أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

جدل كبير على مستوى العالم عنوانه الأبرز شركة هواوي، وعلاقتها مع الحزب الشيوعي الصيني، الأمر الذي أثار سيلا من التساؤلات والتشكيك بنزاهة الشركة ومدى كونها أداة بيد الصين.

سؤال المليون في أزمة هواوي .. لماذا يجب يجب على الدول الحذر من شركة “هواوي” أكثر من غيرها؟.

هذا التساؤل وغيره يجيب عليه المستشار التسويقي بشمال شرق آسيا الكاتب توم كوينر خلال مقابلة مع أخبار الآن عقب نشره لمقالة عبر موقع “آسيا تايمز” بعنوان “الشراكة مع هواوي خطيرة أكثر مما نتخيل” ، حيث أكد ان السبب وراء ذلك يعود إلى نفوذ الحزب الشيوعي الصيني وسيطرته على شركات التكنولوجيا الصينية، وبالتحديد الشركات المتخصصة في شبكات الحاسوب والهواتف الذكية.

واضاف كوينر انه كثيراً ما يقلق الجميع من القطع الإلكترونية والأجهزة التي يتم وضعها في الشبكات، ولكن في نهاية الأمر وبغض النظر عن الشركة التي تقوم ببيع هذه القطع الإلكترونية، جميع هذه الشبكات معرضة للإختراق والتدخلات الخارجية، وبالتحديد من قبل المنظمات المتقدمة مثل الحكومات التي تمتلك الموارد المطلوبة للقيام بذلك بشكل متعمد.

العلاقة بين هواوي والحزب الشيوعي الصيني

كوينر أضاف ان المشكلة هي أن رئيس شركة هواوي هو أيضاً عضو بارز في الحزب الشيوعي الصيني، وعلاوة على ذلك، فإن هناك تداعيات دبلوماسية خطيرة عندما تعرضت إبنته، التي تشغل منصب كبيرة المسؤولين الفنيين في شركة هواوي، للإعتقال في مدينة فانكوفر في كندا بسبب مذكرة توقيف ضدها بسبب إنتهاكها للقيود التجارية ضد إيران، وقد بقيت تحت الإقامة الجبرية.

و عند حدوث ذلك، قامت الصين فوراً بالقبض على مواطنين كنديين بريئين، على الأغلب في المطار، ووضعهم في السجن، حيث كان الأمر يشير بوضوح إلى حالة إختطاف رهائن، حسب تعبيره.

واشار كوينر الى ان الأمر يتطلب الكثير من التنسيق بين مزود للتكنولوجيا والحزب الشيوعي الصيني، فالحكومة الكندية مثلاً لا تستطيع القيام بمثل هذه الصفقات بسبب الفصل بين السلطات داخل الحكومة الكندية، لكن هذا الأمر ليس بمشكلة في جمهورية الصين الشعبية، والتي يتم السيطرة عليها بالكامل من قبل حزب واحد.

 

 

“وفاء” هواوي للصين أم للمستخدمين؟

المستشار التسويقي بشمال شرق آسيا الكاتب توم كوينر خلال مقابلة مع أخبار الآن اشار خلال سؤاله حول رئيس شركة هواوي وعلاقته مع الحزب الشيوعي الصيني، أجاب بالقول :” أنا متأكد من أن رئيس شركة هواوي لديه درجة عالية من النزاهة، ولكن إذا وجه له أمر من قبل اللجنة المركزية في الحزب، فأنا لا أعتقد أن لديه خيار الرفض أو مناقشة الأمر، وإذا كانت هناك حاجة ماسة لأمن الدولة أو لمنفعة في التنافس في إحدى الصناعات المهمة للدولة، وكانت هناك حاجة للوصول إلى معلومات سرية وأصبح الأمر أولوية وطنية، فلا أعتقد أن أي أحد في الصين يمكنه أن يقول “لا” للحزب الشيوعي الصيني”.

الأمر في الولايات الولايات المتحدة الأمريكية أو ألمانيا أو كندا مختلف – يضيف كوينر- ، حيث يمكن للناس رفض مثل هذه الأمور والمجادلة ضدها، حتى وإن أدى بهم الأمر إلى السجن والخروج في إحتجاجات ضد أوامر الدولة، الا ان  هذا الأمر ليس بخيار متاح في الصين وهو مسؤولية كبيرة.

