جهاد طروادة (الجزء الثاني): عملاء أفغان وباكستانيين في خدمة إيران

محمد علي

الحرب بالوكالة هي استراتيجية راسخة وممتدة في سياسة طهران منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية، فأكبر مثال حي لها هو دعم إيران لجماعة الحوثي في اليمن البيّن وعلى العلن، بلا استحياء أو هوادة. ولكن السؤال الأهم هو كيف امتدت شبكات حرب إيران بالوكالة السرية في السنوات القليلة الماضية لتصل إلى المجتمع الباكستاني والأفغاني وتجنيدهم لخدمة مصالحها في أوروبا، وكيف استطاعت إيران ذات الحكومة والأغلبية الشيعية، في التحالف مع تنظيم القاعدة السني وأخذ ولاءهم الكامل ليصبحوا جزءاً من طابور إيران الخامس في اليمن، بعد أن كانوا يوماً ما أشد وألد الأعداء؟ وهل فعلاً وصل جهاد طروادة إلى جنوب اليمن كخلايا نائمة لتنظيم القاعدة بإدارة إيرانية؟ هذا العالم السري نكتشفه سوياً من خلال استقصاءات أخبار الآن في هذه القضية في حلقة جديدة من بريفينج بودكاست. تنبيه: جميع المقتطفات الصوتية في هذه الحلقة تم أدائها بصوت العاملين على هذا البودكاست، وليس بأصوات الشخصيات الحقيقة.

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

جهاد طروادة (الجزء الثاني): عملاء أفغان وباكستانيين في خدمة إيران

الحرب بالوكالة هي استراتيجية راسخة وممتدة في سياسة طهران منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية، فأكبر مثال حي لها هو دعم إيران لجماعة الحوثي في اليمن البيّن وعلى العلن، بلا استحياء أو هوادة.

ولكن السؤال الأهم هو كيف امتدت شبكات حرب إيران بالوكالة السرية في السنوات القليلة الماضية لتصل إلى المجتمع الباكستاني والأفغاني وتجنيدهم لخدمة مصالحها في أوروبا، وكيف استطاعت إيران ذات الحكومة والأغلبية الشيعية، في التحالف مع تنظيم القاعدة السني وأخذ ولاءهم الكامل ليصبحوا جزءاً من طابور إيران الخامس في اليمن، بعد أن كانوا يوماً ما أشد وألد الأعداء؟ وهل فعلاً وصل جهاد طروادة إلى جنوب اليمن كخلايا نائمة لتنظيم القاعدة بإدارة إيرانية؟

هذا العالم السري نكتشفه سوياً من خلال استقصاءات أخبار الآن في هذه القضية في حلقة جديدة من بريفينج بودكاست.

تنبيه: جميع المقتطفات الصوتية في هذه الحلقة تم أدائها بصوت العاملين على هذا البودكاست، وليس بأصوات الشخصيات الحقيقة.

كتابة: لبنى منيب
بالتعاون مع: نجم الدين قاسم
تقديم: محمد علي وأحمد العموري ووليد هنيدي وكريم كوكب 
الإخراج الصوتي: محمد الحوارني
الهوية البصرية: سرد ديجيتال
الإشراف العام: محمد علي

نص الحلقة :

