الفولانيون معروفون بالبساطة والنزاهة ويرفضون اتهامهم بالإرهاب

تعرف جماعة الفلاني بالنزاهة وبفخرهم لتقاليدهم القديمة غير ان الارهاب اخترق صفوفهم في بعض الاحيان..

ف اياد غالي عمد الى تجنيد العديد من الفولانيين لتنفيذ اجندته في إفريقيا.
كما أن الداعية الفولاني محمد كوفا وهو من أنصار أغ غالي وعضو فعال في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، بدأت سلطته تتزايد منذ تأسيسه كتيبة ماسينا عام 2015.
خلال الأعوام الأخيرة استغل كوفا الخلافات القديمة حول الأرض الخصبة المتنازع عليها، بين الرعاة والمزارعين، وبين الإتنيات ليزيد من شعبيته ضمن صفوف نصرة الاسلام والمسلمين او ما يعرف بالJNIM.

تمكنا من التكلم مع جماعة الفولاني في نيجيريا الذين اعربوا عن رفضهم الارهاب وعن كيف انهم يعتبرون ان الذين ينشقوا عن جماعة الفولاني ليحاربوا مع الجماعات الارهابية هم اقليات.

غالبًا ما يكون للثقافات العديدة للسكان الأصليين في إفريقيا طرق مختلفة للحياة، وقد تختلف تقاليدهم بين ثقافة وأخرى.

تشكّل جماعة الفولاني إحدى جماعات السكان الأصليين في غرب إفريقيا، وهي جماعة مسلمة بالدرجة الأولى منتشرة في أجزاء كثيرة من غرب إفريقيا يتمركز معظمها في نيجيريا ومالي وغانا وغينيا والكاميرون والسنغال والنيجر.

يمثلون نحو 9٪ من إجمالي سكان نيجيريا البالغ عددهم 200 مليون نسمة ويعتقدون أنه يفترض بالزيجات أن تنجب العديد من الأطفال، ونتيجة لذلك يتزوجون في سن صغير دون أي رغبة في تحديد النسل. فماذا يقول الفولانيون عن نفسهم وعن جماعتهم؟.

الفولانيون- غرب إفريقيا

يقول إبراهيم إبراهيم، وهو زعيم مجتمع فولاني في كادونا في نيجيريا “إن الفولاني الحقيقي معروف بالصدق والنزاهة والإخلاص”.

ويعود بحديثه إلى أصلهم وجذورهم ليلفت إلى أنهم هاجروا “من السنغال منذ نحو 500 إلى 700 عام وهم منتشرون في جميع أنحاء البلاد، ولا أعتقد أن ثمّة جزء من هذا البلد يمكن أن تذهب إليه إلا وتقابل فولاني، فهم يتمتّعون بثقافة ولغة مهيمنة وفي أي مكان تذهب إليه في العالم سوف تكتشف أن هناك فولاني”.

وأضاف أن “الفولاني الحقيقي يحترم والديه ولا يمكنه تناول الطعام في الأماكن العامة ولكن في هذه الأيام تغيّر الأمر فهم يأكلون في الخارج وهذه ليست ثقافتنا ولا عاداتنا”.

على المستوى الاجتماعي والحياتي “لا يجوز للفولاني الاحتفاظ بالعديد من الأصدقاء، فالولاني الحقيقي يقضي حياته في الأدغال وأصدقاؤه هم الأبقار الذين يرعاهم، وتكون تلك الأبقار بمثابة عائلة له”.

الفولانيون - غرب إفريقيا

اتهامهم بالإرهاب

مع استبعادهم من السياسات التنموية، وشعورهم أحياناً بالتمييز الممارس ضدهم من قبل السلطات، يشعر بعض الفولانيين أنهم يعيشون في بيئة معادية فيتحرّكون للدفاع عن مصالحهم. وبالإضافة إلى ذلك، اتهم الشباب من بينهم بالانضمام إلى الجماعات الإرهابية والميليشيات التي تقاتل في غرب ووسط إفريقيا، لكنهم يقولون إن هذه الاتهامات غير صحيحة.

يدافع الشاب الفولاني محمد كبير بقوة واقتناع عن شباب جماعته الفولانية ضد الاتهامات الموجهة إليهم بالإنضمام إلى منظمات إرهابيّة مؤكداُ أن في استطاعته تمضية بقية حياته بالاعتراض على ذلك الاتهام “فالشعب الفولاني يحترم الآخرين ويؤمن بحياتهم فهم ليسوا جزءاً من الأشخاص الذين يتسبّبون في العنف كما يُعتقد، لذلك فنحن لا نقبل بتلك الإتهامات.

وأضاف “إذا أتيت إلى الفولانيين بصفتك شخصًا غريبًا فإنهم يستضيفونك، وإن كنت مزارعاً وليس لديك مكان تزرع فيه فيمكنهم التضحية وتقديم أرضهم لك كي تزرعها فهم يريدون لك الحصول على شيء لنفسك لذلك لا أعتقد أن الشعب الفولاني عنيف”.

