قدرة العراق على مواجهة التحديات الأمنية (الطائرات المسيرة)
في عشرين دقيقة
قدرة العراق على مواجهة التحديات الأمنية (الطائرات المسيرة)
/

قدرة العراق على مواجهة التحديات الأمنية (الطائرات المسيرة)

شاهو القره داغي

دبي (أخبار الآن) تحولت الطائرات المسيرة بدون الطيار إلى تهديد أمني خطير في الفترة الاخيرة بعدما ازدحم السماء العراقي بهذه الطائرات التي يتم استخدامها من قبل الدول الخارجية والجماعات المسلحة الداخلية وحتى العشائر والعصابات المنظمة، ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)

تحولت الطائرات المسيرة بدون الطيار إلى تهديد أمني خطير في الفترة الاخيرة بعدما ازدحم السماء العراقي بهذه الطائرات التي يتم استخدامها من قبل الدول الخارجية والجماعات المسلحة الداخلية وحتى العشائر والعصابات المنظمة، في ظل غياب منظومة دفاعية قادرة على ردع هذا التهديد وتبديد المخاطر التي تشكلها على الأمن والسلم المجتمعي في ظل مخاوف حقيقية لدى المواطنين من تصاعد هذا التهديد على المدى القريب .

ضيف الحلقة الكاتب والمحلل السياسي الاستاذ محمد زنكنة 
إعداد و تقديم: شاهو القره داغي

نص الحلقة :

أسباب ودوافع إبقاء سنجار في دائرة الصراع

 

على الرغم من مرور أكثر من ٧ سنوات على تحرير منطقة سنجار العراقية من تنظيم داعش الإرهابي، ومرور أكثر من عامين على توقيع اتفاقية سنجار بين حكومة الإقليم في أربيل والحكومة المركزية في بغداد لتطبيع الاوضاع في سنجار وإخراج المسلحين وفرض سلطة الدولة وبدء عملية إعادة الإعمار، إلا إن المنطقة لا تزال تعاني من العديد من المشاكل والأزمات التي قد تنفجر في أي وقت، حيث تعاني المنطقة من غياب الخدمات وتعطيل عمليات إعادة البناء والإعمار، إضافة إلى انتشار الجماعات المسلحة التي تعرقل عودة الأهالي وعجز الحكومة عن فرض القانون والتسبب في بقاء هذه المنطقة في دائرة الأزمات والصراعات.

 

مرحبا بكم في حلقة جديدة من بودكاست في عشرين دقيقة، نتحدث فيها عن أسباب ودوافع إبقاء سنجار في دائرة الصراع وتعطيل الجهود التي تعمل على تطبيع الأوضاع داخل هذه المنطقة الاستراتيجية.

 

شكل الانتصار على تنظيم داعش الارهابي وتحرير منطقة سنجار أملًا كبيرا للنازحين ومواطني هذه المنطقة وخاصة من المكون الايزيدي في إمكانية العودة الى مناطقهم وتحريك عجلة الإعمار والبناء وإنهاء آثار الحرب والدمار عن المنطقة، إلا أن إخراج تنظيم داعش أفرزت واقعًا مختلفًا عن طريق سيطرة وانتشار جماعات مسلحة أخرى في سنجار ومحاولة فرض نفوذهم على هذه المنطقة المهمة التي أصبحت مركزا للصراعات المحلية والاقليمية.

 

لدى مدينة سنجار أهمية إستراتيجية كبيرة عند جميع القوى والأطراف المتصارعة المتواجدة في المنطقة، حيث تبعد ٨٠ كيلومترًا عن مدينة الموصل و ٥٠  كيلومتراً عن الحدود العراقية السورية التي تشهد توترات مستمرة،  و70 كيلومتراً عن الحدود التركية، ويقطنها الايزيديين الذين يمثلون الغالبية السكانية لسنجار، بالإضافة إلى وجود مكونات اخرى في المنطقة تُشكل فسيفساء تميزها عن باقي المناطق، إضافة إلى الموقع الجغرافي المهم والتي تساعد أطراف الصراع على الانتقال والتحرك بصورة سهلة والاستفادة من الجبال الموجودة والتي تساعد في المناورة وممارسة حروب العصابات .