واضاف كوينر :”أنا أراه أمراً مخيفاً عندما أنظر إلى تداعياته على المدى البعيد، حيث أنه من الممكن أننا سوف نصل إلى تفرع بين التكنولوجيا الخاصة بالصين وبعض عملائها والتكنولوجيا الخاصة بالعالم الغربي و حلفائه”.

واشار كوينر الى ان الولاء هو مسألة توقيت، فعلى سبيل المثال، لا يهم ما إذا كانت هذه التكنولوجيا تأتي من الصين أو الولايات المتحدة أو ألمانيا أو فنلندا أو أي دولة أخرى، ولكن جميع هذه الأنظمة، وبغض النظر عن تقدمها وتطورها، يمكن أن يتم تخطيها أو تجاوزها عن طريق بعض الأشخاص، سواء كان ذلك بشكل متعمد أو غير مقصود أو حتى بشكل غير قانوني.

الأبواب الخلفية .. مفتاح الشركات للتجسس على البيانات

واضاف كوينر :”فعندما تقوم بشراء شيء ما عن طريق أحد الموزعين، سواء كانت سيارة أو تكنولوجيا مخصصة للشبكات، فأنت تتوقع أن يكون ذلك الموزع في صفك لحماية مصالحك. وأنا أعتقد بأن الشركات الصينية تحاول أن تحافظ على مصالح عملائها، ولكن على عكس الشركات الأمريكية أو الألمانية، فإن هذه الشركات يمكن أن يتم إختراقها عن طريق الحكومة التي يعملون تحت إمرتها”.

واشار كوينر في هذا الموضوع ان إستعمال مفاتيح الوصول “Keys to access”، أو الأبواب الخلفية، وهي أمور يجهلها الكثير من الناس، ولكن الأشخاص المتخصصين في التكنولوجيا يمكنهم تعدي الحواجز الأمنية الإفتراضية للشبكات والوصول إلى قواعد البيانات المخزنة.

المستشار التسويقي بشمال شرق آسيا الكاتب توم كوينر خلال مقابلة مع أخبار الآن قال في رده على سؤال حول اعتراف هواوي بالتهم الموجهة له، قائلا: “كيف يمكنهم أن يعترفوا بالأمر وأن يتوقعوا أن يبقواً متشرين في الأسواق العالمية؟ بالطبع هذا غير ممكن أبداً، ولكن من الممكن أن يتم إكتشاف ذلك وفضحهم، و لقد رأينا بالفعل ما حدث للشخصين الكنديين الذين تم أخذهم كرهائن، و خرج الحزب الشيوعي الصيني للإعلام لكي يخبر الكنديين بأنه يجب عليهم إطلاق سراح إبنة رئيس شركة هواوي إذا أرادوا أن يسترجعوا المواطنين الذين تم إعتقالهم، والمشكلة في الحكومة الصينية هي أنها لا زالت لا تعي مقدار كارثة العلاقات العامة التي قد تسببت بها للشركات الصينية عندما تقوم بمثل هذه الألاعيب”.

لأي مدى ستخاطر الدول في علاقتها مع هواوي؟

أجاب الكاتب توم كوينر على هذا التساؤل بالقول: “أعتقد أن هذا الأمر سوف يرجع إلى رغبة أصحاب الشركات في قبول هذه المخاطرة، على سبيل المثال، بالنسبة إلى شبكات الجيل الخامس “5G”، فإن شركة هواوي هي أفضل مزود لتلك التكنولوجيا على مستوى العالم، ولكن إذا أصبحت هذه التكنولوجيا موجودة في كل مكان، و عندها بدأ الجميع يكتشف أن بكين تتنصت و تخترق هذه البنيات التحتية للشركات والممتلكات الخاصة، فهل سوف يرغب أحدهم بتحمل هذه المسؤولية؟ وهذا الأمر سوف يجعل أصحاب الشركات يفكرون بالأمر ملياً قبل أخذ هذه المخاطرة. وهذا أمر مؤسف للحكومة الصينية، لأنني متأكد بأن هناك العديد من المهندسين الصينين الموهوبين وأصحاب الشركات الذين لا يغبون بالخوض في هذه التدخلات الخارجية، ولكنها للأسف لا مفر منها”.