محمد يوم 23 مارس سنة 2023 كان يوم ربيعي عادي جداً في العاصمة اليونانية أثينا، حالة الشوارع كانت على ما يرام، طقس زي بداية الربيع،  برد شوية لكنه مشمس، وكل شيء كانت طبيعية، لكن في الوقت اللي كانت فيه المدينة بتعيش يومها طبيعي جداً، كانت الشرطة اليونانية بتلقي القبض على شابين كانوا يخططوا لهجوم على مطعم إسرائيلي، واللي مش عادي، إن الشابين دول كانوا مواطنين باكستانيين، وإنهم كانوا بيتلقوا تعليمات من مجموعة مقرها... إيران، هتسألني يعني إيه اللي يخلي جهادي باكستاني، أغلب الظن يعني أنه هو سني يتعاون مع طهران؟ سؤال منطقي وجميل، بس عشان نوصل للإجابة محتاجين نرجع 45ن سنة لورا، في يناير 1978 قامت ثورة الخميني في إيران، اللي انقلبت على نظام الشاه وأسست الجمهورية الإسلامية الإيرانية المستمرة لحد النهاردة، واحدة من أهم استراتيجيات جمهورية الخميني كانت تصدير ثورتها للعالم، عن طريق تحالفات كونتها حتى مع اللي كان ممكن جداً تعتبرهم أعداء، لكنها تحارب بالتعاون معاهم -أو يعني باستخدامهم- عدو كانت هي بتعتبره أكبر وأهم، في الجزء من جهاد طروادة، هنكون بنبحث عن كثب في حروب إيران بالوكالة، وعملائها السريين، بما فيهم -ويا للدهشة- الجهاديين السنة، أنا محمد علي ودة ملخص جديد من Briefing Podcast، من بعد استقرار النظام الإيراني في ثمانينيات القرن الماضي، أدركت إيران أن هي عشان تواجه العالم، محتاج يكون ليها أذرع في كل مكان، وخصوصاً في الأماكن اللي تعتبر مصدر تهديد مباشر، وكانت أنسب وسيلة لدة، هو تجنيد الألاف من العملاء السريين، اللي كتير منهم كانوا تجار مخدرات أو لصوص، أما مصدر تمويل عملياتها السرية فكان عائدات تصدير النفط الإيراني، وبكدة المعادلة تكون واضحة، طرف أول عنده هدف واضح والتمويل الكافي لتنفيذه، زائد طرف ثاني عنده نفس الهدف وفي حاجة للمال، يساوي إيه حروب إيران بالوكالة، هتسألني مين الطرف التاني، هقولك المجاهدين والمتطرفين من دول آسيا المجاورة لإيران اللي استغلت ظروفهم الاقتصادية وأفكارهم المتطرفة، وخصوصاً بعد انهيار تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان، بسبب عمليات التحالف الدولي بعد 11 سبتمبر، علاقة إيران بتنظيمات زي طالبان والقاعدة هي علاقة معقدة جداً، وبتثير أسئلة كتير الحقيقة، بس جاوبلنا عليها بقا، المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية الإيرانية بمعهد واشنطن للدراسات فرزين نديمي 

 

فرزين نديمي استقطاب إيران للمقاتلين السنة له عدة أبعاد، أولاً إبعاد خطر هذه الجماعات عن طهران، بزعم أن عدوهم مشترك وهو محاربة أميركا، يعني إبقاء الجماعات الأكثر تطرفاً بعيدة عن إيران، على سبيل المثال تنظيم داعش، وإقامة علاقات اقتصادية وسياسية أوثق مع من يحكمون في أفغانستان، أما البعد الثاني فهو أن تلك العلاقات تمكن إيران من الوصول إلى مناطق ذات أغلبية شيعية بعيدة مثل جيلجيت، بالتستان الباكستانية، وهي جزء استراتيجيٌّ من كشمير، والتي من المتوقع أن تقوم إيران بدعمها وتسليحها للاستفادة منها لاحقاً بما يخدم مصالح النظام الإيراني، كما حدث مع الجماعات الشيعية في العراق ولبنان، بالإضافة إلى جماعة الحوثي في اليمن 

 

محمد الحقيقة أنه، علاقة طهران بتنظيمات زي طالبان والقاعدة يعني ما كانتش دائماً سلسة، فالنهاية هي علاقة تحكمها المصالح، وتحقيق المصلحة هو المؤشر الوحيد لنجاح العلاقة دي، معاي النهاردة الزميل نجم الدين قاسم، نجم الدين هو اللي اشتغل على التحقيق دة وهيشرحلنا المسار التاريخي لعلاقة طهران مع المجموعات المتطرفة في أفغانستان وباكستان، نجم الدين أهلاً وسهلاً، حابب إن حضرتك تشرحلنا شوية كده وتدينا نبذة عن الـTimeline أوالعلاقة التاريخية من بداية الثمانينيات 

 

