جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تستهدف قاعدة للجيش المالي

نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة هجوما على قاعدة عسكرية تابعة للجيش المالي واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في تمبكتو وتم الاستيلاء على قاذفة صواريخ مضادة للدبابات بالإضافة إلى مدافع رشاشة ثقيلة وقنابل هاون وغيرها.

إعتقد سكان تمبكتو في شمال مالي في البداية أن إعلان الإرهابيين فرض الحصار كان لمجرد الترهيب، وفق ما ذكر مسؤول في المجتمع المدني المحلي لكنهم في الحقيقة يواجهون تهديدا كبيرا بعدما أصبحوا شبه معزولين عن العالم.

قالت سلسلة رسائل نشرتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مطلع شهر آب/ أغسطس الماضي أنها أعلنت الحرب على منطقة تمبكتو، فيما حذر طلحة أو هند، وهو زعيم محلي للجماعة، الشاحنات القادمة من الجزائر وموريتنيا وأماكن أخرى من دخول المدينة.

أشتد الحصار وأصبح السكان يخرجون على مسؤوليتهم الخاصة لشراء ما يحتاجون بعد نفاذ كل مخزون المدينة من المؤن، وسط تساقط القذائف على أماكن مختلفة، ونشر الرعب بين أهل المدينة.

القذائف طالت مطار تمبكتو ما جعل شركة سكاي مالي، الوحيدة التي كانت تسير طائرات الى تمبكتو لوقف جميع رحلاتها.

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تنفذ هجوما على الجيش المالي وتستولي على أسلحته

يسعى إرهابيو التنظيم إلى فرض سيطرتهم أكثر والتوسع في المنطقة في تحد كبير للمجلس العسكري الحالي الذي يواجه العديد من التحديات في جميع انحاء البلاد، خاصة بعد أن غادرت بعثة الأمم المتحدة المنطقة.

بالإضافة إلى توسع النفوذ الإرهابي، هناك تهديدات بهجوم من قبل مجموعات متمردة يهيمن عليها الطوارق والعرب، وبحسب أحد المسؤولين في المجتمع المدني هذه المجموعات أفرغت المتاجر تحسبا لهجوم مضاد.

الأمن في مالي

يزداد الوضع الأمني تعقيداً في مالي، بعد أن أصبحت البلاد ساحة مفتوحة لمواجهات متعددة المحاور تحاول أطرافها رسم خرائط جديدة للنفوذ والسيطرة وبينما اختلف خبراء حول مستقبل تلك النزاعات، اتفقوا على أن تلك الصراعات العسكرية مرشحة بقوة لأن تكون طويلة ومعقدة، مستبعدين فرصاً لحلول سياسية في الأفق القريب.

وتزداد المواجهات ضراوة بين جيش مالي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، والتي أعلنت في مطلع أغسطس (آب) الماضي الحرب في منطقة تمبكتو. ومنذ ذلك الحين، تُواجه تمبكتو حصاراً يمنع عشرات الآلاف من مغادرتها وتلقّي الإمدادات.

ومن جهة أخرى، تزداد المعارك باطراد بعدما أعلن تحالف “إطار العمل الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية”، وهو تحالف حركات من العرب والطوارق الأزواديين يدعو إلى انفصال شمال مالي، هذا الشهر أنه دخل في حالة حرب مع المجلس العسكري الحاكم ومجموعة فاغنر الروسية المتحالفة معه، وبعدها أعلنت تنسيقية حركات أزواد عن التعبئة العامة وتكوين ما يسمى “جيش تحرير أزواد”، ودعت سكان الإقليم للتوجه إلى ساحات القتال لحماية الوطن والدفاع عنه.

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تنفذ هجوما على الجيش المالي وتستولي على أسلحته

فاغنر في مالي

والشهر الماضي دعت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في الساحل، إلى “النفير والجهاد” ضد جيش مالي وميليشيات فاغنر الروسية، في منشور مطول نشرته مؤسسة الزلاقة، الذراع الإعلامية للجماعة.

ووصفت الجماعة قائد جيش مالي الكولونيل أسيمي غويتا ومرتزقة فاغنر بالعصابة، داعية أنصارها إلى استهدافهم، كما عّددت الجماعة بما أسمته جرائم وفضائع الجيش وفاغنر في مالي وشعبها.

ووصفت جماعة نصرة الاسلام والمسلمين في إصدارات سابقة “مرتزقة فاغنر” بأنهم مجموعة من اللصوص الذين يستهدفون الشعب المالي ويقتلون سكانه في القرى والمناطق المختلفة، ويسلبون أمواله ويحرقون أسواقه، مردفًا أنهم ينهبون الأموال والممتلكات العامة.

مجموعة فاغنر الروسية، تنشط بشكل علني في مالي و3 دول إفريقية أخرى، لدعم أنظمة هشة مقابل معادن وموارد طبيعية أخرى.

في مالي يقدم عناصر فاغنر الحماية للنظام وينفذون عمليات عسكرية ويشرفون على تدريبات، كما يقدمون المشورة بخصوص مراجعة قوانين التعدين بل حتى الدستور.

ويقول النظام في باماكو إن المدربين العسكريين الأجانب في مالي لا ينتمون لمجموعة فاغنر بل للجيش الروسي النظامي.