كما تُشكل المنطقة أهمية كبيرة بالنسبة لحزب العمال الكردستاني الذي نجح في السيطرة على سنجار وفرض نفوذه منذ عام ٢٠١٤، حيث يُشكل هذه المنطقة امتدادا لعناصر هذا الحزب تجاه المناطق السورية .

تنظر إيران إلى سنجار بإعتبارها من أهم المحاور التي تربط محور المقاومة بسوريا، وتمثل معبرا للطاقة وصولا الى البحر الابيض المتوسط كون المدينة تشكل امتدادًا لمدينة تلعفر تجاه سوريا كونها تقع على طريق الحرير الإيراني باتجاه سوريا ولبنان وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط

، كما يشكل الوجود الايراني المتزايد من قبل الجانب الايراني عن طريق التحالف مع الميليشيات وحزب العمال الكردستاني تهديدا على الأمن القومي والمصالح التركية، حيث تخشى أنقرة من تحول المدينة إلى قنديل آخر في العراق يهدد الاستقرار في تركيا بسبب سيطرة  وتواجد حزب العمال بصورة كبيرة في المدينة، وقد هدد الرئيس التركي عام 2016م باجتياح مدينة سنجار واستكمال عمليات درع الفرات لما تشكله من خطر مستقبلي على الدولة التركية باعتباره تنظيمًا إرهابيًا.

 

أبرمت الحكومة العراقية في بغداد والسلطة المحلية في إقليم كردستان، في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، اتفاق تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار، برعاية الأمم المتحدة والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ويهدف الاتفاق أساساً إلى إخراج الجماعات المسلحة من البلدة، تمهيداً لعودة نازحيها الذين لا يزال نحو 80 في المائة منهم يرفضون الرجوع، بسبب توتر الأوضاع في المدينة وسيطرة تلك الجماعات عليها.

 

وتضمن الاتفاق ثلاثة محاور وهي الإداري والأمني ومحور إعادة الإعمار:

 

وبحسب المحور الإداري، يتم اختيار قائممقام جديد لقضاء سنجار، والنظر بالمواقع الإدارية الأخرى من قبل اللجنة المشتركة المشكلة من الطرفين.

أما المحور الأمني فتضمن أن تتولى الشرطة المحلية وجهازا الأمن الوطني والمخابرات حصراً مسؤولية الأمن في داخل القضاء وإبعاد جميع التشكيلات المسلحة الأخرى خارج حدود القضاء، وتعيين 2500 عنصر ضمن قوى الأمن الداخلي في سنجار، وإنهاء تواجد منظمة حزب العمال الكوردستاني من سنجار والمناطق المحيطة بها وأن لا يكون للمنظمة وتوابعها أي دور في المنطقة.

فيما شمل محور إعادة الإعمار تشكيل لجنة مشتركة من الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان لإعادة إعمار القضاء بالتنسيق مع الإدارة المحلية في نينوى، وتحديد مستواها وتفاصيل مهامها من قبل رئيس مجلس الوزراء الاتحادي ورئيس مجلس وزراء إقليم كوردستان، إلى جانب تشكيل لجنة ميدانية مشتركة لمتابعة تنفيذ سير ما جاء في الاتفاق.

 

ورغم مرور أكثر من عامين على هذه الاتفاقية التي حظيت بترحيب داخلي ودولي، إلا أن الحكومات العراقية فشلت في تنفيذ الاتفاقية وبقيت حبرًا على ورق حتى اليوم الحالي نتيجة لوجود تدخلات خارجية و عجز الدولة عن الايفاء بوعودها والاستجابة لمطالب المواطنين في المدينة.

