سامي زرقة
سياسة التطعيم في إيران تساهم في زيادة غنى نظام خامنئي
- رئيسي يدعي نجاح نظامه في سياسة التطعيم
- أدى نقص اللقاحات إلى بداية متأخرة لحملة التطعيم الوطنية في إيران
- طالب المتشددون في إيران بتطوير لقاحات محلية من خلال شركة تابعة لأحد أقوى التكتلات في البلاد، معهد بركات
قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال خطاب ألقاه بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد في البلاد يوم السبت الماضي ، بفضل حملة التطعيم التي قمنا بها ، سيكون 70٪ من سكان إيران قريباً محصنين ضد فيروس كورونا. “وفقًا للأرقام الرسمية ، تم تطعيم 16٪ من الإيرانيين بشكل كامل ضد كورونا ، و 18٪ تلقوا جرعة واحدة على الأقل.
أدى نقص اللقاحات إلى بداية متأخرة لحملة التطعيم الوطنية في إيران. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى المتشددين الذين دعموا الرئيس الجديد وعرقلوا بشكل منهجي جهود استيراد اللقاحات من الخارج. أحد هؤلاء كان وزير الصحة الحالي في البلاد ، طبيب العيون بهرام عين اللهي بعث برسالة مفتوحة إلى الرئيس روحاني في فبراير الماضي وقعها 2500 طبيب ، تحذره من استيراد لقاحات من الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى.
تحول مذهل للأحداث
وانتقدت الرسالة أيضًا مبادرة كوفاكس التابعة للأمم المتحدة – التي تهدف إلى توفير توزيع عادل للقاحات في جميع أنحاء العالم – قائلة إنه لا يمكن الوثوق بالأمم المتحدة.
تلقت إيران 4.2 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا من خلال كوفاكس مرة أخرى في فبراير، في الوقت نفسه ، طالب وزير الصحة ومتشددون آخرون بإعطاء اللقاحات الإيرانية المزروعة محلياً فقط. حتى أنهم ذهبوا إلى حد وصف الفيروس التاجي بأنه سلاح بيولوجي أمريكي. بالإضافة إلى ذلك ، حظر المرشد الديني للبلاد خامنئي ، صراحةً استيراد اللقاحات من الولايات المتحدة وبريطانيا.
لهذا السبب كان الأمر أكثر إثارة للدهشة الأسبوع الماضي عندما أعلن وزير الصحة عين اللهي أن طهران طلبت 2.4 مليون جرعة من لقاح الحمض النووي الريبي من شركة فايزر وخمسة ملايين جرعة من جونسون آند جونسون. وقال الوزير إن النساء الحوامل سيحصلن على التطعيمات ، إلى جانب الطاقم الطبي كجرعات معززة. لماذا قام المتشددون بتخريب واردات اللقاح من خلال نشر نظريات المؤامرة قبل الانتخابات كان شيئاً لم يُسأل الوزير مطلقاً.
يشعر الكثير من الإيرانيين بخيبة أمل وغضب. على الرغم من أن الموجة الخامسة من الوباء تستقر حالياً ، إلا أن الإصابات الجديدة ووفيات فيروس كورونا لا تزال مرتفعة. وفقًا للأرقام الرسمية ، يبلغ معدل الإصابة على مستوى البلاد لمدة سبعة أيام حالياً 127.8 شخصًا ، مع وفاة 300 شخص من جراء كورونا كل يوم.. رسميًا ، توفي ما يقرب من 120 ألف شخص أصيبوا بكورونا منذ ذلك الحين. ولكن مع إجراء القليل من الاختبارات ، حتى السلطات تشكك في هذه الأرقام.
تظهر أحدث الإحصاءات أكثر من 110 آلاف حالة وفاة إضافية في إيران على مدى الأشهر الستة الماضية وحدها ، مع تقاعس الحكومة وضعف اتخاذ القرار، ما أدى إلى تفاقم الوضع السيء بالفعل، تم إنكار الوباء أولاً ثم التقليل من شأنه، على سبيل المثال، ثم بدأت إجراءات النظافة والحجر الصحي الضرورية بعد فوات الأوان.
حتى أن طهران رفضت المشاركة في المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية للقاحات الصينية، على عكس تركيا والإمارات العربية المتحدة، اللتين تعاونتا مع الصين وتمكنتا من الوصول إلى اللقاحات قبل ذلك بكثير.
مناخ جيد للاستثمار
طالب المتشددون في إيران بتطوير لقاحات محلية من خلال شركة تابعة لأحد أقوى التكتلات في البلاد، معهد بركات. الاسم الفارسي للمنظمة ، “ستاد إجرايي فرمان حضرت إمام”، أو ستاد باختصار ، يعني “هيئة تنفيذ أوامر الإمام” ، والتي تعني في هذه الحالة الإمام خامنئي. من خلال هذه المجموعة ، يسيطر مكتب الزعيم الديني بشكل أساسي على أجزاء كبيرة من الاقتصاد الإيراني.
قيل إنه تم دفع مليار دولار إلى معهد بركات لتزويد ما مجموعه 120 مليون جرعة من لقاح Coviran Barakat. وكان من المتوقع وصول خمسين مليوناً من هذه الجرعات بحلول نهاية الصيف ، ولكن لم يتم تسليم سوى 14 مليون جرعة حتى الآن. وذلك بحسب النائب الإصلاحي السابق علي تاجرنيا، ألقى الرئيس السابق للمعهد ونائب الرئيس الحالي في البلاد ، محمد مخبر ، باللوم في التأخير على العقوبات الاقتصادية الحالية ضد بلاده.