نجم الدين أهلاً ومرحباً محمد، لطالما كانت هناك علاقة طويلة ممتدة على آلاف السنين بين الأفغان وبين الإيرانيين أو الفارسيين فهذه علاقة تاريخية، ولكن بعد سقوط نظام الشاه واعتلاء الخميني أو عودة الخميني، الخميني من باريس إلى إيران، كانت هناك تغيير في السياسة باتجاه أفغانستان، خصوصاً وأن أفغانستان هي أغلبية سنية بأقلية شيعية، بينما هناك العكس في إيران هي أغلبية شيعية بأقلية سنية، ومنذ ذلك الوقت كان هناك صراع بين السنة والشيعة، و إيران بدأت بدعم الأقليات الشيعية في الوطن العربي بشكل عام، وذلك لخلق جو من الاضطرابات التي إيران تستفيد من هذه الإضطرابات، لكي تتوسع أو لكي يخدم مشروعها التوسعي، وكان خلال فترة التسعينات وبداية الألفية، الألفينات كان النظام الإيراني  وتنظيم طالبان بأنهم عبارة عن مرتزقة ومتعصبين، كما قال خامنئي في فترة ما قبل 2015 كان يصنّفهم إلى مرتزقة ومتعصبين، ولكن فيما بعد عندما اندلعت ثورات الربيع العربي في الشرق الأوسط، إيران بدأت باستغلال التواجد أو استغلال الأقلية الشيعية التي كانت تدعمها، إن لم يكن ماديا، فهي كانت تدعمها من خلال تعليم، من خلال دعم سياسي قبل ثورات الربيع العربي، فرأينا كيف، كيف تم استغلال هذه الحركات الشيعية أو الحركات اللي موجودة في اليمن، موجودة في العراق موجودة كمان في أفغانستان، فيعني منذ أن اندلعت الحرب بسوريا، أيضاً حاولت إيران أنها تستقطب الأفغان، خصوصاً الأفغان الذين كانوا يهربون من الحرب ومن الصراعات الموجودة في أفغانستان إلى إيران، لكونها جارة لإيران ولديها حدود جغرافية، فإيران حاولت خلال الفترة ما بين 2011 إلى 2015 تجنيد الشباب الأفغان، وتجند الرجال الأفغان الذي كانوا يهاجروا أو المهاجرين الذين كانوا يأتون من أفغانستان إلى إيران وإرسالهم إلى إلى سوريا، تحت تحت دعوات حماية المزارات، فشكّلت ألوية من ضمنها ألوية فاطميون، وعدة ألوية أخرى للقتال إلى جانب النظام السوري 

 

محمد طيب وإيه سبب التحول في سياسة طهران من وصف حركة طالبان بالمتعصبين لسياسة أكثر تقبلاً ليهم، يعني؟ 

 

نجم الدين هذا هو من ضمن الاستراتيجية الجديدة تتبعها إيران، بأنها تخلق جماعات متطرفة أو تتعاون مع جماعات متطرفة سنية، وتخلق هذه الجماعات إن لم تكن موجودة تقوم بخلقها كما خلقت لواء الفاطميون، يعتبر الباقية ممكن أن يشوف أن هذه هي تعاطف عفوي مع إيران، خصوصاً أنها تستخدم الشعارات الرنانة لمحاربة إسرائيل، تحرير الأقصى، محاربة أمريكا ومواجهة الدول الكف كما تصفها، ولكن هذه هي دراسة أو هذه هي استراتيجية مدروسة من قبل إيران، وهي ما عرفت ما تعرف حالياً مؤخراً تحت مسمى جهاد طروادة وجهاد طروادة، هو استخدام جماعات سنية ليست شيعية أو مرتبطة بإيران، إنما استخدام جماعات سنية وأشخاص كانوا منتمين لتنظيمات متطرفة واستخدامهم لمصلحة إيران أو للقتال تحت راية إيران 

 

كوستاس نوسيس جهاد طروادة، النقطة اللي هترجعنا للعاصمة اليونانية أثينا يوم 23 مارس 2023، الشرطة اليونانية قبضت على شابين عمرهم 27 و29 سنة بيحملوا الجنسية الباكستانية، وبالتحقيق معاهم ثبت أنه همّ بيشتغلوا لمصلحة مجموعة مقرها طهران، الشابين كانوا بيخططوا لهجوم على مطعم إسرائيلي في وسط مدينة أثينا وفي نفس المبنى في مقر لإقامة الشعائر اليهودية، الصحفي اليوناني كوستاس نوسيس اللي قام بتغطية عملية اعتقال ومحاكمة المتهمين الباكستانيين شرحلنا ملابسات الحادث 