ومن الواضح أن هناك جهات داخلية في المدنية مرتبطة بأجندة خارجية تمارس نشاطات غير قانونية من عمليات التهريب وتجارة المخدرات ونشاطات غير مشروعة وتعمل على ترسيخ نفوذها داخل المدينة وعدم السماح بانجاح اتفاقية سنجار والذي سيؤدي الى إخراج هذه الجماعات من المدينة وإنهاء حالة الفوضى الذي يسهل من النشاطات الغير قانونية والغير مشروعة، حيث سيؤدي الاتفاق إلى عودة القانون وإنهاء الفوضى وتجفيف منابع الجماعات المسلحة التي تستغل الصراعات وتخلق الأزمات لشرعنة وجودها وبقاء مصالحها.

 

وللمزيد حول هذا الموضوع نتحدث مع الباحث في الشأن السياسي العراقي الدكتور الناصر دريد ، ونسأله أولا:

بعد مرور ٧ سنوات على تحرير سنجار وسنتين على اتفاقية سنجار بين أربيل وبغداد، لماذا الى الان لم يتم تطبيع الأوضاع في المدينة ولماذا تعطلت او لم تنفذ اتفاقية سنجار علي الرغم من الترحيب الدولي والداخلي بهذه الاتفاقية المهمة بهذا التوقيت ؟

أعتقد بأن العراق غير قادر علي حماية ارضيه وسمائه ولا يمتلك المنظومة الدفاعية التي تؤهله لهذا الموضوع ثانيا هو لا يستطيع بسبب الفساد الموجود في المنظومه الدفاعيه العراقية ان يكون صاحب للاسلحة التي تؤهله للدفاع عن نفسه وارضه وسمائه هذا ووجود العديد من الاتفاقياات الدوليه للدول الاقليميه حتي مع عدم وجود اتفاقيات مكتوبه او كانت شفهيه هذه الاتفاقيات تعجل او تسرع من مدي التدخلات الخارجية في الشئون الداخليه العراقيه العراق ايضا الحكوميه العراقيه احيانا تلجأ الي هذه الدول الاقليميه لحل المشاكل الداخليه لذلك بكل صراحة مسائل الترونات ووجود هذه الطائرات واسقاطها بين الفينه والاخرس تعقد المواضيع اكثر فأكثر ولا تستطيع الحكومه العراقية ان تحل هذه المسئله والمعضله الا ان تكون صاحبة لسيادتها ۔ " دكتور ناصر دريد "

 

 

هل مشكلة سنجار ذات أبعاد محلية فقط أم إقليمية ودولية أيضا ما يؤدي الي تعقيد سبل الحل بصورة أكبر ؟ " شاهو "

 

بالتاكيد وجود الجماعات المسلحة التي تمتلك هذه الاسلحة الثقيله خارج المنظومه الدفاعيه العراقيه تعرض القائد العام للقوات المسلحة والذي هو رئيس الوزراء اي ان كانت الشخصيه الي حرج كبير جدا بكل صراحة لانه لا توجد دولة منتظمه في العالم تمتلك فيها المليشيات هكذا انواع من الاسلحة وتستخدمها ضد الدولة بالتاكيد وجود الكثير من بؤر الفساد في داخل المنظومه الدفاعيه العراقيه ثانيا عدم وجود سيطره من قبل الحكومه علي هذا الموضوع ثالثا وجود مليشيات لها يد اطول من يد الحكومه رابعا وجود دول اقليميه تساعد وتعجل من عمليه تفويض السياده وانعدام السياده في العراق وهذه الاسباب واسباب اخري بالتاكيد تضع الحكومه العراقيه في مأزق كبير وامام حرج كبير جدا لا تستطيع ان تخرج منه بسهوله كبيره وبكل صراحة اليوم الامكانيات الموجودة لدي القوات المليشيويه التي لا تنتظم في المنظومه هي اكبر واكثر بكثير من المنظومه الدفاعيه من وزاره الدفاع من الجيش العراقي وهذا ما يغري احيانا الكثير من المتسمين في الجيش خلال الانضمام الي هذه الملييشيات علي الاقل لتوفير لقمة العيش  ۔ " دكتور ناصر دريد "

