المدنيون في مالي هدفًا لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وفاغنر

تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي خبرا عن قيام جماعة نصر الإسلام والمسلمين الإرهابية في مالي بمهاجمة قوات فاغنر.

وفي وقت سابق من شهر يونيو المنصرم، زعمت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة أن جنوداً من قوات حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة قتلوا وأصيبوا، إثر تعرضهم لكمين مسلح، في التاسع من يونيو، شمال مالي.

وكانت قد نشرت مؤسسة الزلاقة، الذراع الإعلامية لجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين“ المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في وقت سابق إصدارًا مرئيًا بعنوان “وأعدوا لهم”، تضمن هجومًا على المجلس العسكري الحاكم في البلاد وعلى شركة “فاغنر” للمرتزقة الروس الذين استعان بهم المجلس العسكري، فيما حاولت الجماعة كسب تأييد القبائل المالية من المكونات المختلفة (العربية، الطارقية، الفولانية.. إلخ)، وحثهم على مساندتها والوقوف معها في معاركها الحالية.

وكان قد تضمن الإصدار، مقتطفات من كلمة سابقة لأمير تنظيم القاعدة (المقتول) أيمن الظواهري أثنى فيها على جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، واصفًا مقاتليها بـ”أسود الساحل، وليوث الجهاد في المغرب الإسلامي“، وفق تعبيره، بيد أن الإصدار لم يُشر من قريب أو بعيد لمصير أيمن الظواهري واكتفى بإيراد كلماته للثناء على الجماعة دون التطرق إلى تفاصيل إضافية.

 

ومن المفارقات أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تتبع نفس التكتيكات التي تستخدمها “مرتزقة فاغنر” ضد المدنيين في مالي بما في ذلك نهب الأموال وسرقة الممتلكات العامة وإحراق بعض القرى، التي يقطنها مناوئون للجماعة المرتبطة بالقاعدة.

وأثارت الدول الغربية مخاوف بشأن أنشطة فاغنر في مالي منذ أواخر عام 2021.

وأكدت مالي، التي شهدت انقلابا عسكريا في عام 2021، وكذلك روسيا في وقت سابق، أن القوات الروسية هناك ليست مرتزقة، وإنما مدربون يساعدون القوات المحلية على استخدام معدات تم شراؤها من موسكو.

وحذرت واشنطن مرارا مما وصفته بأنشطة فاغنر التي تزعزع الاستقرار، وشددت العقوبات على المجموعة العسكرية الخاصة، في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا العام الماضي. وقاتل مرتزقة فاغنر إلى جانب القوات الروسية النظامية في أوكرانيا، بما شمل بعضا من أعنف المعارك.

وتشهد مالي أعمال عنف جهادية وموجات تمرد منذ العام 2012. واتسع نطاق العنف من شمال البلاد إلى وسطها وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.

ونفذ تنظيما داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة طيلة السنوات الماضية، هجمات إرهابية في الصحراء الكبرى أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف من الأشخاص، وإغلاق آلاف المدارس.

كما تنشط في الساحل أيضا، مجموعتان متطرفتان أخريان، هما أنصار الإسلام وبوكو حرام، وتشعر حكومات الدول المجاورة بالقلق من تردي الوضع الأمني في مالي.