صرحت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) السبت أن مروحيتها المصغرة “إنجينيويتي” قد تنفذ الإثنين،  الجاري أولى طلعاتها في أجواء المريخ بعد تأخرها أكثر من أسبوع بسبب مشكلة تقنية.
وستكون طلعة “إنجينيويتي” الأولى لمركبة بمحرّك في أجواء كوكب آخر غير الأرض، مما سيتيح للوكالة الأمريكية جمع بيانات قيّمة عن ظروف الحياة على المريخ.

وأشارت إلى  أن البيانات الأولى من المروحية يتوقع أن تصل إلى الأرض “بعد ساعات قليلة من طلعتها الذاتية” التي يفترض أن تبدأ قرابة الساعة 03,30 (07,30 بتوقيت عرينتش).
ويمثل الإقلاع في جو المريخ تحدياً، إذ أن كثافته لا تتعدى واحداً في المئة من كثافة غلاف الأرض الجوي، علماً أن دفع الهواء بواسطة دوران مراوح الطوافة هو الذي يمكّنها من التحليق. مما يعني أن مراوح “إنجينيويتي” يجب أن تدور أسرع بكثير مما تفعل الموجودة على طوافة عادية لكي تتمكن من الطيران.

ونجحت “إنجينيويتي” في 9 نيسان/أبريل الجاري في تشغيل مراوحها للمرة الأولى على سبيل اختبارها. وتعمل المراوح بسرعة 2400 دورة في الدقيقة، أي أسرع بخمس مرات من طوافة عادية.
إلا أن تجربة كاملة السرعة لمراوح المروحية انتهت في وقت أبكر من الموعد المحدد بسبب إنذار عن مشكلة محتملة، ما دفع “ناسا” إلى تأخير طلعتها التي كانت مقررة في 11 نيسان/أبريل.

وعقب طلعتها المرتقبة، سترسل المروحية إلى العربة الجوالة “برسيفرنس” البيانات الفنية المتعلقة بما أنجزته، على أن ينقل الروبوت بدوره المعلومات إلى الأرض.
ومن أولى هذه البيانات صورة بالأبيض والأسود تلتقطها “إنجينيويتي” خلال تحليقها، لسطح المريخ الذي يقع تحتها مباشرة.

سيكون هذا الحدث المريخي في مستوى أهمية الإنجاز الذي مثّلته أول رحلة طيران بمحرّك على كوكب الأرض عام 1903.

وأفادت “ناسا” بأن قطعة قماش صغيرة من طائرة الأخوين رايت التي أقلعت قبل أكثر من قرن في ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية وضعت على “إنجينيويتي” في تحية لرحلة الطيران الأرضية الأولى، وبالتالي هي موجودة حالياً على كوكب المريخ. وستتوقف تجربة “إنجينيويتي” في جميع الأحوال بعد شهر أو أقل، لتتيح للعربة الجوالة “برسيفرنس” التفرغ لمهمتها الرئيسية المتمثلة في البحث عن آثار قديمة للحياة على المريخ.

ويذكر كانت”إنجينيويتي” ذات الوزن الخفيف جداً والتي تشبه طائرة مسيّرة كبيرة مطوية ومثبتة تحت الروبوت الجوال “برسفيرنس” الذي هبط على سطح الكوكب الأحمر في 18 شباط/فبراير الفائت، وبقيت في موضعها إلى أن بلغ الروبوت المكان الذي يفترض أن تقلع منه المروحية. وتتألف المروحية من أربع قوائم وهيكل ومروحتين متراكبتين. يبلغ طولها 1,2 متر من أحد طرفي النصل إلى الطرف الآخر.