الشرطة اليونانية ألقت القبض على المتهمين بعد أن تمت مراقبة اتصالاتهم، وقد التقطتهم كاميرات المراقبة أثناء تصويرهم للمطعم الذي كان يؤدي فيه عدد من اليهود طقوساً دينية، وبعد التحقيق معهم أثبت تواصلهم مع العقل المدبر للعملية والذي كان في إيران، ولا زالت القضية أمام المحكمة حتى الان 

محمد ده كلام مين كوستاس نوسيس الصحفي اليوناني، وجهت الحكومة اليونانية للشابين تهم متعلقة بالإرهاب وأمرت بحبسهم على ذمة القضية، والمثير في الأمر أن الحادث دة مش فريد من نوعه، دة قبل أثينا بحوالي 4 شهور في نوفمبر 2022، ألقت السلطات الجورجية القبض على مواطن باكستاني ومجموعة تحمل جنسية إيرانية - جورجية مزدوجة، ودول كانوا بيخططوا لاغتيال رجل الأعمال الإسرائيلي - الجورجي، إيتسيك موشيه، المقيم في العاصمة تبليسي، نائب رئيس جهاز أمن الدولة في جورجيا ديفيد كوتاتيلادزه، قال أنه تم العثور مع المتهم الباكستاني على أسلحة كان هيستخدمها في تنفيذ عملية الاغتيال، بالإضافة لصور ومخططات لتحركات موشيه، وبالمناسبة، إيتسيك موشيه يبقى رئيس غرفة الأعمال الإسرائيلية الجورجية، بالإضافة إلى أنه رئيس البيت الإسرائيلي، وهي المنظمة المعنية بالدبلوماسية العامة لإسرائيل في أوروبا الشرقية، وفي تصريحات لنائب رئيس إدارة جهاز أمن الدولة في جورجيا، ديفيد كوتاتيلادزه، قال: 

ديفيد كوتاتيلادزه المواطن الباكستاني جاء من دولة ثالثة بفيزا دراسية إلى جورجيا، وتم تأمين السكن له من قبل أشخاص يحملون الجنسية الإيرانية الجورجية، ووفروا له الوسائل التقنية للتخفي، بالإضافة إلى السكن والأسلحة، والخلية تضم أشخاص يحملون الجنسية الإيرانية - الجورجية وهم حسين رحباني، محمد رضا عربلو، محسن رفيعي مياندشتي، فرهاد باشايي، وعلي فيزي بور، وهذه الخلية تتبع مباشرة للفرقة 400 من الحرس الثوري الإيراني، وهي الفرقة التي تختص بتنفيذ العمليات المخابراتية خارج الحدود الجغرافية لإيران 

محمد ده كلام مين؟ ديفيد كوتاتيلادزه، نائب رئيس إدارة جهاز أمن الدولة في جورجيا، وقبل ما تفكر، عزيزي المستمع، أن العملية دي ماحصلتش غير مؤخراً، وإن هي مجرد يعني تكتيك للسلطة الإيرانية، لا لأنه لو رجعنا لسنة 2015 هنلاقي عملية مشابهة في هولندا، يوم 15 ديسمبر في 2015 ، لقى المعارض الإيراني محمد رضا كُلاهي صمدي مصرعه، فعملية اغتيال نفذها شخصين يحملان جنسيات مختلفة، وحكمت عليهم محكمة هولندية بالسجن المؤبد، بعد سنوات من الواقعة، وزير الخارجية الهولندي قال أنه في شواهد قوية على أن النظام الإيراني له يد في اغتيال صمدي، والتصريحات تزامنت مع طرد هولندا لموظفين اثنين في السفارة الإيرانية في أمستردام، من دون إبداء أي أسباب، ضحية الاغتيال، محمد رظا كُولاهي صمدي أو محمد رضا كُلاهي صمدي، كان عايش هولندا من سنة 1981 عايش تقريباً بهوية مزيفة تحمل اسم علي معتمد، وكان أحد أعضاء حركة مجاهدي خلق المعارضة الإيرانية، المتهمة بتفجير مقر الحزب الإسلامي الجمهوري في طهران سنة 1981، وبعد التفجير بيومين السلطات الإيرانية أعلنت إن صمدي هو المتهم الأول في التفجير، العمليات اللي من النوع دة كثيرة وبتقوم بها خلايا إيران السرية المنتشرة في أوروبا والشرق الأوسط ومناطق كثيرة في العالم، ممكن تقروا معلومات مفصّلة عن عمليات هولندا وقبرص وغيرها في التحقيق الكامل عن العملاء الباكستانيين والأفغان وخلايا إيران السرية على موقعنا أخبار الآن، أما أكبر حروب إيران بالوكالة، واللي لا تخفى على أحد هي حربها في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري، الحرس الثوري الإيراني وجوده مكانش سر، العدد المعلن كان تقريباً 15 ألف مقاتل من قوات الحرس الثوري، لكن اللي ما كانش معلن إن إيران أرسلت آلاف المقاتلين الأفغان، اللي تلقوا تدريبات في طهران، وكان من ضمن المقاتلين دول أطفال، حسب تقرير لمنظمة Human Rights Watch، الصحفية الأفغانية ميترا مجيدي، تقول إنه منذ أن سيطرت طالبان على الحكم في أفغانستان سنة 2021، تم منع الحديث عن أوضاع المهاجرين الأفغان في إيران تماماً، ودة بالرغم من الانتهاكات اللي بتحصل معاهم هناك، طيب نرجع للزميل نجم الدين قاسم، نجم الدين، إحنا هل عندنا معلومات عن ظروف تجنيد المقاتلين الأفغان وإرسالهم لسوريا؟ 