 

واخيرا من المستفيد من إبقاء الأوضاع في سنجار على ماهو عليه، هل هي الجماعات المسلحة المتواجدة في المدينه ام هناك اطراف اخري تستخدم وتستغل هذه الجامعات لتمرير اجندتها عن طريق الابقاع في حاله الفوضي وانتشار المليشيات والجماعات المسلحة في المدينة ؟ " شاهو "

 

الخطوة الاهم في هذا الموضوع وجود قرار جرئ جدا للقوات العامة المسلحة الخروج من هذه الازمه اولا بالغاء المليشيات ثانيا باعاده تنظيم المنظومه الدفاعيه العراقيه ثالثا بوجود انقلاب داخلي علي الملييشيات الغير منتظمه في المنظومه الدفاعيه العراقيه واعاده تنظيم وزاره الدفاع العراقيه وترتيب قوتها واعاداه توزيع السلاح مره اخري علي اساس الحاجة للقوات المنتظمه في هذا الاطار هذا بالاضافه الي حل ومعالجة القرارات الامنيه في المناطق المنتظمه ضمن الماده 140 والغاء كافه الظواهر المسلحة الغير متعلقه بوزاره الدفاع العراقي هذه المسأله تحتاج الي قرار جرئ للتخلص من القرارات والاراء والارادات الغير عراقيه وهنا ايضا الولايات المتحده الامريكيه وقوي التحالف يجب ان تلعب دورها لان علي الولايات المتحده مسؤليه اخلاقيه وسياسية لدعم العراق واعاده استقراره وهذا مالم يحدث منذ عام 2003 باختصار نحتاج الي إرادة عراقيه وقرار جرئ  من القائد العام للقوات المسلحة ۔"

" دكتور ناصر دريد "

 

دخول سنجار ضمن حدود المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد تسببت في الكثير من المشاكل لأهالي هذه المنطقة، نتيجة لتنصل الحكومة المركزية في بغداد من المسؤولية وعدم استعدادها لإنهاء مشكلة المناطق المتنازع عليها بصورة نهائية عن طريق تنفيذ البنود الدستوريةلانهاء هذه المعضله ، ما فتح الباب أمام الكثير من الجهات الداخلية والخارجية من استغلال هذه المشاكل ومحاولة تمرير اجندة تخريبية أثرت سلبيا على المنطقة وخلقت بيئة غير آمنة وغير مستقرة تشكل خطرا على المناطق الاخرى بصورة مباشرة وتعرقل عودة النازحين الى مناطقهم.

ومع تنصل الحكومه العراقية من مسؤليتها تجاه المدينه والتراجع عن الاتفاقيات والتفاهمات والوعود التي قطعتها بخصوص الوصول الي معالجات حقيقية وحلول منطقية وفرض القانون والدولة تقوم الجامعات المسلحة باستغلال ضعف الدولة لتعزيز وجودها داخل المدينه ما يؤثر سلبيا علي مستقبل هذه المنطقه وقد يحولها لساحه لتصفية الحسابات بين القوي المحليه والاقليميه والدوليه والتي سوف تزيد من المشاكل وتؤدي الي ابقاء النازحين في خيم ونزوح وعرقله عودتهم الي مناطقهم ۔ " شاهو"

 

الي هنا ننتهي من حلقة هذا الاسبوع من بودكاست في 20 دقيقه تحدثنا فيها عن اسباب ودوافع ابقاء سنجار في دائره الصراع من قبل الجماعات المسلحة المتواجدة في المدينة او اطراف اقليمية اخري تستفيد من ابقاء حتاله الفوضي داخل هذة المنطقة الاستراتجية في العراق ۔

 

شكرا لكم لحسن الاستماع والي اللقاء في الحلقات القادمة " شاهو "

 

 

 


قائمة الحلقات