التوترات تتصاعد بين المغرب وإسبانيا بشأن زعيم البوليساريو

اعتبر المغرب، الإثنين، أن قضية زعيم البوليساريو إبراهيم غالي تشكّل “اختبارا لمصداقية الشراكة” بين البلدين، وأصرّ على “توضيح صريح” من الجانب الإسباني، وفق بيان لوزارة الخارجية.

وتأتي هذه التصريحات عشية استدعاء القضاء الإسباني لغالي البالغ 71 عاما للمثول أمامه يوم الثلاثاء في إطار شكوى بتهم “تعذيب” تقدّم بها المعارض السياسي لقيادة البوليساريو فاضل بريكة الذي يحمل الجنسية الإسبانية.

وجاء في بيان أصدرته الخارجية المغربية أن الأزمة “غير مرتبطة باعتقال شخص أو عدم اعتقاله، لم تبدأ الأزمة مع تهريب المتهم الى الأراضي الإسبانية ولن تنتهي برحيله عنها، الأمر يتعلق بثقة واحترام متبادل جرى العبث بهما وتحطيمهما”.

إسبانيا: العلاقات بين البلدين يجب أن يسودها “الاحترام والثقة”

من جهته، شدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على أن العلاقات بين البلدين يجب أن يسودها “الاحترام” و”الثقة”، مؤكدا أن المغرب حليف “استراتيجي” لإسبانيا.

ودخل غالي إلى إسبانيا في نيسان(أبريل) من أجل تلقي العلاج من كوفيد-19، وقد استُدعي للمثول الثلاثاء أمام القضاء عبر الفيديو في إطار تحقيقين بتهم “تعذيب” و”إبادة جماعية”.

وأثار استقبال إسبانيا لغالي غضب الرباط، وقد برّرت مدريد الأمر بأنه “لأسباب إنسانية بحتة”.

أزمة المهاجرين

وتحوّلت القضية إلى أزمة بين البلدين بعد تخفيف الشرطة المغربية رقابتها على الحدود بداية الأسبوع، ما أدّى إلى تدفّق نحو 10 آلاف مغربي إلى جيب سبتة على الحدود مع إسبانيا.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي ماتيوش مورافيتسكي قرب مدريد، اعتبر سانشيز أنه “من غير المقبول” أن “تأمر حكومة بمهاجمة الحدود (…) وأن تفتح الحدود أمام عشرة آلاف مهاجر لكي يتمكنوا في أقل من 48 ساعة من دخول مدينة إسبانية”، بسبب “خلافات على صعيد السياسة الخارجية”.

وتابع رئيس الوزراء الإسباني “على المغرب ألا ينسى أن لا حليف أفضل له من إسبانيا في الاتحاد الأوروبي”.

واستدعى موقف رئيس الوزراء الإسباني ردا فوريا من الخارجية المغربية التي شدّدت على أن الأزمة الحالية بين البلدين لا علاقة لها بقضية الهجرة.

ومنذ أيام عدة تطالب الرباط بإلحاح بتحقيق “شفاف” حول ظروف وصول زعيم البوليساريو الذي تقول الأجهزة المغربية إنه سافر بطريقة “احتيالية” وبـ”جواز سفر مزوّر”، وفق البيان الأول للخارجية المغربية.

وأعاد القضاء الأسباني هذا الأسبوع فتح دعوى ضدّ غالي بشبهة تورّطه في “جرائم ضد الإنسانية” على خلفية شكوى قديمة رفعتها ضدّه جمعية صحراوية تتّهمه بارتكاب “انتهاكات لحقوق الإنسان” ضدّ معارضين في مخيّمات تندوف الواقعة غرب الجزائر.

وتطالب بوليساريو بإجراء استفتاء تقرير مصير في الصحراء الغربية أقرّته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب الذي يسيطر على ثلثي هذه المنطقة الصحراوية منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.

وتعتبر الأمم المتحدة الصحراء الغربية من ضمن “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي” في ظل عدم وجود تسوية نهائية لوضعها.

وكانت البوليساريو أعلنت استئناف القتال في تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي بعد حوالى ثلاثة عقود من سريان وقف لإطلاق النار، وقد جاء ذلك إثر تنفيذ المغرب عملية عسكرية في منطقة في أقصى جنوب الصحراء الغربية.