الشهر الماضي أكثر أشهر حزيران حراً في أمريكا الشمالية

مع استمرار موجة الحر العالمية والتي بلغت ذروتها في غرب أمريكا الشمالية , أفاد مرصد كوبرنيكوس الأوروبي للتغير المناخي بأن “حزيران/يونيو 2021 كان أكثر أشهر حزيران/يونيو حراً في أمريكا الشمالية”.

وربط المرصد في بيان هذا المستوى القياسي بموجة الحرّ المسجلة في كندا وفي جزء من الولايات المتحدة.

وبحسب المرصد فإن شهر حزيران تجاوز بـ 1,2 درجة مئوية المعدل الوسطي للحرارة بين 1991 و2020 , أي اكثر ب0,15 درجة عن أكثر أشهر حزيران/يونيو حراً سابقا في هذه المنطقة , والمسجل في 2012.

و سجلت كندا خلال الأسابيع الماضية مستويات حرارة قياسية مطلقة وصلت إلى 49,6 في مدينة ليتون شمال شرق فانكفور والتي شهدت حرائق  أتت على 90 % من أراضيها.

بالنسبة لأوروبا,  أشار المرصد إلى أن شهر حزيران/يونيو 2021 يعد ثاني أكثر الأشهر حراً على الإطلاق، بعد حزيران/يونيو 2019، حيث سجلت درجات حرارة قياسية في فنلندا وغرب روسيا وكذلك في القطب الشمالي السيبيري.

وعلى الصعيد العالمي، يحتل حزيران/يونيو 2021 المرتبة الرابعة مناصفة مع الشهر نفسه من العام 2018، بعد أشهر حزيران/يونيو 2016 و2019 و2020.

ما هي أسباب موجة الحر الاستثنائية؟

بحسب العلماء فإن غرب كندا والولايات المتحدة سجلت مستويات قياسية من الحر الناجم عن ظاهرة تعرف بـ “القبة الحرارية” نادرة القوة.

وهذه الظاهرة تعني أن منطقة ذات ضغط جوي مرتفع تُثبِّت نفسها فوق منطقة على الأرض , فينحبس الهواء الدافئ أثناء ارتفاعه وتدفعه القبة مرة أخرى نحو السطح ليصبح أكثر دفئا، فترتفع درجات الحرارة شيئا فشيئا.

ومن الأسباب التي أدت إلى هذه القبة الحرارية غير المسبوقة بحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) هي كوننا نعيش سنوات “النينا” وهي ظاهرة يحدث فيها تغير دوري في أنماط الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ.

و عند السؤال عن مسببات هذه الظواهر والارتفاع القياسي لدرجة حرارة الكوكب يتوارى إلى الأذهان مباشرة مصطلح الاحتباس الحراري، لكن في الحقيقة يؤكد العلماء أن اعتبار هذه الظاهرة المسبب الوحيد أمرٌ خاطئ.

فهناك مسبب آخر هو ضعف التيارات النفاثة، وهي نطاق من التيارات الهوائية سريعة الحركة التي تحدث على ارتفاعات عالية, وتتحرك بشكل موجات حول نصفي الكرة الشمالي والجنوبي.

وتوجد هذه التيارات في طبقة التروبوسفير من الغلاف الجوي وقد يصل عرضها ما بين 500 إلى 650 كيلومتراً حيث تندفع بسرعة عالية من الغرب إلى الشرق، وبالتالي توجه الطقس حول العالم.

وقد تؤدي هذه التيارات النفاثة حال اشتدادها إلى حدوث عواصف وفي بعض الأحيان حينما تضعف فإنها تتسبب بموجات الحر تماماً كما يحدث هذه الأيام.

مكيفات الهواء والأنشطة البشرية

من الأسباب الأخرى التي تقف وراء موجات الحر القياسية أجهزة التبريد والتهوية التي يتوقع الخبراء أن يصل عددها في العام 2050 إلى 14 مليار جهاز، ولهذا فإن العلماء يطالبون باستعمال مستدام لأجهزة التبريد من أجل تخفيف نسبة الانبعاثات.

كذلك فإن عوادم الغازات الكربونية الناجمة عن الأنشطة البشرية تضاعف احتمالات حدوث موجات حر شديدة، وهو ما يلقي بالمسؤولية في المقام الأول على الانسان ويضعه أمام تحديات كبيرة من أجل التصدي لظاهرة التغيُّر المناخي وتحقيق الاستدامة في القطاعات الحيوية.