نجم الدين بما أنك سألتني عن لواء فاطميون، لواء فاطميون هو مجموعة شبه عسكرية تمولها وتدعمها إيران بالأسلحة والتمويل المالي، وكذلك التعبئة التعبئة الجهادية هذه، هذه الألوية تم تشكيلها من قبل الأفغان أو من قبل شخصيات أفغانية بارزة ساعدت النظام الإيراني في التجنيد، بالإضافة إلى أنها من ضمن هؤلاء الألوية، هم من كانوا من المهاجرين الموجودين داخل إيران، المهاجرين الأفغان الموجودين داخل إيران، هذه الألوية تم تجنيدها وتدريبها تدريب عسكري محترف في إيران ومن ثم تم إرسالها للقتال في صفوف أو في مساندة النظام السوري، يعني التقديرات تقول أن هناك نحو 20 ألف مقاتل أفغاني ضمن هذه الألوية موجودة في سوريا، وهي التي شاركت في معارك بارزة في سوريا مثلاً معركة تدمر، التي كانت في تدمر والتي قالت أنه هناك أفغان قتلوا في سوريا وكانت تصريح رسمي هذا، ليس فقط في الشرق أو في شمال الجزيرة العربية، إنما خلال الأسابيع الماضية أو خلال الشهر الماضي، هناك كانت معلومات استخباراتية حصلنا عليها في أخبار الآن من الحكومة اليمنية أو من المخابرات اليمنية، تتحدث عن عن وصول أفغان عن طريق البحر إلى المحافظات الجنوبية، والتحق بعضهم إلى تنظيم إلى خلايا تنظيم القاعدة اللي موجودة في حضرموت في المكلا، موجودة في أمبين وموجودة هناك خلايا نائمة لتنظيم القاعدة، موجودة في اليمن منتشرة في جنوب اليمن 

