ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا هدف جديد لروسيا

  • أهداف الحرب الروسية أوسع مما صرح به الكرملين.
  • أعادت روسيا توجيه جهودها العسكرية للسيطرة على منطقة دونباس.

يراقب المسؤولون في مولدوفا بحذر تصرفات الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا، بعدما قال مسؤول عسكري روسي كبير أن موسكو تهدف إلى إنشاء ممر عبر جنوب أوكرانيا إلى ترانسنيستريا الانفصالية في شرق مولدوفا.

وحدد رستم مينكاييف، الجمعة الماضية، أهداف الحرب الروسية التي بدت أوسع مما صرح به الكرملين في الأسابيع الأخيرة. وقال إن القوات الروسية تهدف إلى السيطرة الكاملة ليس فقط على شرق أوكرانيا بل على الجنوب أيضا.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مينكاييف، وهو القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية المركزية في روسيا، قوله: “السيطرة على جنوب أوكرانيا هي طريقة أخرى للخروج إلى ترانسنيستريا، حيث توجد أيضا حقائق عن اضطهاد السكان الناطقين بالروسية”.

كانت مولدوفا، الدولة الصغيرة في أوروبا الشرقية، الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا، جزءا من رومانيا قبل أن يضمها الاتحاد السوفياتي عام 1940.

وأدى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى نشوب حرب أهلية قصيرة في أوائل التسعينات بين جمهورية مولدوفا المستقلة حديثا والانفصاليين في ترانسنيستريا، الذين أرادوا الحفاظ على العلاقات السوفيتية.

وأصبحت ترانسنيستريا إقليم انفصالي صغير يمتد على طول حدود مولدوفا مع أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانه حوالي 500 ألف نسمة.

وتقول صحيفة واشنطن بوست إنه لا توجد دولة -ولا حتى روسيا- تعترف باستقلال المنطقة. لكنها تعمل كدولة منفصلة، وتعترف سلطات مولدوفا بعدم سيطرتها عليها.

يقول المحلل السياسي في ريدل، أنطون بارباشين، لواشنطن بوست، إن فكرة سعي روسيا لإنشاء رابط جغرافي مع ترانسنيستريا كانت “في خطاب موسكو منذ التسعينات على الأقل”.

وفي إطار سعي روسيا إلى الاحتفاظ بجيوب نفوذ في أوروبا الشرقية. تواصل موسكو دعم ترانسنيستريا، الموالية لها، بالغاز الطبيعي وغيرها من الإمدادات، مما يبقي الجمهورية الانفصالية واقفة على قدميها.

ويتمركز هناك ما يقدر بنحو 1500 جندي روسي.

يستبعد المحللون ذلك، بحسب واشنطن بوست. فقد أعادت روسيا توجيه جهودها العسكرية للسيطرة على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، بعد فشل محاولات الاستيلاء على كييف، العاصمة، ومناطق أوسع في أوكرانيا.

وتكبد الجيش الروسي خسائر فادحة خلال هجومه، الذي يستمر شهرين حتى الآن، وانتكاسات كبيرة في ساحة المعركة فاجأت العديد من المراقبين وكشفت نقاط ضعفه.

يقول الخبير الروسي في معهد أبحاث “سي إن أيه”، مايكل كوفمان: “الحديث عن ترانسنيستريا كاذب تماما. ليس لدى الجيش الروسي القدرة على هذا النوع من الهجوم”، متحدثا عن نفاد طاقة القوات بعد الهجوم في دونباس.