13 مارس بخبر انقطاع الأكسجين عن مصابين بفيروس كورونا في مستشفى السلط الحكومي في محافظة البلقاء، شمال غرب العاصمة عمان في الأردن ، الأمر الذي أدى لوفاة عدد من المرضى .
انتشار الخبر أدى إلى حالة هلع عاشها الأردنيون و دفعت مغردين إلى إطلاق عدة وسوم للتعبير عن غضبهم والمطالبة بمحاسبة المستهترين
وتجاوز صدى الحادثة الأردن ليصل دولا عربية أخرى، حيث تصدر وسم #مستشفى_السلط قائمة المواضيع الأكثر تداولا في مصر وعدد من دول الخليج.
أسامة عيسى إعلامي أردني – مؤسس منظمة شيزوميديا للإعلام الإنساني شاركنا في هذه الحلقة من بودكاست في عشرين دقيقة وحكى لنا القصة

(يمكنكم الاستماع من خلال البار الخاص بالاستماع)

 

استنفار حكومي واعتراف بالمسؤولية :

بعد انتشار خبر وفاة المرضى في السلط عقدت الحكومة اجتماعاً طارئاً لبحث تداعيات الحادثة، وأعلنت حالة الطوارئ القصوى في كل مستشفيات البلاد. وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قد توجه مباشرة إلى مستشفى السلط الحكومي الذي غصت ساحاته بالأهالي منذ ساعات الصباح الأولى؛ واستمع من المسؤولين هناك إلى تفاصيل الحادثة التي وقعت في المستشفى الذي يرقد فيه نحو 200 مريض، و كانت قد انتشرت مشاهد تظهر الملك غاضبا، أثناء حديثه مع أحد المسؤولين بالمستشفى، بعد أن كان أمر مديرها عبد الرزاق الخشمان بالاستقالة وطالب بتشكيل لجنة عسكرية طبية من الخدمات الطبية للوقوف على ملابسات الحادثة.

رئيس مجلس النواب “عبد المنعم صالح العودات” أعلن عن إجراءات فورية اتخذتها الحكومة بعد الحادثة مباشرة ، وأهمها:
*تخصيص كوادر من الدفاع المدني في المستشفيات لتفقد الأكسجين 3 مرات يوميا، وكذلك في الشركات المزودة، للتأكد من توفر الكميات بشكل كاف.
*متصرف مختص بكل مستشفى.
*إضافة إلى متابعة الشركتين المزودتين للأكسجين لمستشفيات وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية.
وكشف أيضا عن إنشاء مصنع للأكسجين من قبل القوات المسلحة، سيكون قادرا على إنتاج 600 أسطوانة خلال 3 أسابيع، و10 أطنان في أبريل/ نيسان المقبل.

كما كان قد دعا “العودات” مجلس النواب ، لعقد جلسة طارئة صباح الأحد، لمناقشة أسباب وتداعيات حادثة مشفى السلط.

الادعاء العام في العاصمة الأردنية عمان، أوقف يوم السبت14 مارس ، خمسة من موظفي مستشفى السلط الحسين الجديد ووجه الادعاء العام للموقوفين تهمة التسبب بالوفاة بالاشتراك، وتم احتجازهم لمدة أسبوع في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل، والتحقيق ما زال جارياً ومستمراً لتحديد من ستثبت عليه مسؤولية هذا الجرم.

الموقوفون على ذمة التحقيق في القضية هم : مدير مستشفى الحسين بالسلط، وثلاثة من مساعديه، ومسؤول التزويد، -وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” –

وزير الصحة الأردني نذير عبيدات، أعلن في مؤتمر صحفي استقالته من منصبه بعد الحادث مباشرة، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية الأخلاقية عما حدث، في وقت قال فيه الناطق الرسمي باسم الحكومة صخر دودين،
إن استقالة وزير الصحة من منصبه، جاءت بأمر من الملك عبد الله الثاني، في حين كلف وزير الداخلية بإدارة وزارة الصحة .

رئيس الوزراء”بشر الخصاونة” قال في مؤتمر صحفي، إن “الحكومة تتحمل المسؤولية الكاملة عما حدث، ونحن بانتظار التحقيقات”.
ونقل الخصاونة عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تأكيده أن “ما حدث خطا جسيم غير مبرر وغبر مقبول”. وأضاف انه تمت “إقالة وزير الصحة نذير عبيدات، ومدير مستشفى السلط وإيقاف مدير صحة البلقاء عن العمل لحين استكمال إجراءات التحقيق”.