محمد لو اتجهنا جنوباً، إلى اليمن، فتواجد إيران برضه مش سر، طهران بتدير حرب كبيرة بالوكالة منذ سنوات، حرب هددت أمن اليمن تماماً، وتمددت كمان مؤخراً للبحر الأحمر، خلال سنة 2023، الحكومة اليمنية قبضت على تقريباً 15 شخص بيحملوا الجنسية الباكستانية والأفغانية، بالإضافة لمواطنين إيرانيين، كانوا بيهربوا أسلحة ومخدرات لليمن، قادمين منين؟ طبعاً من إيران، والأهم من كدة، أنه أحد ضباط خفر السواحل اليمنية، قال لأخبار الآن أنه هم وصلتهم معلومات حول دخول أفراد من جنسيات آسيوية، الى اليمن خلال الشهر الجاري وانضمامهم للخلايا النائمة لتنظيم القاعدة، وتم تبليغ وزارة الداخلية اليمنية التي قامت بتتبعهم، الكلام دة كله معناه إن الحرب بالوكالة هي استراتيجية راسخة وممتدة في سياسة طهران منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية، واستخدامها لشبكات سرية ووكلاء مش جديد، الجديد هو التوسع فحجم التجنيد للشبكات دي وحجم المواءمات مع جماعات زي تنظيم القاعدة مثلاً، لدرجة إقامة الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة، سيف العدل، في إيران ودة طبعاً بالتنسيق مع طهران، تقدروا ترجعوا للحلقة السابقة من سلسلة جهاد طروادة عشان تعرفوا معلومات أكثر عن سيف العدل، وعلاقته بإيران والتنسيق ما بين طهران وتنظيم القاعدة، وإذا كانت استراتيجية إيران في الحرب بالوكالة واستعدادها للتعاون مع أي طرف أياً كان لتحقيق مصالحها، أمر واضح، فاللي لسة هتكشفه لنا الأيام هو الثمن الذي تدفعه مقابل لعبها بالنار، بكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة من Briefing Podcast، تقدروا طبعاً تقروا التقرير بالكامل على موقعنا أخبار الآن عشان تعرفوا تفاصيل أكثر، واستنونا في الحلقة الجاية من Briefing Podcast 

 


قائمة الحلقات

  • احموا نساء السودان
    كريم كوكب

    احموا نساء السودان

    #احموا_نساء_السودان هو هاشتاغ ذاع صيته في الفترة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، رداً على الانتهاكات التي تُمارس في حق النساء السودانيات من ضرب وتنكيل وتهديد وقتل واغتصاب، في خضّم الحرب التي مسحت الإنسانية عن البعض، ...

  • جهاد طروادة (الجزء الثاني): عملاء أفغان وباكستانيين في خدمة إيران
    محمد علي

    جهاد طروادة (الجزء الثاني): عملاء أفغان وباكستانيين في خدمة إيران

    الحرب بالوكالة هي استراتيجية راسخة وممتدة في سياسة طهران منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية، فأكبر مثال حي لها هو دعم إيران لجماعة الحوثي في اليمن البيّن وعلى العلن، بلا استحياء أو هوادة. ولكن السؤال الأهم هو ...

  • كوكايين الفقراء الذي أرعب المغرب
    كريم كوكب

    كوكايين الفقراء الذي أرعب المغرب

    كوكايين الفقراء الذي أرعب المغرب بـ 5 دولار أمريكي، يمكنك تدمير حياتك! لا نريدك أن تفعل ذلك، لكن نريدك أن تتعرف على ظاهرة مخدر البوفا المنتشرة في المغرب، والشخصيات المخربة التي تعمل على نشر هذا ...

  • من هم ناركوس الشرق الأوسط؟
    كريم كوكب

    من هم ناركوس الشرق الأوسط؟

    من هم ناركوس الشرق الأوسط؟ بدلاً من اسكوبار واحد، المنطقة لديها سبعة. من هم؟ ومن أين يأتون، وما هي أهدافهم؟ تعرفوا على أهم الشخصيات الإيرانية لتجارة المخدرات التي لها تأثير عابر للقارات على الشباب العربي ...

  • ما هي تجارة الأعضاء الحلال؟
    كريم كوكب

    ما هي تجارة الأعضاء الحلال؟

    في ظلمات المعتقلات الصينية، يقف الإيغور في مواجهة جلادين شرسين، بعضهم يستعمل الهراوة، والبعض الآخر يستعمل المشرط، الأول للقمع، والثاني لسرقة الأعضاء. في هذه الحلقة يتناقش الصحفيان الاستقصائيان كريم كوكب وهدى زكريا، كواليس وثائقي "حقائق ...

  • من داعشي سابق إلى جاسوس روسي
    كريم كوكب

    من داعشي سابق إلى جاسوس روسي

    من داعشي سابق إلى جاسوس روسي هل تستخدم روسيا أفراد تنظيم داعش كقتلة مستأجرين؟ الداعشي الروسي السابق محمد عبد الله فيتش عثمانوف يدلي بادعاءات تدين جهاز مخابرات فلاديمير بوتين… فما هي الدلائل؟ في هذا الملخص ...