أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

شكّلت استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف صدمةً في الأوساط السياسية الإيرانية، التي ما زالت تسعى إلى لملمة الوقائع لطرح الحقائق خلف هذه الإستقالة التي لم تقبل بعد، خصوصاً من الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أعلن رفضها في منشورٍ له عبر “انستغرام”. غير أنّ ما تلتفت الأنظار إليه هو الإتفاق النووي الإيراني الذي كان ظريف المفاوض الرئيسي لإيران فيه، ومن كبار المؤيدين للمفاوضات الأمريكية – الإيرانية بشأن هذا الإتفاق، الذي بات مهدداً بالإندثار بشكل حقيقي.

فبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، فإنّه “في حال تم قبول استقالة ظريف، فإنّ ذلك سيكون بمثابة مسمارٍ كبيرٍ آخر في نعش الإتفاق النووي”، مشيرةً إلى أنّه “في حال تحقّق رحيل ظريف، وهو الحليف الوثيق لرئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني في وقتٍ من الضغوط السياسية، فإنّ ذلك سيكون ضربة قوية”.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ “ردّ فعل المرشد الأعلى علي خامنئي هو الذي سيحدد مصير ظريف، الذي كان لوّح بالاستقالة من قبل، بعد تعرض الإتفاق النووي لإنتقادات متواصلة من قبل المتشديين في الخفاء”.

رحيل ظريف “علامة مؤلمة”

بدورها، رأت مجلة “فورين بوليسي” أنّ “ظريف لعب دوراً مركزياً في محاولات إيران الرامية إلى إيجاد تسوية مع الغرب”، موضحة أنّه “بالنسبة للدبلوماسيين الأمريكيين الذين تعاموا مع وزير الخارجية المستقيل، فإنّ رحيله بمثابة علامة مؤلمة، إذ أنه أتى بعد عام تقريباً من انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ من الاتفاق النووي الإيراني. وبالتالي، فإن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران على وشك أن تأخذ منعطفا دراماتيكياً نحو الأسوأ”.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ “آخرين ممن كانوا متشككين في الإتفاق النووي الإيراني، يوافقون على أنّ استقالة ظريف قد تشير إلى نهاية التزام طهران بالإتفاق النووي في مواجهة الإنسحاب الأمريكي وإعادة فرض العقوبات الأمريكية”.

إيران بحاجة لوزير صارم

وفي السياق نفسه، اعتبرت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية أنّ “استقالة ظريف ستترك الرئيس حسن روحاني دون أحد حلفائه الرئيسيين في دفع طهران نحو مزيد من المفاوضات مع الغرب”. وفي حديثٍ للوكالة، لفت حسن محمدي، وهو محلل سياسي مقرب من روحاني، قوله: “الاستقالة جزء من خطة لتغيير المسار في السياسة الخارجية في إيران، لم يعد من المفضل أن يكون وزير الخارجية شخصاً يسعى إلى التفاوض. من الآن فصاعداً، إيران بحاجة إلى وزير خارجية صارم، شخص لا يوزع الابتسامات للغرب”.

من جهته، رأى كليف كوبتشان، رئيس مجموعة يوراسيا والمراقب للشأن الإيراني في حديث لـ”أسوشييتد برس” أنّه “بينما من السابق لأوانه تحديد ما الذي دفع إلى استقالة ظريف، فإن الأمر لا يشير بالضرورة إلى تحول كبير بعيداً عن الصفقة النووية”.

مصدر الصورة: France 24

للمزيد:

عبر الانستغرام.. الرئيس الإيراني يرفض استقالة ظريف