أخبار الآن | هونغ كونغ (أ ف ب)

واجهت رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام موجة انتقادات وغضب عارمة خلال مشاركتها في “جلسة حوار” تم عقدها في مقر بلدية هونغ هونغ مساء الخميس، في محاولة لمد جسور التواصل مع سكان المدينة التي تشهد احتجاجات مطالبة بالديموقراطية.
و”جلسة الحوار” الحامية التي استمرت لأكثر من ساعتين هي المبادرة الأولى للحكومة الموالية لبكين لعقد محادثات مع معارضيها في محاولة لوضع حد للتوتر المستمر منذ 16 أسبوعا.
وشارك الملايين في تظاهرات نظّمت في شوارع المدينة، وتطورت إلى صدامات بين نشطاء متشددين والشرطة، في تحدّ هو الأكبر للحكم الصيني منذ استعادته المدينة من بريطانيا في العام 1997.
ورفضت لام الاتهامات بأن الاجتماع كان مجرد جلسة علاقات علامة، وقالت انها ذهبت الى هناك للاستماع، مع اعترافها بأن الثقة بحكومتها قد انهارت.
وأضافت “انها مسؤوليتي، وانا لن اتهرب منها”.
وتقدّم أكثر من 20 ألف شخص بطلبات للمشاركة في جلسة الحوار قامت السلطات باختيار 150 منهم بالقرعة.
الاسئلة اختيرت عشوائيا، والاجواء داخل الملعب الرياضي حيث جرى اللقاء بقيت ودية مقارنة بالتظاهرات الغاضبة التي ملأت شوارع هونغ كونغ هذا الصيف.
لكن الآلاف تجمعوا خارج الملعب وهو يرددون الهتافات.
وبعد انتهاء الحوار انتشرت الشرطة في شوارع مجاورة حيث تجمع بعض المتظاهرين المقنعين.
وأظهر قليل من المشاركين تعاطفا مع لام، في حين تمت مواجهتها بخطاب تلو خطاب يسلط الضوء على مجموعة من الشكاوى تجاه إدارتها.
ودعا البعض لام لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة حول وحشية الشرطة وكيفية تعاملها مع المتظاهرين.
وقالت امرأة ترتدي قناعا “الشرطة تحولت الى أداة سياسية للحكومة وحاليا لا توجد وسيلة للنظر في استغلال الشرطة لسلطتها”.
وأشارت أخرى الى أن “الجميع فقدوا ثقتهم بالشرطة”، بينما اعتبرت أخرى ان الشرطة تركت للتعامل مع قضية لا يمكن حلها سوى سياسيا.
وطالب آخرون باجراء انتخابات، اذ ان الرئيسة الحالية يتم اختيارها من خلال لجنة موالية لبكين، ونصف نواب المدينة فقط يتم اختيارهم بالاقتراع الشعبي.
وقال رجل شارك في الجلسة حول لام “هي تقول انها تريد الاستماع الى الناس، لكن الناس كانوا يعبرون عن مطالبهم منذ ثلاثة أشهر”.
وشبهت احدى المشاركات هونغ كونغ بأنها مثل مريض مصاب بالسرطان، في حين ان لام تريد “مداواته بمسكنات”.

ومن بين الثلاثين شخصا الذين تم اختيارهم للكلام، انتقد 24 منهم الحكومة واثنان كان رأيهما محايدا بينما تعاطف أربعة مع لام.
وفي تعليق نشرته على فيسبوك قبل ساعات من جلسة الحوار قالت لام “أيا تكن مواقفكم وآراؤكم، أعتقد أن لدينا هدفا مشتركا هو مصلحة هونغ كونغ”.
واستبعدت لام وبكين تقديم مزيد من التنازلات للمحتجين الذين يطالبون بإجراء تحقيق مستقل في سلوك الشرطة، وبالعفو عن أكثر من 1500 موقوف وإجراء انتخابات حرة.
والأربعاء وصف موفد صيني إلى المدينة مطالب المحتجين بأنها “ابتزاز سياسي”، في تصريحات زادت المخاوف من تضييق هامش المناورة لدى الرئيسة التنفيذية من أجل تخفيف الغضب الشعبي العارم تجاه إدارتها والشرطة.
وفي الأشهر الأخيرة غالبا ما أدى ظهور لام العلني، كما ظهور كبار مسؤولي إدارة المدينة، إلى قيام احتجاجات.
وشهدت هونغ كونغ على مدى سنوات تظاهرات ومواجهات عنيفة على خلفية مخاوف من تشديد الصين قبضتها على المدينة التي تعد مركزا ماليا عالميا.
وبدأت التظاهرات في هونغ كونغ للاحتجاج على مشروع قانون تم التخلّي عنه لاحقًا للسماح بتسليم مطلوبين إلى الصين. واتسعت المطالب مذاك لتشمل تعزيز الديموقراطية ومحاسبة الشرطة.
وبعد الملاحقات التي أطلقت في السنوات الأخيرة بحق نشطاء مطالبين بالديموقراطية، جرت التحركات الاحتجاجية الأخيرة بغياب القياديين وجرى تنظيمها إلى حد بعيد على شبكة الإنترنت.
لكن ذلك صعّب على لام وإدارتها التوصّل إلى تحديد الشخصيات التي يمكن التحاور معها.
وأُطلقت دعوات على منتديات إلكترونية تستخدم عادة لتنظيم التظاهرات، طالبت بمحاصرة المجمّع بسلسلة بشرية.
وتستعد هونغ كونغ لسلسلة جديدة من التظاهرات تنظم في الأيام المقبلة. وتصادف السبت ذكرى انطلاق “حراك المظلات” في 2014 علما بان الأول من تشرين الأول/أكتوبر هو الذكرى السبعون لقيام “جمهورية الصين الشعبية”.

 

مصدر الصورة: أ ف ب

 

إقرأ أيضا:

رئيسة هونغ كونغ: لم أناقش أمر الاستقالة مع بكين