عقد مجلس النواب الأردني جلسته الطارئة، الأحد 14 آذار/ مارس، لمناقشة الحادث بحضور رئيس الوزراء وفريقه الحكومي، حيث أكد مازن الفراية، وزير الداخلية المكلف بوزارة الصحة، ارتفاع عدد الوفيات إلى تسعة، وأضاف أمام المجلس أن ستة أشخاص توفوا مباشرة، خلال فترة انقطاع الأكسيجين التي استمرت ساعتين، في حين توفي الباقون، بعد أن تم تزويد المستشفى بالأكسيجين.

-وقال الخصاونة رئيس مجلس الوزراء خلال جلسة مجلس النواب، “إن الحكومة لن تتهرب ولن تهرب من مسؤولية نقص خدمة أساسية بالمستشفيات في ظل جائحة فيروس كورونا”.
-ولفت إلى إجراءات الحكومة بالطلب من المجلس القضائي بإجراء تحقيق مستقل، وتحمل المسؤولية السياسية لاستعادة ثقة المواطن، مبينا أهمية إحداث “ثورة إدارية إلى جانب الاستثمارية”.
………… فاصل ….

تفاصيل حادثة مستشفى السلط:
من جهته، أوضح وزير الداخلية، وزير الصحة المكلف مازن الفراية، ورود بلاغ حول نقص الأكسجين في غرف العزل والعناية الحثيثة الساعة 7:12 صباح السبت 13 مارس ليصل الدفاع المدني بعد 18 دقيقة، ويعمل على تأمين أسطوانات الأكسجين والإنعاش، مبيناً أن عدد الوفيات بلغ 6 وفيات قبل تزويد الشركة المختصة الخزانات بالأكسجين الساعة 9:15 في حين توفي بعد ذلك 3 أشخاص لم يتم تحديد أسباب وفاتهم، ما إذا كانت من نقص الأكسجين أو غير ذلك.
وأضاف أن إجراءات الرقابة على الأكسجين تتضمن ضرورة إبلاغ الشركة المعنية بالتزويد إذا وصلت نسبة الأكسجين إلى 40% وإذا بلغت النسبة 20% يصدر النظام إنذارا بضرورة التزويد، أما إذا وصلت النسبة إلى 5% فإن الأجهزة الموجودة في غرف العزل والعناية الحثيثة تصدر إنذارا بالخطر لنقص الأكسجين، وهو ما لم تتعامل معه كوادر المستشفى المعنية.

مشكلة تم تجاهلها:
ومع شروع الأجهزة القضائية في الأردن، في التحقيق في حادثة مستشفى السلط، تحدث ناشطون أردنيون، عن أن مشكلة نقص الأكسيجين في مستشفى السلط، مستمرة منذ عدة أسابيع، وأن نداءات الطواقم الطبية، وتحذيرات أهالي المرضى، لم تلق آذاناً صاغية، وأشار جانب من الناشطين الأردنيين، إلى أن ماحدث في السلط، يُبرز الحالة المتهالكة للمنظومة الصحية في البلاد، والتي تحتاج إلى إعادة نظر كاملة، بدلا من الإصلاحات الجزئية.
وَيعد الناشطون الأردنيون، أن الإقالات التي توالت بعد حادثة مستشفى السلط، تندرج في جانب المسؤولية الأخلاقية، في حين أن المنتظر الآن هو تحديد المسؤولية القانونية، فأهل الضحايا والرأي العام الأردني ، الجميع بانتظار ما ستكشفه لجان التحقيق القضائية والطبية بشأن تفاصيل ماحدث، ومن ثم إحالة المسؤولين للقضاء، وبانتظار ما إذا كانت الاجراءات التي اتخذتها السلطات الأردنية، كفيلة بعدم تكرار المأساة، التي راح ضحيتها تسعة أشخاص من مرضى كورونا، انقطع عنهم الأكسيجين قرابة ساعتين.
بانا زيادة ناشطة حقوقية شاركتنا في حلقة اليوم