الفولانيون طيبون ويمكن فهمهم ببساطة

عائشة عبد الله

شابة فولانية

تضمّ عائشة عبدالله الشابة الفولانية صوتها إلى محمد وتؤكد على هدوء جماعة الفولاني وطابعها المسالم والبسيط في التعاطي مع الآخرين، فلا مكان للعنف بين أهلها وتقول: “أنا فولانية من باوتشي، الفولانيون طيبون ويمكن فهمهم ببساطة، فمن قبل كان الفولانيون يحبّون البقاء في أماكن منعزلة لكن أهلنا يحاولون تغيير ذلك من خلال تسجيلنا في المدارس لذلك فإن معظمنا في المدرسة الآن على عكس ما كان عليه الوضع من قبل، فالفتيات كنّ يبعن الـ Fora de Nono والشبّان يعتنون بالأبقار ولكن الآن أصبحت الأمور مختلفة”.

بدوره يشدّد إبراهيم على أنه “لا الزعيم التقليدي للجماعة ولا الدين ولا الأهل ينصحون أي شخص بالقتل أو بالتحوّل إلى مجرم، وعلى الرغم من عدم توفّر فرص عمل كافية فإن هناك العديد من الطرق التي يمكن للإنسان أن يحقق عبرها الإستدامة في الحياة”.

وأضافسوف تكتشف أن العديد من القبائل تتحدث اللغة الفولانية لكنهم ليسوا بالحقيقة فولانيين، وهذا هو التحدي الذي نواجهه. أستطيع أن أقول إن 99% من القبائل في أداماوا يتحدثون اللغة الفولانية لذلك فإن البعض يرتكبون الجرائم تحت مظلة الفولاني”.

دور أساسي للإرهابيين الفولانيين!

على الرغم من أن جماعة الفولاني في نيجيريا أعربت عن رفضها الإرهاب غير أن ثمّة ما يوثّق انخراط البعض في أعضائها بمنظمات إرهابية وقد أصرّت الجماعة في تأكيدها على أن أولئك الذي اتخذوا هذا الخيار هم أقليّات.

فرغم ما يُعرف عن الجماعة من نزاهة إلا أن الإرهاب اخترق صفوفها إذ عمد زعيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة أياد أغ غالي إلى تجنيد العديد من الفولانيين لتنفيذ أجندته في إفريقيا.

كما أن الداعية محمد كوفا هو فولاني وهو من أنصار أغ غالي وعضو فعال في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وقد بدأت سلطته تتزايد منذ تأسيسه كتيبة ماسينا عام 2015.

لعبت كتيبة ماسينا التي أسسها الفولاني محمد كوفا دوراً أساسياً ساهم في انتشار الجماعات والأعمال الإرهابية على نطاق واسع بعد عملية “سرفال” التي شنها الفرنسيون في 2013

خلال الأعوام الأخيرة استغل كوفا الخلافات القديمة حول الأرض الخصبة المتنازع عليها، بين الرعاة والمزارعين وبين الإتنيات ليزيد من شعبيّته ضمن صفوف نصرة الاسلام والمسلمين أو ما يعرف بـJNIM.

وقد لعبت كتيبة ماسينا التي أسسها الفولاني محمد كوفا كما ذكرنا دوراً أساسياً ساهم في انتشار الجماعات والأعمال الإرهابية على نطاق واسع بعد عملية “سرفال” التي شنها الفرنسيون في العام 2013.

وفي تفاصيل ما حصل أن فرنسا شنّت عملية “سرفال” العسكرية عام 2013 وتمكّنت من طرد الجماعات الإرهابية من غاو وتومبكوتو وكيدال، غير أن العملية تسبّبت في تناثر عناصر الجماعات الإرهابية في مناطق واسعة، حيث تحالف “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب” مع “أنصار الدين” و”جماعة المرابطين” وانضمت إليهم “جماعة تحرير ماسينا” تحت اسم “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”.

وبانضمام جماعة تحرير ماسينا إلى تحالف القاعدة، تمكن الأخير من اختراق الحاجز الطبيعي وهو نهر النيجر الفاصل بين الصحراء الكبرى وإفريقيا السوداء ليمتد نشاطهم الإرهابي إلى مناطق ودول أخرى في المنطقة. بينما انضمت حركة التوحيد والجهاد إلى تنظيم “داعش” وأصبح يطلق عليها “ولاية داعش في الصحراء الكبرى”.

وإن إحدى أسباب فشل عمليّة “سرفال” الاستراتيجية هي عدم قدرتها على منع تحالف أنصار الدين أي الطوارق بقيادة آغ غالي والقاعدة، وأخطر من ذلك انضمام جماعة ماسينا القبلية بقيادة الداعية الفولاني محمد كوفا إلى هذا التحالف.

تبرّئ جماعة الفولاني نفسها ممن انشق عن تقاليدها وعاداتها والتحق بالجماعات الإرهابية وأنشطتها، لكن ذلك لا ينفي أن من بين جماعتها عناصر التحقت بتلك المنظمات وأنها مستقبلاً قد تواجه التحاق المزيد من شبابها بتلك الجماعات.