(يمكنكم الاستماع من خلال البار الخاص بالاستماع)

 

ردود الفعل :
شهد مستشفى السلط الأردني تجمهراً لعشرات المواطنين تزامناً مع تواجد أمني مكثف على خلفية الحادثة والتي أثارت حالة من الغضب لدى الشارع الأردني، وقام بعض المواطنين بحرق الإطارات أمام المستشفى للتعبير عن غضبهم على خلفية التقصير في أداء الوظيفة الأمر الذي تسبب بوقوع الوفيات.
وخرج محتجون في مدينة السلط وعدد من المدن الأردنية الأخرى ليلة الحادثة، برحيل حكومة رئيس الوزراء ومحاسبة المقصرين متحدين الحظر الليلي المفروض في البلاد ضمن الإجراءات للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.

على مواقع التواصل الاجتماعي :
أظهرت مقاطع مصورة على تويتر جانباً من المأساة وحالة الحزن والهلع التي طالت أهالي المرضى.
وتظهر إحدى اللقطات تجمع الأهالي أمام المستشفى وهم يرددون شعاراتٍ غاضبة، فيما حاولت قوات الأمن تطويق المستشفى وتهدئة الناس.

كما نقلت مقاطع أخرى شهادات ذوي الضحايا، إذ يقول شاب إنه اضطر للبحث لساعاتٍ عن الأكسجين، حتى يسعف والده المريض الذي كان ممددا في ممرات المستشفى، وفق روايته.

تحدث مغردون عما وصفوه بـ الإهمال المتراكم في التعامل مع أزمة كورونا”، قائلين إن “ما حدث في مستشفى السلط يعكس الحالة المتردية في المستشفيات الحكومية التي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من عدم المبالاة.
وأشار نشطاء إلى أن مشكلة نقص الأكسجين في مستشفى السلط مستمرة منذ عدة أسابيع، وأن نداءات الطواقم الطبية وتحذيرات أهالي المرضى لم تلق أذنا صاغية.
ووصف مغردون ما حدث في السلط بـ “الجريمة النكراء”.
ورغم أن الواقعة لم تقتصر على إقالة وزير الصحة الأردني ومدير المشفى والمسؤولين عن تزويده بالأكسجين، لم يقتنع العديد من المواطنين بتلك القرارات، بل وصفوها بأنها “حل تخديري”. وطالب كثيرون بإقالة كل الحكومة وإحالة جميع المسؤولين عن الواقعة إلى القضاء.

وفي هذا السياق، حذرت روى ديبات من أن تمر الحادثة دون محاسبة قضائية كأنها “حدث عابر أو مجرد ترند سيختفي بانتهاء الجدل أو دفن الضحايا”.
في حين تناقل آخرون مقاطع مصورة للملك الأردني وهو يوبخ الطواقم الطبية في المستشفى ، معبرين عن ثقتهم بملكهم وجديته في محاسبة المقصرين في الدولة.

حوادث مشابهة :

أعادت المشاهد القادمة من مستشفى السلط إلى أذهان المغردين العرب ذكرى الحوادث المأسوية التي هزت بلدانهم في السنوات الأخيرة.
وتذكر أردنيون حادثة البحر الميت التي أودت بحياة أكثر من عشرين شخصاً غالبيتهم أطفال بعد أن جرفت السيول حافلتهم.
كما عقد مغردون مصريون وأردنيون مقارنة بين ما حدث في مستشفى السلط الأردني وواقعة مستشفى الحسينية المصري. حيث كانت تقارير مصرية قد تحدثت في يناير الماضي عن وفاة مصابين بفيروس كورونا بسبب نقص الأكسجين.
بينما اكتفى آخرون بنشر رسوم كاريكاتورية تحاكي ما وصفوه بـ “الواقع المرير في المنطقة العربية”.

أخيراً .. يذكر أن الأردن يشهد منذ أسابيع ارتفاعاً في الإصابات اليومية بفيروس كورونا، وسجل الجمعة 55 وفاة، وأكثر من 7700 إصابة، ووصلت الحصيلة الإجمالية إلى 464 ألف إصابة و5224 وفاة.

التفاصيل في هذه الحلقة من بودكاست في عشرين دقيقة

إعداد وتقديم: براء صليبي


قائمة الحلقات